خيمت حالة من الحزن على قرية أبو منجوج التابعة لمركز شبراخيت بالبحيرة، بعد استشهاد إحدى بناتها عريف شرطة " أسماء أحمد إبراهيم الخرادلى " فى الحادث الإرهابى الأليم الذى وقع ظهر أمس الأحد أمام كنيسة مار مرقس بالإسكندرية .
أسماء أحمد إبراهيم الخرادلى
وتوافد المئات من أهالى البحيرة على منزل الشهيدة لمواساة أهالى الشهيدة وتقديم واجب العزاء..اليوم السابع إلتقى بأسرة الشهيدة فى البداية " تقول والدة الشهيدة " أسماء طلبت الشهادة ونالتها وكانت بتقولى عاوزة أموت شهيدة علشان أدخلك الجنة يا أمي أنتى وأبويا ..أسماء كانت بتودعنى بقالى أسبوع عندها فى البيت براعى بناتها ، أخر محادثة ما بينى وبينها وصيتها يا أسماء خلى بالك من نفسك يا حبيبتى ، ولو حصل تفجير ولا أى حاجة أجرى يا حبيبتى ربنا يخليكى ، فردت عليه وقالتى يا ماما أنا نفسى نموت شهيدة عشان أدخلك الجنة أنتى وبابا " ..وبكت الأم وإنهارت فى البكاء قائلة حسبنا الله ونعم الوكيل فى هؤلاء الإرهابين الكفرة ، " منهم لله يتموا بنات بنتى بدرى ربنا ينقم منهم "
أهالى الشهيدة أسماء الخرادلى
فيما بدى " أمين الشرطة " نبيل فتحى إبراهيم " زوج الشهيدة الإنهيار والتأثر بمصيبته وقال والدموع تنهمر من عينيه، حيث قال :" أسماء عليها رحمة الله كانت بنت موت وكان واضح جلياً ذلك أخر يوم فى حياتها فى كل تصرفاتها ، الله يرحمها يوم الحادث تحركت من المنزل الساعة الثالثة والنصف فجراً وأوصتنى يا نبيل خلى بالك من العيال ، وإستودعتنى وخرجت لعملها .
والد الشهيدة أسماء الخرادلى
ولفت زوج الشهيدة إن يوم الخدمة على الكنيسة كان ليس دورها فى الخدمات حيث إنها كانت لا ترغب فى الذهاب ولكن واجبها الوطني منعها من ذلك مطالبا بالقصاص لزوجته وأولاده من الجماعات الإرهابية المتطرفة ، وتابع نبيل :" كان أملى أن تعود لأطفالها ولكن الحمد لله رب العالمين هى نالت الشهادة أعظم ما فى الكون وأسكنها الله فسيح جناته ، الساعة 11 ظهراً إتصلت إحدى زملائها فى العمل وأخبرتنى أن أسماء مش بترد على التليفون ، وقالت لى إطمن عليها يا نبيل عشان فى تفجير حصل فى الكنيسة ، قلت لها التفجير فى طنطا ، قالت لى وفى الإسكندرية فى الكنيسة اللى أسماء مكلفة بتأمينها ، وعلى الفور إستأذنت من رؤسائى فى العمل وذهبت لمسرح الأحداث فعثرت على شنطة زوجتى ولم أعثر عليها ، إلا فى مشرحة مستشفى كوم الدكة جثة هامدة ، حسبى الله ونعم الوكيل ، حسبى الله ونعم الوكيل ، ذنب أولادى فى رقبة هؤلاء الإرهابيون الذين قتلوا زوجتى الغالية رحمها الله ، منهم لله ومفيش حاجة هترجع أسماء مهما حصل بس ربنا الحكم العدل المنقم الجبار وأنا فوضت أمرى لله رب العالمين ينتقم منهم "
بنت الشهيدة مع جدتها لأبيها
وقال " أحمد إبراهيم الخرادلى والدة الشهيدة " أسماء " :" سمعت خبر الكنيسة من الناس في القرية الساعة الثانية و النصف بعد الإنتهاء من عملى مشيرا توجهت علي الفور إلى الإسكندرية للبحث عن ابنتي بين المصابين في المستشفيات ولم أعثر عليها سوى فى السادسة مساءا بين الجثث المجهولة .
وإستطرد والد الشهيدة " أسماء " :" إنها حاصلة علي بكالوريوس خدمة إجتماعية ثم تقدمت وإلتحقت بمعهد مندوبى الشرطة و تزوجت عام 2012 من زميلها نبيل عياط أحد شباب القرية وأنجب طفلتين " رودينا 4 سنوات و ساندى سنة و 8 أشهر ، مشيرا إن " أسماء " قامت بالإتصال به يوم الحادث في الساعة التاسعة صباحا وكانت بتهزر معايا وكأنها كانت بتودعني وحسبي الله ونعم الوكيل في هؤلاء المجرمين اللى حرمونا من بنتى ".
زوج الشهيدة أسماء الخرادلى
وعن الدعوات المصالحة مع جماعة الأخوان الإرهابية وأعوانهم أكد والد الشهيدة " أسماء " على رفضه تلك الدعوات لافتاً أنهم بعد ما قتلوا أولادنا نتصالح معاهم إزاى ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، مطالبأً بإعدام قيادات جماعة الإخوان الإرهابية في ميدان عام وسرعة محاكمة المتورطين فى جرائم إرهابية للقصاص لكل شهداء مصر المحروسة .
وأنهى والد الشهيدة حديثه قائلاً :" مفيش حاجة فى الدنيا هتعوضنى بنتى أسماء مش عايز غير القصاص العادل .. ربنا إسمه العدل فلابد أن يعدم هؤلاء الإرهابيون فى ميدان عام كى يكونوا عبره لغيرهم
ومن جانبه قال " فتحى إبراهيم عياط " والد زوج الشهيدة :" عرفنا بالتفجير من الإعلام ولم نتخيل لحظة أن تكون زوجة إبنى أسماء من بين الشهداء ، حتى إتصل نبيل وقالى يابابا إدينى ماما ، وأخبر والدته بإستشهاد أسماء لأنى تعبان وكان خايف عليه ليحصل لى حاجة حزناً عليها الله يرحمها ، وراحت أم نبيل مع أبو أسماء للإسكندرية بحثاً عن الشهيدة ، وفى النهاية تعرفوا عليها فى مشرحة مستشفى كوم الدكة ..أنا ماعنديش كلام نقوله غير ربنا ينتقم منهم وحسبنا الله ونعم الوكيل مين هيربى الأطفال دى ، أنا بطالب الرئيس عبد الفتاح السيسى إنه يجيب حق أسماء ، بطالب بالقصاص العادل ، ياريس إعدم اللى فى السجون ، إعدم الإرهابين ، واللى يعمل حاجة لازم تتقطع رقبته فى ميدان عام ، مش يقعدوا يتعلقوا فى السجون سنين ، الصغار هما اللى بينفذوا التعليمات ، لازم الكبار يتلموا ويتعدموا فوراً ، كل بيت فيه شهيد حسبنا الله ونعم الوكيل ".
نبيل زوج الشهيدة أسماء
فيما قالت " أزهار أحمد حسين " والدة زوج الشهيدة :" أسماء كانت بمثابة إبنتى وأغلى من أولادى وعمرها ما زعلتني مرة وكان أخر إتصال قبل الحادث بيوم حيث قامت بتهنئتي بعيد ميلادي يوم 8 ابريل وقالت لى كل سنة وأنتي طيبة يا ماما وإن شاء الله لما أنزل نحتفل بعيد ميلادك وميلادى يوم 19 إبريل .. وأنا حزينة لأن أسماء تركت طفلتها رضعية بدون فطام ولم تكتمل عامين حسبي الله ونعم الوكيل في اللي بيقتل أولادنا وأسماء كانت ملاك يمشى على الله أسكنها الله فسيح جناته .
وكان الآلاف من أهالى البحيرة قد شيعوا جثمان الشهيدة فجر اليوم فى جنازة عسكرية مهيبة بمشاركة اللواء علاء الدين شوقى مساعد وزير الداخلية مدير أمن البحيرة والقيادات الأمنية وأعضاء مجلس النواب عن الدائرة، بالإضافة إلى عدد من القيادات الأمنية والتنفيذية بالمحافظة ، وردد المشيعون خلال الجنازة التى انطلقت حتى مقابر أسرة الشهيد الهتافات المنددة بالإرهاب ومنها "لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله والإرهاب عدو الله".