أدت الحفريات التى تقوم بها السلطات الإسرائيلية من جانب والمستوطنيون من جانب آخر، فى مدينة القدس المحتلة وخاصة أسفل المسجد الأقصى المبارك للبحث عن الهيكل المزعوم إلى حدوث تصدعات للأبنية والمنازل بمدينة القدس بالإضافة إلى حدوث تشققات أرضية بالمدينة .
وذكرت وكالة " معا" الفلسطينية فى تقرير لها أن حي وادي حلوة ببلدة سلوان، هو أكثر الأحياء استهدافا بالحفر والأنفاق تحته من قبل الجمعيات الاستيطانية من جهة والسلطات الإسرائيلية الرسمية من جهة أخرى، موضحة أن التشققات والانهيارات في أرضيات وأسقف منازل الحي، باتت تهدد حياة ساكنيها.
تشقاقات فى القدس
وبهدف إخلاء المدينة من الفلسطينيين، أصدرت السلطات الإسرائيلية قرارا يقضي بإخلاء وإغلاق ثلاث شقق سكنية في حي وادي حلوة ببلدة سلوان، بسبب خطورتها نتيجة اتساع التشققات والانهيارات في أساسات المنازل الناتجة عن حفر الأنفاق أسفلها.
تشقاقات فى منزل بالقدس
ومن جانبها قالت خديجة عويضة من حى سلوان أنها تعيش مع عائلتها في هذه المنازل منذ عشرات السنين، رغم الخطر على حياتها بسبب التشققات الواسعة والتي طالت أساسات المنازل ورغم ذلك تؤكد أنها لن تغادر المكان .
تشقاقات نتيجة الحفريات
وأضافت أن بلدية القدس أكدت انها مبان خطرة على حياتهم فهل يعقل أن نخرج منها وتقوم البلدية بمنعنا من دخولها وبالتالي لا نعرف ما يجري بها، لن نقبل بهذا، ونطالب البلدية وكافة السلطات المسؤولة بإيقاف عملية الحفر أسفل منازلنا".
تصدعات فى أحد المنازل
وتابعت:" نخاف أن نخرج من منازلنا فهذا الحي مستهدف بشكل كبير من الجمعيات الاستيطانية التي تحاول أخذ أي منزل بطريق ملتوية ومختلفة".
سيدة تشرح التشقاقات فى منزلها
مواطنة فلسطينية: أصوات العمل أسفل منازلنا على مدار الساعة
وأضافت السيدة عويضة: "نسمع أصوات العمل أسفل منازلنا على مدار الساعة... بعض الأعمال بالآليات الخفيفة وأخرى بآليات ضخمة ونرى إخراج الأتربة بكميات كبيرة من أسفل منازلنا وهذا هو سبب التشققات التي بدأت قبل حوالي 4 سنوات في منازلنا وتتوسع بشكل مستمر حتى أصبحت منازلنا مهددة بالانهيار".
وقالت عويضة:" لقد تعبنا من الأوضاع التي نعيش فيها حيث أن عمليات الحفر تسبب خطورة كبيرة على حالة المنازل ، لافتة إلى أن أجزاء سقف المنزل وقع مؤخرا على موقد الطهي خلال تحضير الطعام."
أما المواطنة وفاء باميا فقالت :" لا نعرف طعم النوم بالليل بسبب ضوء الكشافات التي ترافق أعمال الحفر، بالإضافة إلى اهتزازات لا تتوقف، لأن العمل يتم على مدار الساعة بشكل متناوب، وهناك تشققات تظهر بشكل مفاجئ، وهي محاولة غير مباشرة لإخراجنا من منازلنا، لكن برغم الخوف والعمل نحن صامدون ولن نخرج من منازل لأننا لا نشعر بالأمان الا فيها."
وأضافت أن تلك الحفريات تضاف الى مسلسل المضايقات بحق سكان الحي، ومنها إغلاق شارع وادي حلوة وتحويله لاتجاه واحد، وهذا ضاعف من معانات الفلسطينيين خاصة الأطفال أثناء ذهابهم الى مدارسهم وعودتهم منها إضافة الى اغلاق الشوارع وتضيق متواصل للعمل أسفل الأرض خاصة تفريغ الأتربة، ويتسبب ذلك بأزمات مرورية في الحي."
فيما قال نهاد صيام من مركز معلومات وادي حلوة وأحد سكان الحي:" أن التشققات بدأت منذ فترة طويلة، وفي عام 2007 قدم الأهالي اعتراضهم على أعمال الحفر أسفل الحي ، وتم إيقاف العمل لفترة 14 شهراً، ثم تم الاستئناف على قرار توقيف الحفريات وتمكنت الجمعيات الاستيطانية من الحصول على قرار محكمة بأن "لهم حق البحث عن تاريخهم وتراثهم مع مراعاة سلامة وأمن السكان".
الحفر لم يظهر أى أثر للهيكل المزعوم رغم تواصل البحث منذ سنوات طويلة
وأضاف أن أعمال الحفر لم تبين أي آثار للهيكل المزعوم كما يدعون بالعكس لقد تم إيجاد آثار عن عصور وحقب زمنية مختلفة، ولم يجدوا أي أثار للهيكل المزعوم أو "مدينة يهود" كما يدعون، وهذا ما أكده عالم آثار يهودي في تصريحات له، والحفريات متواصلة لشق شبكة أنفاق أسفل الحي باتجاه القدس القديمة وساحة البراق .
واكد صيام أن الجهات الإسرائيلية ادعت أنهم يعملون بطرق هندسية لن تضر بالحي، لكن خلال السنوات الماضية تبين أنهم يقومون بأعمال حفر متواصلة أدت إلى حدوث تشققات واسعة وانهيارات مختلفة، موضحا أن التشققات كانت تظهر في فصل الشتاء فقط أما اليوم فتظهرعلى مدار العام.
واستطرد: "هناك هبوط في أرضيات المنازل وتشققات في الجدران والأسقف، كما تظهر تشققات أرضية في الشارع "، لافتا أن سلطات الاحتلال تعمل على مدار الساعة ويسارعون الزمن لحفرالأنفاق في عدة جهات متشعبة أسفل الحي بعدما كان العمل في الماضي يتم خلال ساعات محددة، لافتا الى تشققات مختلفة في مسجد عين سلوان بالحي ويتم ترميمه باستمرار، ويتم ظهور تشققات والانهيارات فيه لأن أعمال الحفر متواصلة ومتسعة.
من جهته قال أحمد قراعين عضو لجنة أهالي حي وادي حلوة انه تم توكيل المحامي سامي ارشيد للتوجه الى المحكمة لاستصدار قرار إيقاف أعمال الحفر التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية أسفل منازل حي وادي حلوة ببلدة سلوان.
أكثر من 50 منزلا في الحي تضررت من الحفريات
وأوضح قراعين أن أكثر من 50 منزلا في الحي تضررت من الحفريات بشكل متفاوت، حيث التشققات في الجدران والأسقف وهبوط الأرضيات، إضافة الى تضرر وخطر على أساسات المنازل والبنايات السكنية، لافتا أن هذه المنازل ومنذ 4 سنوات تعاني من الحفريات الإسرائيلية وتحدث انهيارات وتشققات بين الحين والآخر، ولكنها خلال الأشهر الماضية آخذة بالاتساع والتزايد بصورة ملحوظة وخطيرة.
واستنكرت لجنة حي وادي حلوة في بيان لها موقف المؤسسات الرسمية والحكومية الإسرائيلية وعلى رأسها بلدية القدس التي تكتفي بتحويل منازل المواطنين الي "بيوت غير آمنة" فقط والمطالبة بإغلاقها وإخلائها لشدة خطورتها، وبالمقابل لا تتخذ الإجراءات الضرورية واللازمة ضد الجهات التي تقوم بالحفر أسفل الحي لايقافها على الفور.
وحذرت لجنة حي وادي حلوة من استغلال الجمعيات الاستيطانية لقرارات "اخلاء العقارات بسبب التشققات" في محاولة لإغراء أصحاب المنازل لبيعها، مما يثبت نية المستوطنين المبيتة لإخلاء الفلسطينيين منه بشتى الوسائل.
ودعت لجنة حي وادي حلوة المؤسسات الحقوقية الدولية والمحلية الوقوف عند مسؤولياتها لحماية السكان الفلسطينيين والضغط على سلطات الاحتلال لوقف هذه الحفريات التي تهدد منازلهم وحياتهم، كما دعت لزيارة الحي ومنازله المتضررة للاطلاع عن قرب عن حجم معاناة السكان.
وتمكنت لجنة الحي بواسطة الخبراء ووسط ضغط شديد من الحصول على مخططات الإنفاق أسفل منازلهم، وتشير هذه المخططات الى سعي سلطات الاحتلال التي تنفذ الحفريات لإقامة مجمعات تجارية ومركز معلوماتي وصالات عرض وإرشاد ضخمة أسفل الحي .