اخفاقات الاقتصاد الإيرانى والاتفاقية النووية ورحيل رفسنجانى.. 3 مطبات تعرقل رحلة روحانى لـ"الولاية الثانية".. مراقبون: ترشح نجاد لا يربك الرئيس.. ومشاركته تساهم فى تفتيت كتلة المحافظين التصويتية

الخميس، 13 أبريل 2017 09:37 م
اخفاقات الاقتصاد الإيرانى والاتفاقية النووية ورحيل رفسنجانى.. 3 مطبات تعرقل رحلة روحانى لـ"الولاية الثانية".. مراقبون: ترشح نجاد لا يربك الرئيس.. ومشاركته تساهم فى تفتيت كتلة المحافظين التصويتية الرئيس الإيرانى حسن روحانى
إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شهر وبضعة أيام تفصل إيران عن انتخابات رئاسية سوف تجرى فى 19 مايو المقبل وستكون الأبرز هذا العام فى المنطقة، وستتجه الأنظار إلى انتخابات هذا البلد الذى أصبح يمتلك دورا متغلغلا فى الملفات الاقليمية وما ستئول إليه نتائجها على الداخل والخارج الإيرانى، ورغم اقتراب الموعد لا يزال إيقاع المنافسة بين التيارين الإصلاحى والمحافظ بطئ، رغم ظهور "ابراهيم رئيسى" رئيس أكبر منظمة خيرية وهى العتبة الرضوية فى مدينة مشهد، وأصبح من أبرز المنافسين لحسن روحانى، الذى يواجه صعوبات فى هذا المعترك الانتخابى، بالاضافة إلى تحديات أمام إعادة انتخابه فضلا عن التحديات التى ستواجهه فى حال فوزه بولايته الثانية - حال فوزه-، بالإضافة إلى ترشح الرئيس السابق أحمدى نجاد، الذى اعتبره المراقبون أنه لا يربك الرئيس، وإنما يساهم فى تفتيت كتلة تصويت المحافظين.

 

الوضع الاقتصادى

لعل أبرز التحديات والصعوبات التى سيواجهها مرشح التيار الإصلاحى ستكون "الوضع الاقتصادى" أو بعبارة أخرى الركود الاقتصادى والبطالة، حيث أكدت تقارير إيرانية أن الجانب الاقتصادى سيكون نقطة ضعف روحانى فى المناظرات الإنتخابية، لأن استراتيجية التيار المنافس ستركز على اطلاق عاصفة من الانتقادات والهجمات على آداء حكومته وفريقه الاقتصادى الذى يرى أنه لم يقدم أى انجازات فى هذا المجال، ولم تشعر طبقات الشعب الإيرانى بتحسن ملموس فى أحوال المعيشة حتى بعد الاتفاقية النووية، وهو ما سيواجهه روحانى بالدفاع عن نجاحه من خفض التضخم ورفع النمو الاقتصادى.

فضلا عن أن الوضع الاقتصادى والركود والبطالة سيشكل تحديا أكبر فى فترة ولايته الثانية، حيت سيحمل روحانى على عاتقه وضع برنامج وخطوات من خلالها يتم اصلاح هيكل اقتصاد البلاد، تمكنه من خلق فرص عمل للشباب وخفض معدل البطالة الذى وصل إلى 12.4 بحسب أحدث الاحصائيات الرسمية، كى يقنع طبقة الشباب التى تشكل أكثر من ثلثى المجتمع الإيرانى، ورأى المحلل السياسى الإصلاحى صادق زيباكلام فى مقاله بصحيفة آرمان أن "على روحانى أن يتناول خلال حملته الانتخابية الحقائق الاقتصادية فى البلاد والحاجة إلى إصلاح هذه المنظومة، تلك الحقائق إذا تم طرحها للشعب ستكون سببا فى رفع الأصوات فى سلة روحانى فى الانتخابات" ، مشيرا إلى "أنه فى حال تعرف الشعب على هذه الحقائق فان ثقته بحكومة روحانى ستتضاعف".

 

الاتفاقية النووية

ورغم أن الاتفاقية النووية التى وقعها روحانى فى 14 يوليو 2015، سوف يستند عليها باعتبارها كارتا رابحا فى الدعاية الانتخابية، إلا أنها أيضا ستكون ثانى أبرز التحديات أمامه، حيث سيعمل التيار المنافس خلال المناظرات الانتخابية على إظهار تلك الاتفاقية وكأنها لم تحقق أية مكتسبات لإيران على المستوى السياسى والاقتصادى والتأكيد على تراجع البرنامج النووى بعد توقيعها ما سيشكل عبء كبير على روحانى والتيار الإصلاحى لإقناع الجماهير الإيرانية بانجازات الاتفاقية، كما أن الحفاظ عليها ستكون إحدى التحديات أمامه فى ولايته الثانية.

 

فقدان "

رفسنجانى" الداعم الأكبر لروحانى

شكلت وفاة هاشمى رفسنجانى يناير الماضى ضربة قاسية للجبهة الإصلاحية والمعتدلين بعد أن وقف رفسنجانى خلف روحانى بكل ما أوتى من قوة فى انتخابات 2013 مع زعيم الاصلاحيين خاتمى، ولعبا دورا كبيرا فى اقناع الجماهير الإيرانية بالنزول فى انتخابات 2013 لإحياء حركة الاصلاح مجددا مع المفتاح الذى أمسك به روحانى فى الدعاية الانتخابية.

كما تأتى الانتخابات فى وقت يسعى فيه التيار الإصلاحى لإعادة ترتيب أوراقه من جديد والتأقلم على غياب ثعلب السياسة، وملء فراغ رفسنجانى المعنوى بين كوادر الاعتدال، ومساعيه لجذب حفيد الخمينى "سيد حسن خمينى" الذى بدأ النقاش يدور حوله لإنقاذ جبهة الاعتدال، فالخمينى الشاب تمكن من خلال إسم الخمينى أن يبقى فى المشهد السياسى، رغم اقصاءه من انتخابات مجلس الخبراء فى 2015، دون الإنحياز  إلى تيار معين، ويحتفظ بوجوده على الساحة السياسية من خلال تصريحات يطلقها بين الحين والأخر حول أوضاع بلاده.

 

سهام المتشددين خلال المناظرات الانتخابية

تعتبر أكبر التحديات التى ستواجه روحانى خلال فترة الدعاية الانتخابية سهام المتشددين الذين سوف يصوبوها ليس فقط تجاه المرشح الإصلاحى بل تجاه التيار الإصلاحى بشكل عام، لذا فكر هذا التيار فى استراتيجية "مرشحو الظل"، وهم مرشحون سيترشحوا إلى جانب روحانى للرد على هجمات التيار المنافس خلال المناظرات الانتخابية، على أن يتم انسحابهم قبيل الاقتراع.

 

فتح قنوات اتصال مع هرم السلطة

 تتزامن أيضا الانتخابات مع محاولات التيار الإصلاحى لإيجاد قنوات اتصال مع هرم السلطة بعد أن فقدها بوفاة رفسنجانى، وجاء اللقاء الأخير للنائب الأول لروحانى اسحاق جهانجيرى بخامنئى لنقل رسائل هذا التيار، بعد أن رفض المرشد الأعلى مبادرة "المصالحة الوطنية" التى أطلقها الزعيم الإصلاحى "محمد خاتمى"، لرأب الصدع وسد فجوة العلاقات بين المرشد الأعلى والمعسكر الإصلاحى بسبب تأييد كوادر هذا التيار لاحتجاجات 2009، والتى كانت ذريعة لإقصائهم من الحياة السياسية، ويهدف الاصلاحيون من الحوار مع مراكز صنع القرار أن يكون أيضا مدخلا لتسوية مشكلة الاقامة الجبرية على زعماء التيار الإصلاحى مير حسين موسوى ومهدى كروبى، تلك القضية القديمة الجديدة التى تعد من الوعود التى منحها روحانى للإصلاحيين ولم يتمكن من حلها مع نهاية ولايته الأولى.

 

تحديات خارجية

وعلى المستوى الاقليمى تنتظر روحانى تحديات وصعاب خارجية منها تحسين صورة بلاده فى الخارج، واصلاح سياسات طهران مع جيرانها من دول الخليج العربية بعد أن قبل جهود الوساطة العربية لرأب الصدع  الإيرانى العربى.

فضلا عن العلاقة مع الغرب لاسيما مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تثير هذه الانتخابات تساؤل حول سلوك الرئيس القادم مع العالم لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية بعد عودة المواجهة بينهما بانتخاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والتى غابت فى الأشهر الأخيرة من ولاية الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما وتوقيع الاتفاقية النووية، وتشكيل تكتل اقليمى مناهض لسياسات طهران فى المنطقة، فسوف يحمل روحانى على عاتقه مسئولية إدارة العلاقات الإيرانية المضطربة مع الإدارة الأمريكية بشكل جيد، حيث تجنب روحانى على مدار الأشهر الماضية التى سعى فيها ترامب بالتحرش بإيران لفظيا عدم الدخول فى صدام مباشر على عكس المرشد الذى صعّد من لهجته تجاه الولايات المتحدة وشخص ترامب، وسط ذلك سيسعى روحانى النأى بالاتفاقية النووية والمحافظ عليها من رياح العلاقات الأمريكية الإيرانية المضطربة كى لا تقتلعه من جذوره.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة