هو فخر الدين بن قرقاص بن معن الدرزى، أمير منطقة الشوف اللبنانية، ينتهى نسبه إلى الأمير "معن بن زائدة، عاش بين سنتى 1572 و 1635.
ويقول الشيخ أحمد الخالدى الصفدى كاتب سيرة فخر الدين المعنى الثانى "كان سليم الصدر، صافى السريرة، متواضعا، بشوشا، مهابا، جليلا، ذا عطاء جليل، قوى العزيمة، شديد الحزم، حسن التدبير، يعطف على الغنى ويحنو على الفقير، فى حلبة الطعان عبوسا، هيوشا، حليما عند الغضب، ما سُمعَت عنه ومنه كلمة فاحشة قط، يصغى إلى المظلوم فينصفه من ظالمه ويرثى لحاله، فيكون له خير راحم" إنه فخر الدين المعنى الثانى، الذى امتدت إمارته من العريش المصرية جنوبا إلى كيليكيا السورية شمالا، وفى عصر ذروة قوة امبراطورية آل عثمان.
كان فخر الدين سياسيّا داهية، فقد استطاع أن يمد إمارته لتشمل معظم سوريا الكبرى، ويحصل على اعتراف الدولة العثمانية بسيادته على كل هذه الأراضى، على الرغم من أن الدولة فى ذلك الوقت كانت لا تزال فى ذروة مجدها وقوتها ولم تكن لترضى بأى والٍ أو أمير ليُظهر أى محاولة توسع أو استقلال أو ما يُشابه ذلك، تحالف فخر الدين خلال عهده مع دوقية توسكانا ومع أسبانيا، إلى أن عاد السلطان العثمانى مراد الرابع ليرى بأن فخر الدين يُشكل خطرا على السلطنة بعد أن ازدادت سلطته وذاع صيته فى أرجاء الدولة وتحالف مع أوروبا، فأرسل حملة عسكرية تمكنت من القبض على الأمير وإرساله إلى إسطنبول حيث أعدم.
ربما الغريب كان فى الاختلاف حول شخصية فخر الدين ودينه، فالكاتب عزيز الأحدب يقول إن السنّة يرون فخر الدين واحدا منهم لالتزامه بشعائرهم وبنائه جوامعهم، والموارنة يتحدثون عن رفعه الحيف عنهم، فهم كانوا حوله وفى جيشه مقاتلين ينصرونه، حيث أحسن مثوى المسيحيين المظلومين فاعتزوا فى أيامه، وركبوا الخيل، ولبسوا السراويل الواسعة والزنانير المزركشة، وسمح لهم بإقامة شعائرهم الدينية جهارا وبقرع النواقيس، وكان كل ذلك محرم عليهم من قبل، أما الدروز فلم يجدوا عناء فى إثبات درزية الأمير المعنى، فالأمير ولد من أبوين درزيين وعاش بين قومه الدروز وبقى درزيا حتى وفاته، باختصار، رأى فيه لبنانيو اليوم درزياً بالولادة ومسيحيا بالحماية ومسلما فى بناء الجوامع، إنه رجل الدولة العربى الموحد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة