انتقد عدد من الخبراء والمحللين تناول عدد من الفضائيات المحسوبة على جماعة الإخوان للإستفتاء الذى عقد فى تركيا بالأمس لتعديل الدستور، حيث آثرت فى تغطيتها لهذا الحدث أن تتغافل قوى المعارضة والرافضين لتعديلات أردوغان، وأن تحتفل مع أردوغان بنصره فى معركة التعديلات الدستورية التى حول من خلالها نظام الحكم فى بلده إلى شمولى، ونصب بهذا نفسه ديكتاتورا جديدا، مطيحا بقواعد الديمقراطية التى أرساها مصطفى كامل أتاتورك مؤسس الدولة التركية الحديثة.
"التليفزيون العربى" يحتفل مع "الأردوغانيين" ويتجاهل المعارضة
وتناولت شبكة تلفزيون العربى التى تبث من لندن وقائع الاستفتاء التركى بالأمس تحت عنوان :"الأتراك قرروا مصيرهم..تركيا إلى مرحلة جديدة" حيث أشاد التقرير بفوز أردوغان فى الاستفتاء ورصد مظاهر احتفالية لأنصاره رغم أن نتيجة الاستفتاء جاءت ب51ـ% مقابل 49% وهو ما يعنى انقسام الشارع التركى بشكل حاد، رغم أن مثل هذه الاستفتاءات إن نجحت قانونيا فهى قد تعبر أيضا عن وجود معارضة قوية، وانتصار بطعم القلق والخوف لوجود نصف الشارع معارضا لك ولطريقك.
الجزيرة تتجاهل تغطية مظاهرات "المعارضة"
أما قناة الجزيرة فعنونت موقعها على الانترنت بـ"تركيا تصوت بنعم للتعديلات الدستورية" ورصدت أيضا مظاهر احتفال أنصار أردوغان إلا أنها تغافلت عن ذكر مظاهرات معارضيه على عكس تناولها لموضوعات وقضايا أخرى مشابهة فى دول أخرى وهو ما يبلور تعاملها مع الأحداث بشكل انتقائى بعيدا عن المهنية.
سفير مصر السابق فى واشنطن: الجزيرة رفضت نقل اتهامات المعارضة لأردوغان بالتزوير
السفير عبد رؤوف الريدى سفير مصر السابق فى واشنطن ، يرى فى تصريح لــ"اليوم السابع"، أن مثل هذه القنوات تهلل لأردوغان فهى متحالفة معه ورغم ان جماعات معارضة لرئيس تركيا فى الاستفتاء كان لها موقف واتهامات واضحة خلال عملية التصويت، إلا أن قناة الجزيرة رفضت أن تنقل مثل هذه الأحداث، فى الوقت نفسه تشير نتيجة الاستفتاء إلى أن البلاد منقسمة تماما، فقد تؤكد النتيجة أن الاستفتاء مر قانونيا وشرعيا، إلا أنه كان يحتاج لشرعية سياسية تضفى طابعا على الدستور يؤكد وجهة نظره وهى كانت تأتى من خلال ما لا يقل عن 60 % من الأصوات المؤيدة للاستفتاء وهذا لم يحدث.
وأضاف الريدى، أن أردوغان خالف توجهات مؤسس الدولة مصطفى كامل أتاتورك، ومهد لنظام جديد قائم على الديكتاتورية، رغم أنه لم يحصل على أغلبية كما أن هذا الاستفتاء تم إجرائه تحت ظروف خاصة حيث حالة الطوارىء فى تركيا حالية مستمرة إلى جانب قيام أردوغان باعتقال الآلاف من معارضيه عقب عملية الانقلاب العسكرى العام الماضى.
وأشار الريدى إلى أن الإشكالية الكبرى تتمثل فى أن هذا الاستفتاء ونتيجته سيكون لهما صدى كبير فى علاقة أردوغان بالاتحاد الأوروبى فأوروبا لن تقبل تركيا فى الاتحاد فى ظل ما يمارسه أردوغان من ديكتاتورية كما أنها لن تقبل باستفتاء قانونى غابت عنه الشرعية السياسية.
عمرو هاشم ربيع: نحن أمام قنوات تمارس الدعاية السوداء
من جانبه أكد عمرو هاشم ربيع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات، أننا نعلم أن تركيا تدعم الدواعش والإرهاب إلا أن نتيجة الاستفتاء جاءت بموافقة 51% من الشارع التركى إلا أن تعامل قناة الجزيرة والفضائيات الاخرى هو ما اعتدنا عليه فنحن لسنا أمام قناة حرة وشفافة فهى تمثل دعاية سوداء.
وأشار ربيع إلى أن قناة الجزيرة أقل من أن نهاجمها فمن الممكن ان نهاجم قطر كدولة بل ينبغى أن نترفع عن مواجهة قناة الجزيرة وممارساتها المكشوفة للجميع.