واحدُ من أفضل الكنوز الأثرية فى مصر، تم بناؤه فى مطلع القرن الثانى عشر الميلادى، أنه معبد ومقام عالم الدين اليهودى القرطبى موسى بن ميمون، أو" בית כנסת הרמב"ם"، الذى ولد فى عام 1135 ميلادية فى قرطبة بالأندلس، وتوفى فى مصر عام 1204،كان موسى بن ميمون عالما بارعا ومتفنن فى العلوم المختلفة وله معرفة جيدة بعلم الطب، حيث أنشأ أهم وأفضل مستشفى لعلاج المرضى فى ذلك العهد، ويقال إنه كان الطبيب الخاص لأسرة صلاح الدين الأيوبى، حيث إنه كان بارعاً فى صناعة الطب .
جاء "الحاخام موشيه بن ميمون" إلى الإسكندرية ومنها إلى حى مصر القديمة فى القاهرة عام 1165 حتى وفاته، هاربا من الأندلس التى كان اليهود يتعرضون فيها للاضطهاد، وسرعان ما عرف المصريون أنه من أعظم أطباء زمانه، فاختير طبيباً خاصاً لنور الدين على أكبر أبناء صلاح الدين، وللقاضى الفاضل البيسانى وزير صلاح الدين، وفى عام 1177 عين ابن ميمون نجيداً أو زعيماً لليهود فى القاهرة.
يقع معبد موسى بن ميمون فى 15 شارع درب محمود من حارة اليهود بالقاهرة، ويرجع تاريخ إنشائه إلى نهاية القرن التاسع عشر الميلادى، حيث أقيم المعبد فوق ضريح العالم موسى بن ميمون الذى تم نقل رفاته قبل بضعة قرون إلى فلسطين حيث دفن فى منطقة طبريا.
ينقسم المعبد إلى ثلاثة أقسام رئيسة، القسم الأول يشتمل على مبنى المعبد المخصص للصلاة وإقامة الشعائر الدينية اليهودية، والقسم الثانى يشتمل على المدفن الخاص بموسى بن ميمون قبل نقل رفاته إلى طبرية بفلسطين، وكذلك الحجرة الصغيرة المجاورة للمدفن والتى اعتاد اليهود المرضى المبيت فيها طلبا للشفاء، وأهم العناصر بهذا القسم هو بئر المياه الذى كان يستخدم فى التطهير والتبرك منه، أما القسم الثالث فيتكون من بعض الحجرات المخصصة لرجال الدين والمشرفين على إدارة المعبد، وكذلك الحمامات، بالإضافة إلى شرفة النساء المطلة على بيت الصلاة.
ونظرا لأهميته الدينية والتاريخية والمعمارية لمعبد موسى بن ميمون فقد سجل كأثر بقرار من وزير الثقافة رقم 37 لعام 1986.
