يواصل الرئيس عبدالفتاح السيسي زيارته للولايات المتحدة الأمريكية والتى بدأت مساء أمس، ويلتقى خلالها نظيره الأمريكى دونالد ترامب وعدد من المسئولين ورؤساء الشركات ورجال الأعمال، وذلك وسط اهتمام إعلامى عالمى لافت.
وبخلاف اهتمام الإعلام الأمريكى الذى وصف غالبيته الزيارة بـ"التاريخية"، وأكد ما تمثله مثل من أهمية استراتيجية فى الشرق الأوسط، كانت لزيارة الرئيس السيسي نصيبا واهتماما خاصا فى وسائل الإعلام الروسية التى راقبت الزيارة واهتمت بشتى تفاصيلها.
وفى تقرير لها، اهتمت وكالة ريجنوم الروسية بكواليس اللقاء الأول الذى جمع السيسي وترامب فى نيويورك 19 سبتمبر قبل الانتخابات الأمريكية، وقالت: "ترامب سبق له التأكيد على أنه فى حالة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة سيكون صديقا وفيا وحليفا لمصر، ووعد أن يتجه إلى القاهرة فى زيارة رسمية ودعوة الرئيس المصرى لزيارة أمريكا".
وأضافت الوكالة الروسية فى تقريرها: "السيسي هو الزعيم العربى الأول الذى دعاه ترامب بعد التنصيب، والإدارة الأمريكية الجديدة ستقدم على الأرجح كل مساعدة ممكنة للقاهرة فى مكافحة الإرهاب"، موضحة أن مصر دائما لها وضع جيوسياسى خاص ومهم فى منطقة الشرق الأوسط، فبعد ثورات الربيع العربى وحكم الإخوان بدعم من قطر وتركيا، بدأت مصر تتغير برئاسة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي عن طريق تنفيذ العديد من المشاريع الاقتصادية والبنية التحتية الكبيرة، بالإضافة إلى تغيير السياسة الخارجية.
وتابعت الوكالة: "إدارة أوباما كانت تكرر عبارات عن الديمقراطية فى الشرق الأوسط، ولكن عمليا كانت تقوم بزرع الفوضى والاضطراب، ولكن خبراء اليوم أكثر اهتماما فى السياسة الخارجية لمصر، لتصبح عامل مؤثر فى العالم والسياسة الإقليمية".
من جانبها، قالت قناة "إن تى فى" الروسية، إن زيارة الرئيس السيسي إلى أمريكا تعد الزيارة الرسمية الأولى له منذ بداية رئاسته فى عام 2014، حيث أن الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما لم يوجه دعوة إلى السيسي لزيارة البلاد، إلا أن هذا الفتور قد ولى".
ونوهت القناة إلى أنه منذ الإطاحة بحكم الرئيس المعزول محمد مرسى فى 2013 شهدت العلاقات بين واشنطن والقاهرة فترة من البرود، حيث دعمت واشنطن مصر بشكل محدود وألغت توريدات طائرات الأباتشى، ثم أعلنت تعليق توريد المعدات العسكرية الأخرى وقطع الغيار.
ومع ذلك، قررت الإدارة الأمريكية فى إبريل عام 2015 استئناف تسليم الأسلحة لمصر، وكذلك الاستمرار فى تخصيص المساعدات العسكرية السنوية لمصر البالغة 1.3 مليار دولار سنويا.
ومن جانبه، قال الخبير المصرى والمحلل السياسى فى جامعة نيجنى نوفجورود الروسية الدكتور عمرو الديب أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر زيارة لها وضع خاص من حيث التوقيت والظروف، فهذه أول زيارة للرئيس السيسي بعد دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، ولا ننسى هنا أن الرئيس المصرى كان يتمنى بشكل علنى فوز دونالد ترامب بسبب سياسة الحزب الديموقراطى الأمريكى التى أفرزت أخطر جماعة إرهابية فى التاريخ "داعش" والتى دعمت تنظيم الإخوان الإرهابى حتى هذه اللحظة.
وأشار الخبير فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه من الممكن أن تكون هذه الزيارة فرصة كبيرة لعودة العلاقات المصرية ـ الأمريكية عسكريا وأمنيا، وبالرغم أننى بشكل شخصى لا أثق فى نوايا الولايات المتحدة فيما يخص الشرق الأوسط، لكن لعبة التوازنات السياسية-الاقتصادية تحتم على القيادة المصرية مد أواصر التعاون مع كل القوى العظمى فى العالم.
وأوضح الدكتور عمرو الديب أن دونالد ترامب أعلن مرات عديدة عن نيته القوية للقضاء على الإرهاب فى الشرق الأوسط، ومصر تنكوى يوميا بعمليات إرهابية لذلك يجب علينا أن نستغل العلاقة القوية التى تجمعنا بروسيا وبوتين الواضح بنواياه للقضاء على كل الجماعات الإرهابية وبعلاقة السيسي بنظيره الأمريكى لكى نتخلص من خطر الإرهاب الذى يهدد الحياة السياسية والاقتصادية المصرية.
وفى النهاية، أكد المحلل المصرى أن مصر هى الدولة المحورية الوحيدة فى المنطقة غير معتمدة على المال ولا على النفط ولكن تعتمد على قوة جيشها، ودورها التاريخى المهم لكل دولة عظمى لها مصالح استراتيجية فى المنطقة العربية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة