شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل، أمس الثلاثاء، مؤتمرا دوليا للمصالحة بين الشعوب والثقافات وذلك بمقر البرلمان الأوروبى، حيث تحدث المجتمعون حول مستقبل المسلمين فى أوروبا، والحوار بين الأديان ومحاربة الخوف من الإسلاموفوبيا، وأيضا مواجهة موجة الإرهاب التى ضربت أوروبا فى الفترة الأخيرة.
وقال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامى الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، إنه عندما نتحدث اليوم عن ( الإسلاموفوبيا) نجد أمامنا نموذجا قاسيا للتطرف العنيف، لافتا إلى أن التاريخ يحمل الدلائل على أن الإسلام دين سلام، كما هى دلالة اسمه فى لغة القرآن، ودين تسامح وبر وعدل مع الجميع حتى شملت رحمته ورفقه الحيوان وليس فقط الإنسان، مشددا على أهمية أن يتم التفرقة بين الفكر الإرهابى وبعض الآراء المتحفظة المتعلقة ببعض الموضوعات الدينية الاجتهادية سواء كانت اجتماعية أو غيرها.
المجتمعون يبحثون مستقبل المسلمين فى أوروبا
وتحدث الدكتور عبد الإله بن عرفة، مدير إدارة الثقافة فى الأيسيسكو عن مستقبل الإسلام فى أوروبا، لافتا إلى أن الإسلاموفوبيا هى خوف مرضى، وعلى هذا الأساس يجب معالجة أسباب هذا الخوف، وتشخيص أعراض هذا المرض لمعالجته.
وأوضح بن عرفة أن من أبرز مظاهر الإسلاموفوبيا، الصور النمطية حول الإسلام والمسلمين، والتى تتميز بكونها جامدة وشاملة ومطلقة ومنفصلة عن الواقع ولا تتطور، وكرست لها وسائل الإعلام، والمقررات التربوية وكتب التاريخ.
اليوم السابع فى اجتماع البرلمان الدولى
وأشار إلى أن هناك طرق مختلفة لمعالجة تلك الصورة النمطية منها تدريب الأئمة خارج العالم الإسلامى حيث يقومون بخدمة تتجاوز الوظائف الشرعية التقليدية، منبها إلى ضرورة تدريب الأئمة على وظائف الوساطة حتى يؤدوا أدوارهم كاملة، مستعرضا تجربة الإيسيسكو فى هذا المجال من خلال الدورات التدريبية التى تعقدها لتدريب الأئمة على قيم الحوار والوسطية والاعتدال.
ودعا بن عرفة فى آخر كلمته إلى كسر حاجز الخوف وبناء الثقة بين المواطنين الأوروبيين سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين.
وقالت سميرة العشيرى الأمين العام لمؤسسة أبناء المغرب بمصر للتنمية والمتحدث الرسمى لمنتدى المرأة العربية وسفيرة النوايا الحسنة بجامعة الشعوب العربية أن ظاهرة الإسلاموفوبيا مصطلح ظهر حديثا فى المجتمعات الغربية، ومعناه التحامل والكراهية تجاه المسلمين أو الخوف منهم أو الممارسات العنصرية ضد المسلمين فى الغرب، ويرى المصابون بالإسلاموفوبيا أن العداء للإسلام والمسلمين والتحيز ضدهم أمر طبيعى ورد فعل تلقائى، لذا فهم يساندون التميز ضد المسلمين وحشد قوى الغرب فى الحرب ضد الإسلام واتباعه.
جانب من المؤتمر
وقالت سميرة العشيرى إن الحوار بين الأديان هو اللقاءات بين أهل الديانات السماوية من أجل العمل على نشر الأمن والسلم فى العالم والبحث عن أساليب نبذ العنف والخوف ومكافحة الفقر وحماية البيئة وصيانة كرامة الإنسان.
وقال الدكتور جمال مؤمنة رئيس المركز الثقافى الإسلامى بروكسيل أن المؤتمر ركز على مستقبل الإسلام والمسلمين فى أوروبا، من أجل مواجهة موجة الإرهاب التى ضربت أوروبا، من باريس إلى برلين و بروكسل، وجمع جميع الأطراف الرئيسية للديانات السماوية الثلاث حول مائدة واحدة لمناقشة هذا الموضوع المهم، داخل جدران أحد أكبر ناقل لهذه المؤسسات المرموقة للقيم الإنسانية (البرلمان الأوروبى ).
مؤتمر دولى حول الإسلاموفوبيا
وأوضح الدكتور جمال مؤمنة من واجبنا كمجتمع مدنى، أن نتكاتف جميعا، كل من مكانه ومنصبه أو وظيفته من أجل الدفاع عن القيم العالمية للتسامح والحوار والسلام والديمقراطية وحقوق الإنسان، من أجل الحرب ضد كراهية الإسلام والتطرف الذى مازال ينمو فى مجتمعاتنا المعاصرة، ومحاربة الإسلاموفوبيا المصطلح الجديد الذى يعبر عن الإرهاب والكراهية تجاه المسلمين ودينهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة