الظروف المادية ووفاة والدها فى عامها الثانى من عمرها، كانت من أهم الأسباب التى جعلتها تتخلف عن اللحاق بقطار التعليم مثل بقية بنات جيلها، لكن ظلام الجهل والأمية كانا أيضًا من أهم العوامل التى دفعتها للتخلص من هذا الظلام و تغيير حياتها بنور العلم، لتصبح مثل قريناتها اللاتى التحقن بالتعليم، لكنها قررت أن تواصل التحدى فقررت اجتياز كافة المراحل التعليمية دون الحصول على دروس خصوصية، حتى حصلت على بكالوريوس التجارة وتم تعيينها محاسبة وحاليًا تعمل رئيس قسم المراجعة بشركة مياه قنا.
محو الأمية
سيدة محمد خليل رفاعى 30 سنة "ابنة قرية دندرة" تقول في لقائها لليوم السابع لم أتأخر كثيرًا في الالتحاق بالتعليم، فقد كانت فصول محو الأمية أملًا مضيئًا لتصحيح مسار حياتى لما كان يجب أن يتم من البداية، فالتحقت بفصل محو أمية برغبة شديدة جعلتنى أجتاز كل الاختبارات بسهولة و يسر حتى أستطيع أن أصل لما وصلت له زميلاتى فى التعليم، وبعد محو الأمية التحقت بالمرحلة الإعدادية، و من وقتها قررت أن أتحدى الظروف الصعبة و أحقق المستحيل لكى أثبت لنفسى قبل الآخرين أننى لست أقل من زميلاتى اللاتى التحقن بالتعليم، وكان هدفي أن أثبت ذاتى و أعوض والدتى عن وفاة والدى، حيث أننى وحيدة أمى.
وتابعت سيدة، منذ دخولى المرحلة الإعدادية حتى تخرجى من بكالوريوس التجارة بجامعة جنوب الوادى، لم أحصل على دروس خصوصية، وتخرجت من الكلية بتقدير جيد جدًا، وبعدها أكرمنى المولى عز وجل بالعمل محاسبة فى شركة مياه الشرب وحاليًا أعمال رئيس قسم مراجعة بالشركة، كما تم تكريمى أكثر من مرة كنموذج من النماذج التى تحدت الأمية، واستطاعت أن تصل للمرحلة الجامعية.
سيدة: التعليم أشعرنى بقيمة الحياة
وأضافت سيدة، كنت أشعر بأننى عمياء أعيش فى ظلام عندما كنت صغيرة ولا أجيد القراءة والكتابة مثل بقية البنات، لكننى بعد أن تعلمت شعرت بقيمة الحياة و أننى أعيش فى نور، و أنصح كل من تخلف عن التعليم، بالالتحاق بفصول محو الأمية وعدم التردد، حتى لا تتحول حياتهم إلى ظلام، كما أن التعليم أصبح حاليًا متاح للجميع، والعالم تطور بشكل كبير، فلا يمكن أن يكون هناك شخص لا يجيد التعامل مع وسائل التكنولوجيا الحديثة.
وأوضحت سيدة أن هدفها أن توصل أولادها التى سيرزقها الله بهم الى أعلى درجات التعليم ولن تكتفى فقط بالتعليم الاساسي بالمدارس والجامعات بل ستنميهم في كل مجالات التكنولوجيا وتعليم العديد من اللغات من صغرهم لافتة إلى أن التطور وتنمية العقول مهم.
وأشارت سيدة إلى أنها لن تكتفى وتتوقف بحصولها على بكالوريوس التجارة بل ستكمل طريق كفاحها للوصول إلى أعلى درجات التعليم وستكافح للحصول على الماجستير والدكتوراه والاستزادة بكل ماهو جديد في عالم التطور التكنولوجى واللغات لافته انها حصلت على كورس لغة إنجليزية لتتمكن من الاستفادة من الثقافات الاخرى مشيرة الى أن الأمية ليس في القرأة والكتابه فقط إنما الأمية في معرفة التكنولوجيا والثقافات الأخرى ايضا.
وأوضحت سيدة أنها تعمل جاهدة لتعويض أمها عن سنوات كفاحها معها طوال السنين الماضية وعن فقدان والدها في طفولتها لتتحمل أعباء الحياة لوحدها طوال هذه السنوات.
من جانبه قال الحسينى عبالفتاح مدير فرع تعليم الكبار بقنا إن سيدة رفاعى من ضمن النماذج المضيئة التى تُعد حلقة وصل بيننا وبين المجتمع، ونسعى دائمًا لتكريمهم والاحتفاء بهم فى المناسبات المختلفة كنماذج مضيئة ومتميزة، كما أن رعاية الهيئة لأبنائها المتحررين من الأمية لا تتوقف عند مرحلة معينة أو بعد حصولهم على الشهادة، فالهيئة تقوم بعمل فصول تقوية للملتحقين بالمرحلة الإعدادية لتقليل الفجوة العلمية بينهم وبين أقرانهم الملتحقين بالتعليم النظامى، إضافة إلى أن قانون الدولة ينص على إعفاء المتحررين من الأمية من المصروفات الدراسية فى كافة المراحل التعليمية وحتى التخرج من الجامعة كنوع من التمييز الإيجابى على تحديهم للظروف.
سيدة محمد خليل رفاعى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة