لحب الوطن أكثر من صورة للتعبير عنه، سواء عن طريق التفانى فى العمل أو العلم أو بحسن تربية أبنائنا، وهذا ما فعلته صافى عمر، المرأة الأربعينية التى تستشعر فى ملامحها المصرية الأصيلة شيئًا من روح مصر بعد أن أحسنت تربية بناتها الثلاث وأوصلتهم للمرحلة الجامعية تفرغت للتعبير عن حبها لمصر وعشقها للحضارة الفرعونية بطريقتها الخاصة، فأصبحت واحدة من أشهر السيدات المصنعات للتماثيل ذات الشكل الفرعونى، بل أرادت أن تجعل كل فتاة فى مصر تحمل قطعة من الحضارة المصرية فعملت على التخصص بتصميم وتنفيذ الإكسسوارات الفرعونى تباهيًا بالحضارة المصرية القديمة.
تماثيل فرعونية
وتقول صافى عمر لـ "اليوم السابع" بناتى كبرن والتحقن بالجامعة فوجدت نفسى غارقة فى بحر الفراغ القاتل، فأردت أن أشغل وقتى بشىء أحبه وأجد نفسى به، فاتجهت لقراءة التاريخ الذى طالما استهوانى منذ صغرى عند دراسته أثناء المرحلة الابتدائية والثانوية، ثم بدأت تعلم نحت وصناعة التماثيل والتحف المعبرة عن الحضارة الفرعونية على يد المحارب جمال طلعت صاحب مبادرة المصريين أولى.
صافى عمر
واستطعت بعد ذلك التغلب على الفراغ الذى كنت أعيشه وحسنت من ظروفى المعيشية من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، وساعدنى على ذلك حبى للحضارة الفرعونية وكل ما يتعلق بها، فالأعمال الفرعونية لها روح حيث أشعر بقيمة ما أقوم بعمله من أعمال مختلفة، إضافة إلى شعورى بأهمية وقيمة عملى هذا، فهذه حضارة بلدى التى تستحق منا كل الفخر والتقدير، وكأننى أسخر لعنة الفراعنة لتحقيق الخير والقضاء على الشر.
بعض أعمال صافى عمر
تماثيل فرعونية من صنع صافى
وعن استقبال أسرتى لعملى فبناتى كانن مندهشات منه فى بداية الأمر، ويصفن عملى لأنه "شغل رجالة"، أما الآن يدعموننى بكل ما لديهن من قوة ويقمن بدورى فى الأعمال المنزلية، وأتوجه بالشكر لهن لأنهن أساس ما وصلت إليه من نجاح، وكذلك والدى الذى عمل على دعمى ماديًا ومعنويًا طوال الوقت، ولهذا فهدفى أن أرفع رأسه بنجاحى دائمًا بترديد اسمى واسم منتجاتى الناقلة لروح الحضارة الفرعونية للأجيال الحديثة، بمختلف محافظات مصر بشتى أنحاء الجمهورية.