بعد أيام من إعلان نتيجة استطلاع للرأى، أظهرت التقدم التاريخى لحزب المحافظين البريطانى، على غريمه التقليدى "حزب العمال" بفارق 21 نقطة، وهو أكبر فارق منذ العام 1983، دعت رئيسة وزراء بريطانيا "تريزا ماى"، فى خطوة مفاجئة وغير متوقعة، اليوم الثلاثاء، لإجراء انتخابات مبكرة فى 8 يونيو المقبل، بهدف تعزيز موقف المملكة المتحدة فى محادثات الخروج من الاتحاد الأوروبى، والدخول فى المحادثات بشرعية جديدة ومنتخبة للمرة الثانية على التوالى.
وقالت "ماى" من أمام مقر رئاسة الحكومة فى لندن: "قررت الدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة فى الثامن من يونيو"، موضحة أن حزبها سيطلب من البرلمان، غدا الأربعاء، التصويت على إجراء الانتخابات، ويفترض أن تحصل تريزا ماى على موافقة أغلبية الثلثين فى مجلس العموم لتتمكن من تنظيم الانتخابات.
استطلاعات الرأى تؤكد تفوق "المحافظين" وتحقيقه انتصارا ساحقا
وفقا لاستطلاع للرأى أجرته مؤسسة ComRes، فإن حزب المحافظين سيحقق انتصارا ساحقا، إذ كشفت نتيجة الاستطلاع الذى أجرى فى مارس الماضى عن أن المحافظين سيحصلون على 112 مقعدا فى مجلس العموم، ليشكلوا بذلك الأغلبية، وأُجرى الاستطلاع على أكثر من 10 آلاف ناخب، بحسب صحيفة "جارديان" البريطانية.
وتأتى دعوة تريزا ماى لانتخابات مبكرة، بعد ثلاثة أسابيع على إطلاق إجراءات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى استجابة لنتيجة استفتاء "بريكست" الذى صوت فيه البريطانيون على مغادرة بلادهم للاتحاد.
وقالت رئيسة الوزراء، إنها تريد تجنب الانقسامات بشأن خروج بلادها من الاتحاد الأوروبى، مضيفة أن الحكومة لديها خطة مناسبة للتفاوض على شروط الخروج، وأنها بحاجة لوحدة سياسية فى لندن، متابعة فى كلمتها من أمام "داونينج ستريت"، مقر رئاسة الحكومة، وهو التقليد المتبع عندما يكون هناك إعلان مهم إذ يتحدث رئيس الوزراء خارج المقر، أن الانتخابات هى أفضل طريقة لضمان الاستقرار خلال السنوات المقبلة، داعية المعارضة إلى الموافقة على هذا الإجراء.
زعيم العمال: القرار يمنح البريطانيين فرصة لاختيار حكومة تراعى مصالح الأغلبية
من جانبه، عبر زعيم حزب العمال، جيرمى كوربن، عن ترحيبه بقرار رئيسة الوزراء، قائلا إنه "يعطى الشعب البريطانى الفرصة للتصويت على حكومة تضع مصالح الأغلبية أولا".
وأضاف "كوربن"، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى": "حزب العمال سيقدم للبلاد بديلا فعالا للحكومة التى لم تنجح فى إعادة بناء الاقتصاد، وانخفضت فى عهدها مستويات المعيشة، وأضر تقليصها الميزانية بالمدارس ونظام التأمين الصحى".
أما تيم فارون، زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار، فقال فى تغريدة عبر حسابه على موقع التدوينات السغيرة "تويتر": "هذه فرصتكم لتغيير مسار بلادكم، وإذا كنتم تريدون تجنب الخروج الفادح من أوروبا، وبقاء بريطانيا فى سوق موحدة، وإذا كنتم تريدون بريطانيا منفتحة، متسامحة، متحدة، فهذه هى فرصتكم، والديمقراطيون الأحرار هم فقط من يستطيعون منع أغلبية من المحافظين".
حزب الاستقلال يرحب بالانتخابات ويستغل الفرصة لمهاجمة "العمال"
فى سياق متصل، تقول صحيفة "جارديان" البريطانية، إن حزب الديمقراطيين الأحرار زعم أن 1000 شخص انضموا للحزب بمجرد إعلان تريزا ماى عن الانتخابات المبكرة هذا الصباح، وأضافت الصحيفة أن الجنيه الاسترلينى ارتفع أمام الدولار لأعلى مستوى منذ شهرين، بعد تصريح تريزا ماى المفاجئ.
ورحب بول نوتال، زعيم حزب الاستقلال، بإجراء انتخابات مبكرة، واستغل الفرصة لمهاجمة حزب العمال، قائلا: "ضعف حزب العمال الواضح، هو السبب وراء إجراء تلك الانتخابات".
وأوضحت "جارديان"، أن تريزا ماى ناقشت الانتخابات المقبلة مع رئيس المجلس الأوروبى، دونالد تاسك، وكتب الأخير عبر حسابه على موقع "تويتر": "مكالمة جيدة مع رئيسة الوزراء تريزا ماى حول الانتخابات البريطانية المقبلة".