مع انتشار المولات والسلاسل التجارية وتنامى تواجدها فى السوق المصرى، يتساءل البعض عن جدوى هذه الاستثمارات ومدى استفادة المواطن منها أو العائدات التى تدرها على الوضع الاقتصادى فى الدولة.
يقول الدكتور علاء عز أمين عام اتحاد الغرف التجارية، إن المولات والسلاسل التجارية الكبيرة بمثابة وسيلة لزيادة المنافسة فى الأسواق لصالح المواطن، فكلما انتشرت السلاسل التجارية وارتفعت معها حدة المنافسة يصب ذلك فى صالح المستهلك بسبب التخفيضات التى تقدمها تلك التجمعات التجارية.
وأوضح عز، لـ"اليوم السابع"، أن فلسفة تشغيل السلاسل والمولات هو تقليل هوامش الربح وزيادة نسبة المبيعات وربما هو فكر وتوجه القطاع الخاص وهنا العائد مربح لها ويستفيد المستهلك لأنه يتمتع بالمزايا التخفيضية التى يتم تقديمها. ولابد من زيادة منافذ البيع جغرافيًا سواء من السلاسل التجارية أو الجمعيات الاستهلاكية خارج القاهرة الكبرى وهى إجراءات تؤدى إلى انضباط الأسعار وحدوث وفرة فى المعروض وخلق سوق تنافسى حقيقى.
وشدد على أهمية توفير أراض لتنمية التجارة الداخلية وفتح فروع فى الأقاليم سواء للجمعيات الاستهلاكية أو السلاسل لإتاحة المنافسة، مشيرا إلى أن القطاع الخاص ينزل بسعره للاستفادة من رأس المال فتجد الشركات وتجار الملابس يبيعون بأسعار مخفضة 30 % وهو أفضل لهم من أن يقوموا بتخزين البضائع للعام المقبل.
وقال خالد الشافعى الخبير الاقتصادى، إن الاستثمار فى إنشاء السلاسل التجارية والمولات الكبرى يدل على القدرة الاقتصادية للدولة لأنه استثمار مباشر وحافز للمنتجين لزيادة انتاجهم من البضائع والسلع المختلفة والصناعات المصرية بصفة عامة.
وأضاف، أن ضخ استثمارات بهذه المبالغ فى أحد المولات مؤخرا يعتبر رسالة قوية بأن المستثمر لديه القدرة على تحقيق مكاسب من السوق المصرى وأنه سوق واعد، مشيرا إلى أن انتشار تلك الاستثمارات تعطى إشارات إيجابية لأى مستثمر جديد يدخل للسوق المصرى بأنه سوق أمن ومناسب للاستثمار.
وأشار الخبير الاقتصادى إلى أن عرض منتجات محلية فى تلك السلاسل والمولات يزيد إنتاجية المصانع لكن الاعتماد فقط على عرض منتجات مستوردة وبرندات وماركات عالمية ربما هنا يكون ذات مردود سلبى لأنها تزيد النزعة الاستهلاكية للمنتجات المستوردة.
من جانبه، يرى الدكتور رشاد عبده رئيس المنتدى المصرى للدراسات الاقتصادية، أن للمولات والسلاسل التجارية ايجابيات وسلبيات، مشيرة إلى أنها وسيلة جيدة لتوفير فرص عمل وكذلك إتاحة السلع وتوافرها فى الأسواق لكن المولات الجديدة والسلاسل تركز على نطاق التجمعات الاستهلاكية فى القاهرة الكبرى.
وأضاف عبده، أن الاستفادة من هذه الاستثمارات الكبيرة يمكن أن تكون بنشر منتجات محلية فيها وزيادة تفضيل شراء المنتجات المصرية وليس المستوردة من الخارج، موضحا "هو استثمار جيد لكن لابد أن نراه فى المحافظات وليس فى نطاق القاهرة والمحافظات الكبيرة وهنا ستكون ذات آثار إيجابية جدا".
وقال رئيس المنتدى المصرى للدراسات الاقتصادية، "إن السلاسل والمولات هى منافذ للترويج للمنتجات وتشغل عمالة وتوفر سلع لكن لابد من تعميمها فى المناطق المحرومة لكن بمنتجات محلية لتخفيف الضغط على العملات الأجنبية والحد من نزعة استهلاك المستورد".
وقال الخبير الاقتصادى محمد بدرة، إن المولات الكبرى والسلاسل التجارية أحد أنواع الاستثمار المباشر وليست وسائل للترفيه، مشيرا إلى أنها توفر فرص عمل مباشرة وغيرة مباشرة ولا يمكن الاستغناء عنها بجانب أن العائدات الضريبية واستهلاك الطاقة فيها كلها تعود بفوائد اقتصادية على الدولة.
وأضاف الخبير الاقتصادى، أن بدءا من شراء الأراضى والتشييد ثم دورة العمل لتلك الاستثمارات كلها مراحل بها دورة عمل يستفيد منها المواطن والدولة فهو أحد أنواع الاستثمار المهم الذى يجب تعميمه فى كافة المحافظات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة