قال عمار الحكيم رئيس التحالف الوطنى فى البرلمان العراقى، إنه اقترح خلال لقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي الدعوة لعقد مؤتمر إقليمى يجمع مصر وتركيا وإيران والسعودية باعتبارها الدول ذات التأثير الأكبر فى المنطقة لبحث إيجاد حلول للأزمات التى تعصف بالأقليم، مشيرا للاتفاق النووى الإيرانى الذى تم بين واشنطن وطهران بالرغم من العدواة والخصومة بين البلدين.
وأكد الحكيم فى مؤتمر صحفى بمقر سفارة العراق فى القاهرة، أن القيادات الإيرانية مستعدة للحوار مع دول الخليج وفتح حوار مباشر معها، موضحا أن العراق يمكنه أن يلعب دور الوسيط فى خلق التوافق بين إيران والخليج لضمان أمن واستقرار المنطقة، لافتا إلى أنه يتبنى مبادرة تسوية وطنية شاملة تسعى لبناء دولة مواطنة فى العراق، موضحا أن التسوية بين جميع العراقيين وهى قائمة على الدستور العراقى، مشيرا إلى أن لقاءه مع الرئيس عبد السيسي تناول جوانب مبادرة التسوية الوطنية، مشيدا بموقف الرئيس فى التشديد على وحدة العراق وسيادته ودعم الرئيس السيسي الكبير وهو على موقف مصر المستمر.
وأوضح رئيس التحالف الوطنى العراقى، عمار الحكيم، أن السائح العراقى يتطلع لزيارة مصر وهى وجهة مهمة للعراقيين، موضحا أن فتح الباب أمام السياحة العراقية سيكون له دور كبير فى إنعاش الاقتصاد المصرى، مشددا على إنه يجب التعاون بين مصر والعراق فى الملف الأمنى، داعيا لضرورة معالجات فكرية وثقافية ممثلة فى الأزهر الشريف والنجف الأشرف لنشر الوسطية والفكر المعتدل، إضافة للجانب العسكرى والاستخباراتى لملاحقة الإرهابيين.
وأشار إلى أن وصول الإرهاب لمصر يمثل خطرا على المنطقة العربية بأكملها، مؤكدا أن المصريين فى العراق يواسون العراق فى محنتهم واصفا العلاقات بين مصر والعراق بالمتميزة والتاريخية، مؤكدا أن مصر الأخ العربى الأكبر التى لها دور وهى عنصر ارتكاز الإقليم فى المنطقة.
وأوضح أن زيارته والوفد البرلمانى العراقى لمصر جاء تعبيرا عن إرادة عراقية عن تطوير العلاقات مع مصر، متقدما بالتعزية لمصر وشعبها جراء العمليات الإرهابية الأخيرة وضرورة الحفاظ على المكون المسيحى فى المنطقة، لافتا إلى أن الزيارة تأتى لتعميق العلاقات مع مصر، موضحا أن اللقاءات تأتى للرغبة فى بناء علاقات استراتيجية بين مصر والعراق، مشيرا إلى أن هناك نية لتطوير العلاقات الاقتصادية وأنه سيكون هناك خط غاز من البصرة مرورا بالعقبة وصولا للعريش.
وأكد أن مصر قادرة على قيادة دول المنطقة لتحقيق السلم والاستقرار فى المنطقة، مشيرا لحاجة المنطقة لحوار عميق بين الدول العربية والإسلامية، مؤكدا رغبة بلاده فى الحفاظ على وحدة وسيادة العراق والحفاظ على الهوية العربية وترسيخها فى العراق.
واعتبر أن الحفاظ على الهوية العربية هو ترسيخ لحضارة ووجود الهوية العراقية المنتمية للعرب، واستقلال أراضى العراق وسيادته، وأن يتخذ قراره بمفرده والحفاظ على الديمقراطية وترسيخ قيمها، موضحا أن الإصلاح بين العراقيين يتطلب ترسيخ الديمقراطية وأخيرا ترسيخ فكر الدولة الوطنية بعيدا عن الطائفية بعد 13 عاما من اصطفافات عرقية.
وأضاف رئيس التحالف الوطنى العراقى، أن العمليات العسكرية فى الموصل جارية لتطهير المدنيين من قبضة داعش، موضحا أن القوات العراقية تحافظ على حياة المدنيين، لافتا إلى أن بطء العمليات جاء بسبب التوازنات والحفاظ على حياة المدنيين، لافتا إلى أن راية داعش ستسقط على أسوار الموصل والنصر قادم للعرب والعراقيين، وسننجز المعركة خلال الأسابيع المقبلة، مشيرا إلى قيام قوات الأمن العراقية بقطع الطريق على داعش فى سوريا.
وأوضح الحكيم أن التحالف الدولى لمحاربة داعش يقدم دعما وغطاء جويا وتدريب القوات العراقية، مؤكدا أن العراقيين قادرون على قيادة المعركة فى الموصل، مشيرا إلى أنه عقب عملية تحرير الموصل سيتم البدء فى إعمار المدن المتضررة فى الموصل، موضحا أن الشركات المصرية لها قدرة تنافسية كبيرة فى إعادة إعمار العراق.
وردا على سؤال اليوم السابع حول دور الكيانات المسلحة التابعة للأحزاب وتهديدها للعملية السياسية، قال رئيس التحالف الوطنى العراقى إن استغلال المذهبية لأغراض طائفية سياسية هو المشكلة الأساسية، موضحا أن التسوية الوطنية مشروع لكافة أبناء الشعب العراقى ولن نعود لعملية المواثيق والمبادرات السابقة وعملنا فى التحالف الوطنى على وضع مطالب وثوابت لكل الفرقاء السياسيين وهذا العنوان الأبرز عن مشروع التسوية وأن يحظى بدعم إقليمى وعربى.
وأكد أن التحالف الوطنى يرفض أن يكون هناك سلاح خارج مؤسسات الدولة ، لذلك تم تشريع مشروع الحشد الشعبى لدمجه فى الجيش العراقى، موضحا أن الحشد كان له دور مشرف فى الانتصارات ضد تنظيم داعش وينظم وجود هذه القوات العسكرية كى تكون جزءا من القوات المسلحة العراقية، مشيرا إلى أن هناك جزءا من الحشد يضم عرب وأيزيديين وكرد وهى تمثل المكون العراقى، موضحا أنه لا يوجد ميليشيات مسلحة فى العراق وأن المجموعات التى تقاتل مع الجيش العراقى ليست طائفية.
وقال إن الكتائب التى تقاتل ليست طائفية وإنما هبت تلك القوات تلبية لنداء السيستانى وهى الدعوة التى لباها أبناء الشعب العراقى، موضحا أن الخروقات التى ترتكب من قبل منتسبى الحشد الشعبى لارتكابهم جرائم يتم محاكمتهم وبعضهم فى السجون العراقية، مشيرا إلى أن تنظيم داعش جهة متوحشة وتستهدف المدنيين وتستخدمهم كدروع، موضحا أن الحشد الشعبى وباقى القوات ارتكبت بعض الأخطاء التى نرفضها جميعا، مشيرا إلى أن الحشد الشعبى قدم آلاف الشهداء لتحرير المناطق التى يسكنها أهله وينسحب ويعود لداره، داعيا لتكريم الحشد الشعبى وأن هناك إعادة هيكلة يتم ترتيبها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة