قال دكتور حسين نصار، شيخ المحققين، إن "المصريين أول من كتبوا والتقويم التاريخى بدأ فى مصر، ثم انتقل الإنسان إلى الكتابة الهجائية وأول نص موجود فى سيناء، ثم بدأ الفينيقيون فى لبنان فكانت تكملة طيبة ونافعة وصار تراثنا الإنسانى مكتوبا".
وأضاف نصار، فى كلمة اليوم الأربعاء، أمام الندوة الثانية لدار الكتب والوثائق القومية بمناسبة يوم المخطوط العربى، إن "الله سبحانه وتعالى كرم بنى آدم فى الرسالات السماوية الثلاث وقد منحنا الله حافظة تمكننا من حفظ تراثنا"، موضحا أن "التراث هو كل ما يأخذه الإنسان من جميع ما ومن يتصل به ولكن الذاكرة لا تتسع لكل هذا التراث فاخترع الإنسان الخط فكتب مصورا فى أول الأمر من خلال اللغة الهيروغليفية، ثم حولنا كثير من مخطوطاتنا إلى مطبوعات وبدأ التحقيق وهذه هى المناسبة التى نحتفل بها اليوم".
ثم تحدث الدكتور عبد الستار الحلوجى، مشيدا، بالدكتور حسين نصار، أستاذه، وأستاذ المحققين فى مصر، وتحدث بإسهاب عن الدكتور فؤاد السيد، الذى ولد فى عام 1916، والتحق بالعمل فى مطبعة دار الكتب، عاملا صغيرا لا يحمل أى مؤهل حتى أصبح علما من أعلام الدار، وقد أصدر عددا من النصوص المحققة، وهو شخصية عصامية وجد لنفسه مكانا بين علماء التحقيق، رغم أنه لم يحصل سوى على الابتدائية، لكى يعدل وضعه من عامل إلى موظف.
وفى هذا الوقت كان طالب الابتدائية يجيد اللغتين العربية الإنجليزية ويمتحن فيهما تحريرى وشفوى، وقد استطاع فؤاد السيد، أن يكون مرجعا لكل المشتغلين بالتراث العربى فى الوطن العربى بأسره، وتمتع بذكاء فطرى ومكنته قوة البصر وقوة الذاكرة من قراءة المخطوطات ونسخها وحفظ أرقام وأسماء المخطوطات ومن كتبوها، وكان قسم المخطوطات فى دار الكتب القديمة يطل على شارع محمد على.
كما أشار الحلوجى، إلى أنه يحسب فى مجال الفهرسة لفؤاد السيد فهرسة جميع المخطوطات التى دخلت دار الكتب من 1936 إلى 1956 وهو أول فهرس للمخطوطات فى دار الكتب وتجلت فيه براعة فؤاد السيد فى الفهرسة. وقد أخرج عددا من الفهارس سواء لمقتنيات دار الكتب أو لمعهد المخطوطات التابع لجامعة الدول العربية، وكان يعشق اليمن وربطته علاقات قوية بكل علماء اليمن ومسئوليها، وتضم اليمن أكبر مجموعة فى العالم فى الفقه الزيدى وتاريخ اليمن، وأهم ما نشره طبقات العلماء والأطباء وكتبه ابن بلبل عام 377 وتتمثل روعة هذا الكتاب أن المحقق حققه من نسخة وحيدة وهى مغامرة علمية صعبه حيث يضطر المؤلف إلى الرجوع لكل من نقل عن هذه النسخة.
وأضاف الحلوجى، أن مقدمة فؤاد السيد، لهذا الكتاب، دراسة ممتعه، حيث تحدث عن المؤلف ومؤلفاته وناقش تسمية الكتاب وهل ابن بلبل هو من سماه أم سمى لاحقا. وكيف تتبع كل ما تم تأليفه فى تراجم الأطباء، ثم تحدث عن المنهج الذى اتبعه هو فى كتابة هذا الكتاب وتحقيق النص الأصلى فيه. وقد نشرت سيرة فؤاد كاملة فى الجزء الثانى من شوامخ المحققين الصادر عن دار الكتب.
ثم تحدث الدكتور أيمن فؤاد، عن إسهامات على مبارك فى نشأة الكتبخانة الخديوية وقد تسرب عدد من المخطوطات ولم يبق منها سوى حوالى 80 ألف فى دار الكتب ومتفرقات فى الأزهر ومكتبات البلدية، وأهم خزانات الكتب كانت الخزانة الفاطمية فى القاهرة ومان بها أكثر من نصف مليون مجلد وفقد معظمها فى عهد الأيوبيين.
كان الدكتور أحمد الشوكى، رئيس دار الكتب، قد افتتح أعمال الندوة بكلمة عبر فيها عن سعادته بحضور ثلاثة من كبار المحققين على رأسهم شيخ المحققين الدكتور حسين نصار، والدكتور أيمن فؤاد، الذى جمعته به أواصر الزمالة فى المعهد الفرنسى، كما أكد الشوكى، على أهمية تحقيق التراث ومقابلة النسخ والوصول إلى النسخ الأصلية وقد ساهم المحققون فى دار الكتب فى إخراج مدارس فكرية فى التحقيق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة