بين الحين والآخر، تخرج علينا دولة السودان بالعديد من المزاعم والادعاءات التاريخية غير المنطقية، فبعد تصريحات وزير الإعلام السودانى أحمد بلال عثمان بأن فرعون موسى كان سودانيا وأن أهرامات السودان أقدم من أهرامات مصر، مولت الحكومة السودانية كتابا يزعم بأن التوراة هبطت فى السودان وليست فى مصر.
وزعم باحث سودانى، أن بلاده هى مهبط التوراة على النبى موسى عليه السلام، فيما رأت باحثة أخرى أن منطقة "مجمع البحرين" التى وردت فى القرآن الكريم توجد فى السودان أيضا، خلافا لما هو متعارف عليه تاريخيا، بأنها فى مصر.
جاء ذلك خلال فعالية بالعاصمة الخرطوم ، جرى خلالها تدشين كتاب "السودان مهبط التوراة ومجمع البحرين – دراسة علمية مغايرة لإعادة قراءة تاريخ قصة سيدنا موسى"، للباحث السودانى محمود عثمان رزق.
وبحسب وكالات أنباء، فإن الحكومة السودانية مولت الكتاب، وصدر ضمن سلسلة إصدارات الموسوعة السودانية التابعة لوكالة الأنباء السودانية الرسمية.
وخلال الفعالية، قال "رزق"، إن "قصة سيدنا موسى عليه السلام وفرعون المتداولة تحتاج لإعادة مراجعة وتحتوى على عدد من المعلومات المغلوطة"، وأشار إلى أنه طلب "من الحكومة السودانية البحث عن رفاة نبى الله موسى في صحراء بيوضة شمالي السودان".
وتابع رزق: "دراستى تشير إلى أن الهجرة الأولى لنبى الله موسى لم تكن فى مصر وبلاد الشام وفلسطين، إنما في صحراء بيوضة (شمال الخرطوم)، وأن التوارة نزلت فى شمال السودان".
ورأى الباحث خلال عرضه لفصول من كتابه، أن كلمة "اليم" (لغوياً تعنى البحر) التى وردت فى القرآن مقصود بها نهر النيل فى السودان، وأن جبل البركل (شمالى السودان) هو الجبل الذى كلم فيه الله نبيه موسى، بخلاف ما هو متعارف أنه جبل الطور بسيناء المصرية.
وأضاف: "جرت عادة عامة فى التفاسير على فهم خاطئ بأن فرعون غرق في البحر الأحمر"، وفي رأيه، أن كتابه "يقدم أدلة جديدة على أن فرعون غرق في نهر النيل قرب جبل البركل، وليس في البحر الأحمر كما هو شائع الآن".
من جهته قال مدير وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا" عوض جادين، فى كلمة خلال حفل تدشين الكتاب: "نحن فى وكالة السودان الرسمية للأنباء نتحمل ماورد فى الكتاب من معلومات لأننا من قام بنشره وإصداره".
بدورها قالت الباحثة حياة أحمد عبد الملك، من جامعة أم درمان الإسلامية، خلال تدشين الكتاب إن "مجمع البحرين في كثير من التفاسير والمعاجم (لم تسمها) يقصد به ملتقى النيلين (الأزرق والأبيض في الخرطوم).
وكان وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة السودانية، أحمد بلال عثمان، زعم الشهر الماضى بأن السودانيين حكموا مصر قائلا "لا يعلم الكثيرون أن فرعون موسى كان أحد الفراعنة السودانيين الذين حكموا مصر"، مستندا إلى قول الله تعالى (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْم أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ)، وذلك فى تزييف متعمد للحقائق وتاريخ وحضارة مصر القديمة الممتد لآلاف السنين.
وبحسب موقع النيلين، قال الوزير السودانى إن "مصر بها نهر واحد، بينما السودان به عدة أنهار"، قائلا "هذا دليل واحد من عدة أدلة علمية وأثرية سنقدمها فى القريب العاجل" وذلك فى تعمد واضح لطمس الحقائق التاريخية والإساءة إلى الحضارة المصرية.
وأضاف أن "عددا من أساتذة التاريخ السودانيين يعملون الآن على تنقيح الكتب التاريخية من الأخطاء التى وردت فيها، لتثبت حضارة بلاده الضاربة فى القدم".
وفى تطاول واضح أكد الوزير السودانى على أن بلاده ستقوم بتوضيح للعالم أن الأهرامات السودانية أقدم من المصرية قائلا "أهرامات البجراوية أقدم من الأهرامات المصرية بألفى عام، وهو ما سنعمل على توضيحه للعالم".
ودافع الوزير السودانى عن زيارة الشيخة موزة، والدة أمير قطر، لأهرامات البجراوية شمالى السودان، خلال الأيام الماضية، مدعيا أن وسائل إعلام أجنبية وتعليقات تناولت الحضارة السودانية وضيوف الخرطوم بشيء من التقليل والإهانة.. مشيرا إلى أن التعليقات لا تليق بمقامات ضيوف السودان من الشخصيات الممثلة للدول الصديقة.
وأشار الموقع السودانى إلى أن دولة قطر تمول ما سماه بمشروع "أهرامات السودان" منذ عام 2013، كخطة عمل مشتركة بين الخرطوم وبرلين لحماية الآثار السودانية، بكلفة 135 مليون دولار.
وأضاف وزير الإعلام السودانى، أن بعض وسائل الإعلام الخارجية تعمدت الإساءة إلى الحضارة السودانية، معتبرا ذلك "إهانة مباشرة للشعب السودانى بكل قيمه وموروثاته".
وأوضح أن "البعض يسخر من أهرامات السودان، ويقول إنها خرابة تزورها الشيخة موزة، بينما الأهرام الحقيقية يزورها النجوم العالميون، مثل لاعب نادى برشلونة الأرجنتينى ليو نيل ميسى".
ووصف وزير الإعلام السودانى تلك التعليقات بـ"المهينة للسودان وأصدقائه"، مشددا على أنهم سيتعاملون معها "بكل جدية وحسم".