شهد ميدان العارف بالله أبو الحجاج الأقصرى، اليوم الإثنين، توافد المئات من المواطنين منذ الصباح الباكر للاحتفال بأعياد شم النسيم، حيث يعتبر الميدان أيقونة أهالى الأقصر لأى احتفالات سنوية تقام على أرض المحافظة.
وانتشر البائعون منذ الصباح الباكر لاستقبال المواطنين وكسب الرزق الحلال من توافد المئات من المواطنين على الميدان للجلوس فى أرضيته، وتناول المأكولات والمشروبات الخاصة باحتفالات شم النسيم، وذلك وسط انتشار أمنى مكثف وتواجد سيارات الإسعاف بين المحتفلين.
كما تواجد فى قلب ميدان أبو الحجاج الأقصرى، عدد من أصحاب الخيول والحمير والجمال والدراجات البخارية لتقديم جولات بأسعار مختلفة للمواطنين الذين تواجدوا فى الميدان، كما انتشرت السيارات التى تحمل الدى جى لتشغيل أغانى الربيع الخاصة بالراحلة الفنانة سعاد حسنى، فى صورة بديعة تجمع الأقصريين فى شم النسيم كل عام.
ركوب الحنطور فى ميدان أبو الحجاج الأقصرى
ويعد العارف بالله أبو الحجاج الأقصرى صاحب الميدان الأشهر فى الأقصر، هو "يوسف بن عبد الرحيم بن عيسى الزاهد"، وينتمى إلى أسرة كريمة ميسورة الحال عرفت بالتقوى والصلاح، وكان والده صاحب منصب كبير فى الدولة العباسية، وينتهى نسبه إلى سيدنا الحسين بن على رضى الله عنهما، وقد ولد الشيخ فى أوائل القرن السادس الهجرى بمدينة بغداد، فى عهد الخليفة العباسى المقتفى لأمر الله.
وترك سيدى أبو الحجاج الأقصرى العمل الرسمى وتفرغ للعلم والزهد والعبادة، وسافر إلى الإسكندرية والتقى فيها أعلام الصوفية خاصة من أصحاب الطريقتين الشاذلية والرفاعية، وتتلمذ على يد الشيخ عبد الرازق الجازولى، وأصبح أقرب تلاميذه ومريديه، ثم عاد أبو الحجاج إلى الأقصر، والتقى الشيخ عبد الرحيم القنائى (صاحب مسجد قنا الشهير)، وأقام واستقر بالأقصر، حتى وفاته فى عهد الملك الصالح نجم الدين الأيوبى عن 90 عامًا، وكان له مجلس علم يقصده الناس من كل مكان.
ويتميز مسجد وضريح سيدى أبو الحجاج الأقصرى الذى مضى على بنائه أكثر من 8 قرون، بشكله الفريد وتوسطه لكتلة أثرية فريدة يقصدها السياح من مختلف البلدان جعله يخطف أنظار السياح القاصدين زيارة معبد الأقصر، وتحول لدى الكثير منهم إلى فقرة رئيسية ضمن برامجهم لزيارة آثار مدينة الأقصر، حيث إنه قيمة تاريخية وأثرية تخطف عيون الوافدين إلى معبد الأقصر، للبحث فى تاريخ هذا المسجد والسبب وراء وجوده فى أحضان معبد الأقصر بهذا الشكل.
ويعود تاريخ بناء المسجد إلى عام 658هـ، الموافق 1286م، وقد بنى بساحة معبد الأقصر على نسق المساجد الفاطمية القديمة، ليزاحم تماثيل رمسيس الثانى أحد أعظم الملوك الرعامسة، الذى ينسب إليه إنشاء معبد الأقصر، ويقف شاهدًا على 3 حضارات إنسانية، حيث يخترق بطابعه الإسلامى بهو معبد الأقصر الذى يحتوى على الكثير من مظاهر الحضارة الفرعونية من أعمدة وتماثيل ونقوش ورسومات لا تزال حية على جدران المعبد، والذى يضم أيضا بالإضافة إلى المسجد بقايا كنيسة قبطية قديمة طمرت تحت مبنى المسجد الذى يرتفع فوق سطح أرض المعبد بأكثر من 10 أمتار.
الأهالى ينتشرون حول معرض الكتاب بميدان أبو الحجاج الأقصرى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة