قال فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر أحمد الطيب إنَّ الإسلام هو دينُ السَّلام بامتيازٍ حيث يمتزج فيه الإنسان المسلم بمعنى السَّلام امتزاجًا عجيبًا سواء فى العبادات أو فى السلوك أو المعاملات، وهو ما تفرد به القرآن الكريم عن سائر الكتب السماوية، فالمسلم مطلوب منه شرعًا ودينًا أن يكرر "السَّلام" أكثر من مرة فى اليوم من خلال تشهده فى صلاته عند قوله "السلام عليك أيها النبي.. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين" فيُذكِّر نفسه وغيره بالسلام، ثم يختتم صلاته بالسَّلام الذى هو فرض للخروج منها، كما أن تحية الإنسان لأخيه الإنسان هى السَّلام التى تتكرر على مدار 24 ساعة، وهو كذلك تحية أهل الجنة قال تعالى: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ) يونس: 10، والسلام هو اسم من أسماء الله الحسنى.
وأكد فى حديثه الأسبوعى على الفضائية المصرية، أن كلمة السلام مادة حية حقيقية تتحرك أمام عين المسلم ليل نهار، وقد وردت ومشتقاتها فى القرآن 141مرة، بينما وردت كلمة الحرب 3 مرات فقط، وهذا فرق هائل بين الدعوة للسَّلام والتنفير من القتال، ويدلل أن الحرب فى الإسلام حربٌ دفاعية وليست هجومية، وأن غير المسلم دمه معصوم مثل المسلم تمامًا إلا فى حالة اعتدائه وإشهاره السلاح، مشددًا على أن مخالفة الإنسان لأخيه الإنسان فى الدِّين لا تُبيح القتل، فما خلقَ الله المخالفين فى العقيدة لقتلهم.
وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أن العلاقة التى يجب أن تسود بين الناس -وإن اختلفوا- هى علاقة "التعارف" التى نصَّ عليها القرآن الكريم: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) فالنداء فى الآية عام لكل الناس، وتشير إلى الناس كلهم متساوون فى الانتماء إلى أب وأم واحدة، ثم فُرِّقَ الخلق شعوبًا وقبائل ليتعارف بعضهم على البعض، ونظرية التعارف تستلزم أن تكون العلاقة بين الناس هى السلام، وهذه النظرية يجب التبشير بها، على عكس النظريات الكاذبة التى تدعو إلى صراع وصدام الحضارات، والتى بسببها اشتعلت الحروب بين الناس، مشيرًا إلى أن نظرية الفوضى التى توصف بـ "الخلاقة" أغرقت شعوبًا ودولًا فى دماء من أجل هذه الأكذوبة، لأن الفوضى لا تنجب إلا الهلاك والدمار، إذ كيف ينجب العدم الثبوت، مختتمًا حديثه بأن الذى يجب أنْ يسود بين الناس هو السلام وتبادل المصالح وليس صراع المصالح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة