وقع السوريون فى الفخ الذى تم إعداده بإحكام لهم منذ أمد ليجدوا أنفسهم مسحوقين بين فكى الكماشة، بين الاستبداد والتطرف، بين الديكتاتورية والإرهاب، بين العمالة والاستعمار، بين الخيانة والعدوان الفج، بين الوكلاء والمعتدين بشحمهم ولحمهم، بين العار والشنار، بين النتن والأكثر نتانة. !
لم يكن تردد أوباما مريحا لتركيا والمملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج، الأمر الذى سمح بعربدة إيرانية ونفوذ روسى وتمدد حزب الله فى غير أراضيه تاركا عرينه ومعركته الأساسية، وما أن وجه ترامب ضربته المباغتة للجيش السورى حتى تهللت أسارير دول الاتحاد الأوربى وانطلقت زغاريد دول الخليج العربى ومعهم السلطان العثمانى، مما يجعل المرء حيرانا وقد فقد قدرته على التمييز بين الخطأ والصواب، كيف (يمكن للحدأة أن ترمى الكتاكيت؟!!)
كيف يمكن أن تلتقى مصالح إسرائيل ودوّل الطوق وتركيا والشعب السورى؟!!
إن العرب لا يتعلمون شيئا مما جرى وسبق، ما أشبه اليوم بالبارحة، والبارحة هى عام 2003م عندما غزت الولايات المتحدة العراق لمصلحة العراقيين ومن أجل رخائهم وتقدمهم وديمقراطيتهم !
وإذا انبرى من يشكك بين المشهدين، مدعيا فوارق واختلافات، فلن أجاريه فى أوجه المقارنة وتبين مواضع الاتفاق ومواطن الاختلاف، لكنى أوجه النظر لحقيقة ثابتة لا مراء فيها، وهى أن الغازى المعتدى واحد وهو الولايات المتحدة الأمريكية الوكيلة الحصرية للصواريخ الديمقراطية والطائرات الإنسانية حاملة القيم الغربية، التى تهتم برفاهية المواطن العربى الساهرة عَلى إسعاده وراحته !
فى اللهجة العامية المصرية يقولون: (لا تدخل عيشة على أم الخير!) وفى سوريا الحبيبة دخلت عيشة على أم الخير على أم أحمد وأم محمود وأم بشار، وأضحى الموقف ملتبسا محيرا، فصار المشهد عبثيا والمسرح ضبابيا، فيختلط عليك الأمر ويصعب تحديد دور الأطراف اللاعبة والجماعات التى يتم تمويلها وتحريكها، فتتوه المسألة بين العمالة والاستبداد والتطرف، ولا أستطيع أن أقترح عليك موقفا أو ألتمس منك عاطفة أو شعورا ما، لكنى لا أعرف إلا شيئا واحدا وهو ضياع وسقوط الثيران العربية رغم بشاعتهم ودكتاتوريتهم، وبقاء إسرائيل موحدة قوية، وسط تفتيت المفتت، وانقسام المنقسم، وتشرذم المتشرذم .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة