تخيل الذهاب إلى العمل كل يوم فى تمام الساعة 7:30 صباحًا وقضاء 12 ساعة داخل مصنع، وظيفتك الوحيدة به هى وضع مسمار واحد فى الجزء الخلفى من هاتف ذكى، وتكرر تلك المهمة مرارًا وتكرارًا كل يوم وخلال النهار، تنام فى غرفة نوم مشتركة، وفى المساء، تستيقظ وتبدأ من جديد.
هذا هو روتين العمل داخل مصنع الآيفون فى الصين، وهو مشابه لما يشهده مئات الآلاف من العمال فى الصين وغيرها من الاقتصادات الناشئة يوميًا، وهم يجمعون الأدوات التى تساع على تطور الاقتصاد الرقمى.
وحديثًا أجرى موقع "بيزنس انسادير" البريطانى، حوارًا مع Dejian Zeng الذى قضى 6 أسابيع فى العمل داخل مصنع الآيفون فى الصين، ليوضح كيف هو العمل فى المصنع الذى ينتج أهم هاتف فى العالم.
فى البداية قال Zeng إنه ذهب فى مهمة صحفية للعمل بشكل متخفٍ داخل المصنع الذى سبق وقالت التقارير إنه يجبر العمال على قضاء وقت إضافى فى العمل، وعندما ذهب تم تعيينه فى خط التجميع والتعبئة النهائية، وهو محطة ضمن ما يقرب من 100 محطة يمر بها الآيفون، وعلى الرغم من سهولة المهمة، إلا أنها تحتاج إلى أن تكون سريعة جدًا وتتطلب درجة عالية من التركيز، وهو ما يجعلك متعبًا جدًا.
وأضاف أن مع الوقت يصبح العمل أفضل ولكن يتخلله الكثير من الملل، إذ لا يسمح لأى نوع من الأجهزة الإلكترونية أن تكون داخل المصانع، ولا يمكن الاستماع إلى الموسيقى أو التحدث أثناء فترات العمل.
وأشار أن بعد ساعتين من العمل يتم إعطاء العمال 10 دقائق راحة، وخلال فترة الراحة، ينام كثير من الناس، وبعد ساعتين أيضا يتم إعطاء راحة غداء 50 دقيقة، ويتم تقديم الخضراوات واللحوم، وأحيانًا الكعك أو المكرونة، وفى بعض الأحيان يتم تقديم التفاح والكمثرى وبعض الفواكه كإضافات إلى الوجبة.
وقال أيضًا إن هناك بعض السلوكيات التى لا يمكنك القيام بها، مثل حمل هاتف داخل المصنع أو أى جهاز معدنى، ويتم الكشف عن ذلك على البوابات.
