أصدر الشباب الفلسطينى المشارك فى ندوة حول تجديد الخطاب الدينى لدعم القضية الفلسطينية بيانا فى نهاية أعمال الندوة التى عقدت على مدار يومين فى مدينة العين السخنة، أكدوا فيه أن فلسطين تعتبر أن الأمة العربية والاسلامية هى عمقها الاستراتيجى وقى القلب منها مصر لما قدمته من تضحيات من أجل فلسطين، وأشادوا بالدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية.
وتوجه المشاركون بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى والدولة المصرية لجهودهم فى دعم الشعب الفلسطيني، داعين مصر لمواصلة جهودها البناءة لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، ودعم المسار التجريبى والحوار البناء بين الفئات المختفلة بما يعزز التسامح الدينى، ودعوة مصر أن تبذل كل الجهد لتحسين الظروف المعيشية لأهل غزة مع كامل التفهم لاعتبارات الأمن فى سيناء.
وأكد الشباب الفلسطينى عملهم على إيجاد مناخات إيجابية لاستمرار علاقة افضل مع مصر بما يخدم ويعزز تجديد الخطاب الدينى، داعين مصر لموصلة عقد مثل هذه اللقاءات لكافة القطاعات الفلسطينية وخاصة الشباب وأن تكون تبادلية بين البلدين، مضيفين "إذا كانت فلسطين هى قلب الأمة فان مصر هى روح هذه الأمة".
بدوره قال الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية، إن الفكر المتشدد والتنظيمات الإرهابية ظهرت فى الوطن العربى، ويجب إيجاد طرح علمى لإطفاء نيرانه، مؤكداً أن تلك التيارات المتطرفة تزيد عن 25 تياراً وتدور حول 40 فكرة وإشكالية، منها التكفير والجاهلية والفرق الناجية والجهاد والخلافة والوعد الإلهى وفكرة مفهوم الوطن.
وأكد "الأزهرى"، فى كلمته خلال ورشة تجديد الخطاب الدينى لدعم القضية الفلسطينية فى العين السخنة، اليوم الأحد، أن الإشكال يحدث عندما يصر صاحب الفكر التكفيرى على أن أفكاره هى الدين الإسلامى، موضحاً أنه رصد تنامى ظاهرة الإلحاد خلال الخمس سنوات، والتى شملت خمس شرائح من الملحدين.
وأوضح مستشار رئيس الجمهورية، أن الفكر الإلحادى أصبح ظاهرة انتشرت وتصاعدت فى ظل حالات التنظير من قبل كتاب غربيين مروجين له، مشدداً على ضرورة إطفاء نيران الفكر المتطرف ثم الاشتباك العلمى مع فكر الإلحاد لكى نثبت قضية الإيمان بالله ورسله.
وأشار "الأزهرى" إلى أن المحور الثالث لتجديد الخطاب الدينى هو إعادة إحياء معالم الشخصية الوطنية والإنسان المصرى المحب للعلم الحامل الخير للناس والممتلئ بحب العمران والبناء، مؤكداً أننا بحاجة لإعادة بناء وتثبيت شخصية الإنسان المصرى وكذا الفلسطينى، مضيفا أن المحور الرابع يتمثل فى إعادة بناء الحضارة عبر المؤسسات.
وأكد الأزهرى أنه خلال الثمانين العام الماضية بدأت صناعة عقول غارقة فى حالة الضجيج ما أحدث حالة من الاضطراب، داعيا لفهم الشرع الشريف فهما صحيحا، فهم الواقع والقدرة على الربط بين الشرع والواقع، مشيرا إلى أن الشرع الشريف ربط أحكامه بسلسلة ومنظومة من الشروط والأسباب والعلل والموانع، موضحا أن حسن البنا عقب مرور 20 عاما على تشكيل جماعة الإخوان اكتشف اضطراب مسار تجربته، مشيرا لزعم حسن البنا بأن الحكم والسياسة معدود عن فقهاء الدين من أصول الدين وهو أحدث اشكالية كبيرة.
وأوضح الأزهرى أن المرشد الثانى لجماعة الإخوان "الهضيبى" اكتشف تسارع وانتشار الفكر التكفيرى بين شباب الإخوان، مشيرا لظهور عدد من التنظيمات التكفيرية المسلحة التى اتخذت فكر سيد قطب مرجعية لها، مؤكدا تكفير تلك التنظيمات المتطرفة لمؤسسات الدولة المصرية خلال حقبة السبيعينات، مؤكدا أن مرجعية تنظيم القاعدة وزعيم أسامة الظواهرى هى كتاب سيد قطب، لافتا النظر لارتباط فكر تنظيم داعش الإرهابى بمنهاج سيد قطب الذى اعتبر الدين انقطع عن الوجود قبل قرون ، مشيرا لوصف يوسف القرضاوى لمرحلة سيد قطب بأنها بداية تنضح فيها التكفير ، ولفت الأزهري إلى أن الرئيس الأسبق محمد مرسى دافع عن سيد قطب خلال حلقة تليفزيونية قائلا: " فتشنا عن الإسلام ووجدناه فى سيد قطب".
بدورهم أشاد شباب فلسطين من قطاع غزة بمبادرة الدولة المصرية لتجديد الخطاب الدينى، مؤكدين أن الإرهاب شيطان رجيم يسوس فى عقول شبابنا ويهدف لتدمير مقدراتنا الوطنية، مؤكدين أن الجميل فى المبادرة التى طرحها السيسى أنها قائمة على تعايش الأديان وليس صراع الحضارات ، موضحين ان تجديد الخطاب الدينى هو البداية الصحيحة لصد الإرهاب العابر للقارات.
بدوره دعا أحد الشباب الفلسطينى المشارك فى الورشة ويدعى محمد أبو حجر الشباب والدعاة ورجال المجتمع المدنى للعمل على نقل مبادرة الرئيس السيسى فى كل مكان ولاسيما فى غزة حتى يتم انقاذ الدين من الأوصياء عليه والذين يستخدمون الدين لتحقيق مصالح شخصية.
وأوضح أبو حجر لـ"اليوم السابع" أن الرئيس السيسى يريد حربا فكرية على من يحاولون تدمير صورة الإسلام، مضيفا" نحن كشباب فلسطينيين مؤمنين لمبادرة تجديد الخطاب الدينى التى طرحها الرئيس السيسى وسنبدأ فور وصولنا إلى غزة لنشر المبادرة وكلنا أمل أن نكون السفراء الشباب للرئاسة المصرية فى القطاع.
وسوف نفتح حوارا مباشرا مع التيارات فى مختلف القطاعات للعمل على انقاذ المجتمع الفلسطينى من أية تربة خصبة قد تشكل خطرا على الأمن القومى المصرى والفلسطينى".
فيما أكد الإعلامى الفلسطينى محمد الداعور خلال مشاركته أن هناك تغييب لعلماء الأمة واقتحام المسجد الأقصى وعدم وجود تحرك لعلماء الأمة للقضاء على التطرف الإسرائيلى، موضحا أن ذلك سيكون بداية الحل لمشكلة التطرف.
فيما قالت إحدى المشاركات أن هناك حاجة ملحة للتأكيد على الدين الإسلامى المتسامح وفصل الدين للسياسة كى لا يتم استغلال الدين أسوأ استغلال عبر الفتاوى التكفيرية واستخدمت الدين لغرض سياسى، داعية لتجديد الخطاب الدينى كى يكون بديلا للخطاب المتشدد المنتشر فى الدول.
فيما قال رئيس المركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية الدكتور عبد المنعم سعيد إن القضية الفلسطينية لم تعد القضية المركزية ولكنها أصبحت أحد القضايا التى تشغل بال الدول العربية ولكنها لم تعد القضية المركزية.
وقال عبد المنعم سعيد خلال كلمة له فى ورشة حول تجديد الخطاب الدينى لدعم القضية الفلسطينية فى مدينة العين السخنة، اليوم الأحد، أن هناك صراعات وحروب أهلية فى ظل انهيار 8 دول فى المنطقة وتنجرف نحو الدولة الفاشلة، مشيرا إلى أنها فقدت القدرة على السيطرة على السياسة والأرض.
وأكد أن فلسطين قبل أن تصبح دولة أصبحت دولتين وأن الواقع يقول أنها فى الطريق لثلاث دول فلسطينية، داعيا للتفكير فى الأسباب التى دفعت لوقوع الإنقسام بين الفلسطينيين، مشيرا إلى أن الصراع هو حول السلطة بين حركتى فتح وحماس فى ظل وجود الصراع على الهوية.
وأشار إلى أن الإخوان كانت اكثر القوى تنظيما بعد الثورات العربية والتى كانت الأكثر تنظيما فى التعامل مع المجتمع وبدأت تظهر جماعات إرهابية مثل داعش والنصرة، مؤكدا أن المشهد بدأ بشباب بشكل سلمى وتم الانتهاء بالذبح على أساس الهوية، موضحا أن الجيوش الوطنية كانت حاسمة فى إعادة عملية الاستقرار فى الدولة أو التحول لضحايا، مؤكدا أن الجيش المصرى نجح فى الحفاظ على الدولة.
وأعرب عن دهشته من اختفاء الاهتمام بالقضية الفلسطينية خلال الفترة الماضية ، موضحا أن القضية الفلسطينية ظهرت بشكل سلبى، وتطرق إلى أن فترة الثورة المصرية شهدت هروب عناصر فلسطينية والهروب إلى قطاع غزة عبر الأنفاق، موضحا أن الربيع العربى أضعف الدولة العربية وانتهى الأمر بفقدان الناس لثرواتها.
وأكد أن على الفلسطينيين إعادة التفكير في أمور هامة جدا وهى حل فكرة تقسيم فلسطين إلى دولتين أو ثلاثة فى ظل وجود صوت ينادى بالدولة الواحدة، مشيرا لبحث الخيارات التى يمكن أن تحقق ذلك مثل الدبلوماسية أو المقاومة أو الانتفاضة، ولفت سعيد إلى أن الحل السياسى يبقى هو الأنجح، موضحا أنه لا مفر من الإصلاح ولاسيما الاقتصادى والاجتماعى وإصلاح للأجهزة الأمنية وتجديد الخطاب الدينى، موضحا أن الغالبية الساحقة من المتطرفين ليسوا من الفقراء لكن من الطبقة المتوسطة، مشيرا لعدم وجود علاقة ارتباطية بين الفقر والإرهاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة