كشف موقع "والا" الإسرائيلى النقاب عن عملية قام بها جهاز الموساد الإسرائيلى بهدف تهجير عشرات الآلاف من الأفارقة خلال فترة الثمانيات من القرن الماضى ،والتى أطلق عليها عملية "الأخوة".
وقال الموقع الإسرائيلى إن الموساد خطط للعملية فى تل أبيب بينما كانت دولة السودان مسرح العملية وبالتحديد فى مدينة ساحلية مطلة على البحر الأحمر لتنفيذ المخطط الذى استمر 5 سنوات متتالية .
عملية الموساد وعناصر من الكوماندوز الاسرائيلى
وقال الموقع إن الموساد أنشأ شركة سياحية فى السودان بزعم تنشيط السياحة بها وكان الهدف هو استجلاب يهود أثيوبيا فى بداية الأمر وتلا ذلك يهود من دول أفريقية عدة.
القرية السياحية السودانية
وأشار الموقع إلى أن الموساد كلف ضابطة تعمل لصالح الجهاز تدعى "يولا" بالتقرب من جنرال سودانى الذى وضع تحت إمرتها مروحية عسكرية ، والتى مهدت بدورها إلى إدخال عناصر من الكوماندوز الإسرائيلى لتدريب وحدات سودانية، وبالتالي الاستفادة من خدمات الجيش السوداني لاستكمال المهمة.
عميلة الموساد بجوار مجموعة من اليهود
وقال "أفرايم هليفي" المسئول عن العملية والذى شغل فيما بعد رئاسة جهاز الموساد ، إن عملية تدريب وإعداد "يولا" استغرق وقتا طويلا لتنفيذ المهمة، موضحا أن رجل أعمال أوروبيا، هو "داني ليمور" على صلة بالموساد أقام شركة سياحة مقرها فى أوروبا استخدمت شركته لتكون غطاء لتنفيذ العملية، حيث عملت الشركة على إعادة تفعيل قرية سياحية سودانية مهجورة تدعى "مرسى أروس" على شواطئ البحر الأحمر، وتعهدت بأن تعمل على جلب عملات صعبة كانت الحكومة السودانية بحاجة لها.
عميلة الموساد
واستجابت الحكومة السودانية برئاسة جعفري النميري، الذي كانت له علاقات مع إسرائيل، للعرض فقد كانت هناك حاجة لتفعيل القرية للسياحة والغوص.
ويضيف أنه وصلت إلى السودان مندوبة الشركة "يولا"والتى يفترض أنها ألمانية تحب الغوص، لتشغيل القرية السياحية، وأطلق عليها لقب 'المديرة الكبيرة'، وعملت على تشغيل عشرين عاملا سودانيا في مختلف الأعمال، وعاملات غرف من إريتريا، دون أن يعرفوا أن المسؤولة عنهم هي إسرائيلية.
ويشير "هليفي" إلى أن العملية قد تمت بدون معرفة النظام السوداني أو دعمه، وإنما العكس، فقد كانت القرية تثير شكوك النظام حول حقيقة ما يحصل في قرية الاستجمام.
عميلة الموساد فى السودان
وتابع أن يولا عملت على إقامة علاقات جيدة مع ثري سوداني كان يملك بيتا منعزلا، ويطل على قرية الاستجمام، وكان بمثابة إنذار مبكر لمن يعمل فيها كلما قررت السلطات السودانية مداهمتها، وعملوا على إخفاء كل ما يمكن أن يكشف عن حقيقتهم.
وأوضح أن مندوب الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) في الخرطوم، كان يشارك في الحفلات التي كانت تقام في قرية الاستجمام، وصدرت تعليمات لعناصر الموساد بالتوجه إليه لدى تفعيل كلمة السر في حالة الطوارئ، كي يقوم بتخليصهم من هناك.
لمدينة السودانية التى استخدمت فى تهجير يهود الفلاشا
ويقول "هليفى" إن يولا التي مكثت هناك 3 سنوات كانت مسؤولة عن كل شيء، بدءا من شراء الأكل للعمال والسائحين، وتفعيل النادي ومتابعة القوى البشرية. وكانت تحت حراسة أحد عناصر الموساد طول الوقت.
وعن طريقة العمل في نقل اليهود الفلاشا يشير "هليفى" إلى أن رجل الاتصال مع الموساد كان يتوجه من معسكر للاجئين إلى نقطة متفق عليها مسبقا، مرة في الأسبوع، ولم يكن هناك دائما من يلتقي به، ولكنه واظب على الوصول إلى النقطة ذاتها أسبوعيا، وفي بعض الأحيان كان يتلقى رسالة مفادها 'الليلة سنمضي في الطريق'، وعندها يجري تنظيم مجموعة تتألف من بضعة مئات من الأفارقة ، ويتابع: شاحنة وسيارة جيب يتحركان ليلا ويختفيان في ساعات النهار خشية الحواجز غير المتوقعة في بلد غير مستقر، ولمسافة تصل إلى نحو ألف كيلومتر للوصول إلى نقطة الالتقاء ويتم جمع نحو 200 إلى 300 شخص في داخل الشاحنة والجيب، للعودة بهم إلى نقطة التجميع في مرسى فيجاب، شمال القرية السياحية، حيث يكون قد سبقهم عناصر الموساد لتأمين المكان ويتم نقلهم إلى تل أبيب.
عناصر من الكوماندوز الاسرائيلى فى السودان برفقة عملية الموساد
ويؤكد " هليفى" أن جنرالا سودانيا وقع في غرام عميلة الموساد يولا، وعمل على نيل رضاها ، وفي الفترة ذاتها، ألغت السودان تدريبات وحدات البحرية الخاصة لأسباب مالية، وأبدت القرية السياحية استعدادا لتقديم خدمات تدريب بواسطة 'مدربي الغوص' فيها وفى الحقيقة هم عناصر وحدة البحرية الإسرائيلية الخاصة "الكوماندوز" كما وضع الجنرال السودانى مروحيته في حالة تأهب لصالح القرية السياحية، وقدم الجيش السوداني جهاز اتصال ليولا لاستخدامه في استدعاء المروحية في حال اقتضت الضرورة.
وقال "هليفى"،إن التزود بالوقود كانت مشكلة مركزية بسبب عدم وجود محطات وقود في الصحراء السودانية، وعملت يولا على توفير الوقود للسفرات الطويلة، بداعي أن المولد الكهربائي قديم ويستهلك الكثير من الوقود.
وفى يناير من عام 1985، وصلت 'كلمة السر'، حيث انكشف كل شيء، وكان يجب تخليص الجميع فورا من هناك، بحسب التقرير، وتم الاعتماد على مندوب الاستخبارات المركزية الأميركية في الخرطوم، لإخراج عناصر الموساد هناك الذين وصلوا إلى مخبأ سري هناك، وتم إخراجهم من الخرطوم بواسطة صناديق مموهة.
أما القرية السياحية، حيث لم تكن يولا هناك، فقد أخذ سلاح الجو على عاتقه استجلاب اليهود من هناك في هذه المرحلة، وليس عن طريق البحر، وإنما عن طريق الصحراء السودانية، وفي النقطة التي اتفق عليها مسبقا لإجراء عملية التخليص.
وعمل الطواقم في القرية السياحية على تدمير كل ما يجب تدميره، ووضعوا العتاد السري على الجيب، وتحركوا باتجاه نقطة الالتقاء، حيث دخلوا إلى بطن الطائرة بواسطة الجيب، وأقلعت من هناك متجهة إلى إسرائيل.
عدد الردود 0
بواسطة:
وليد
انتم يللى نادية الجندى بهدلتكم
و مادلين طبر كمان على نفس المركب بتع عميلتكم