أكد الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى أن مصر حتى عام 2030 سوف نحتاج إلى مليون مكان بالجامعات لمواكبة الزيادة السكانية فهناك ما يقرب من 36% فى المرحلة العمرية من 18-22 سنة، قائلا: "نحن كدولة نحتاج فى العشر سنوات القادمة استيعاب هذه الأعداد فى الكليات والجامعات مما سيرهق كاهل الدولة وموازنة الدولة، خاصة وأن العالم يتجه الآن إلى الجامعات الأهلية غير الهادفة للربح".
وأشار عد الغفار، فى بيان صحفى اليوم، أنه يمكن للجامعات الحكومية استغلال توسعها الجغرافى واستثمار المساحات والطاقات البشرية فى إنشاء جامعات أهلية تساهم فى تطوير التعليم ويخفف عن كاهل موازنة الدولة ويعظم دور الجامعات الأهلية فى التعليم، مشيرا إلى أنه فى إطار النهوض بالمنظومة التعليمية جار إعداد قانون يمكن الجامعات الحكومية من إنشاء الجامعات الأهلية، وكذلك التفكير خلال الـ 10 سنوات القادمة فى إنشاء كليات جديدة غير نمطية مثل كليات الطاقة وعلوم الفضاء للعمل فى وكالة الفضاء المصرية حيث أضيفت كلية علوم الطاقة والفضاء بجامعة بنى سويف وجار الدخول فى محور قناة السويس من خلال إعداد خريجين قادرين على العمل فى هذا المحور، وكذلك محافظة دمياط والتى تعد مدينة الأثاث العالمية لذا لابد من إعداد الطلاب فى دمياط لريادة الأعمال وللمشروعات المتناهية الصغر.
وشدد الوزير على الحاجة إلى إعداد برامج تعليمية تقلل من معدل البطالة وهى ريادة الأعمال وتعليم الطالب كيف يبتكر ويجد لنفسه فرصة عمل وإعداد مشروع صغير لذاته، وبناء عليه جار إعادة النظر فى المناهج التعليمية ومراجعتها للتعامل مع الطلاب فكرياً خاصة فى ظل الأحداث الأخيرة التى شهدتها البلاد فى طنطا والإسكندرية وذلك لضمان تصور فكرى وثقافى لهؤلاء الشباب فى مرحلة الجامعات، ولابد أن يكون للجامعات دور فى هذا المجال.
وفيما يخص البحث العلمى أكد الوزير أن مصر من أكثر الدول المنتجة للبحث العلمى على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا عدداً، فهى تمثل رقم 36 على مستوى العالم، مشيراً إلى أن هناك (125) ألف باحث ما بين عضو هيئة تدريس وهيئة معاونة وباحث ومساعد باحث، ولابد من تحديد أولويات البحث العلمى طبقاً لاحتياجات الدولة ومتطلباتها فى المرحلة القادمة سواء فى الطاقة أو الزراعة وغيرها.
وتابع: "لابد من الارتقاء بالبحث العلمى وبناء عليه تم مخاطبة كافة الوزارات المعنية سواء الزراعة أو الاسكان وغيرها حيث يتم عقد لقاء دورى أسبوعياً لوضع قائمة بأولويات البحث العلمى فى خطة قصيرة المدى وخطة متوسطة المدى وخطة طويلة المدى خلال العامين القادمين بحيث يتم وضع رؤية واضحة ومحددة للبحث العلمى يكون هناك أبحاث علمية مطبقة يخرج منها ابتكارات وحلول لمشكلات تعانى منها الدولة.
وفيما يتعلق بالبعثات أكد الدور الهام للبعثات فى نقل التكنولوجيا والخبرات العالمية للدولة، مشيراً إلى أنه جار إعداد القوانين والتشريعات للحد من هجرة الباحثين المصريين وضمان عودتهم لأرض الوطن للاستفادة بهم فى بناء وتحقيق التنمية المنشودة، خاصة أن مصر تنفق 4 مليون جنيه على المبعوث بعثة خارجية للحصول على الدكتوراه وذلك من موازنة الدولة، وفيما يتعلق بالوافدين أكد أن لدينا قوة تعليمية كبيرة وطاقة بشرية فى العلم والتعليم فى تاريخ مصر، ولدينا زخيرة كبيرة جدا فى التعليم متمثلة فى عقليات وإمكانيات وطاقات بشرية هائلة، وجار الآن تغيير خطة الوافدين للعمل على جذب الطلاب الوافدين بالتواصل مع الملحقيات الثقافية الذين لديهم طلاب يدرسون فى مصر للعمل على زيادة أعداد الوافدين ليكونوا سفراء مصر فى الدولة المحيطة، وجار العمل بشكل مركزى ومؤسسى فى الوافدين مع الجامعات والوزارات المعنية وإدارة الوافدين بالوزارة.
وفى سياق آخر، استقبل وزير التعلىم العالى والبحث العلمى مساء اليوم الخمىس، كلاً من تروى لولاشنيك السفىر الكندى بالقاهرة، والدكتور مجدى القاضى رئيس جامعة يورك بكندا، وبحضور دكتور عصام خمىس مساعد الوزىر نائب الوزىر لشئون البحث العلمى، وذلك بمقر الوزارة.
وخلال اللقاء أكد الوزير عمق العلاقات التى تربط بىن البلدىن وخاصة فى المجالات التعليمية والعلمىة والثقافىة، مطالبا بمزىد من التعاون بىن الحكومتين المصرىة والكندية من خلال توفير المنح الدرسية والمهمات العلمية والبرامج البحثية المشتركة فى المجالات ذات الأولوىة.
وتم خلال اللقاء بحث سبل تعزىز التعاون فى التعليم العالى بىن البلدىن، والاستفادة من خبرة العلماء المصريين بكندا فى تطوير التعليم العالى لخدمة الأجىال القادمة فى مصر.
ومن جانبه، أكد السفىر الكندى حرص بلاده على دفع وتشجيع التعاون الثنائى مع مصر خلال المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى استعداد بلاده لتقديم كافة وسائل الدعم للنهوض بالعملىة التعليمية فى مصر.
ومن جانبه، أكد الدكتور مجدى القاضى حرصه على خدمة بلده مصر بفتح قنوات للتعاون مع مصر فى مجال التعلىم العالى والبحث العلمى وخاصة فى مجال المشروعات البحثية ذات الاهتمام المشترك.
وحضر اللقاء الدكتور حسام الملاحى مساعد أول الوزير للعلاقات الثقافىة والبعثات وشئون الجامعات، ود. مجدى القاضى رئىس مجلس إدارة الكلية الكندية الدولىة فى مصر CIC، د. محمود حسىن رئيس الهيئة القومية للإستشعار من البعد وعلوم الفضاء.
وكان الدكتور خالد عبد الغفار، شارك فى افتتاح فعاليات الحفل النهائى لمسابقة (Imagine Cup)، الذى تستضيفه جامعة حلوان بالتعاون مع شركة ميكروسوفت العالمية، بهدف تنمية القدرات المعلوماتية الإبداعية لدى الشباب، متمنياً أن تكون أعمال المشاركين باكورة لإبداعات عديدة يفيدون بها مجتمعاتهم وبلادهم ويقدمون إضافة حقيقية لمسيرة التقدم الإنسانى.
وأكد عبد الغفار، حسب بيان إعلامى اليوم، أن مصر بها قوة بشبابها وأبنائها وأنها لن تنضب، وأن التعاون بين الجامعة وشركة ميكروسوفت يعد نموذجاً لاحتضان العقليات المبتكرة، والشراكة بين الجامعات وهيئات المجتمع المدنى، فالجامعة دورها فى تأهيل الطالب للمنافسة للالتحاق بسوق العمل وريادة الأعمال بحيث يتمكن الطالب من إعداد مشروع لذاته.
وشدد الوزير، على تقديم كافة أوجه الدعم للفائزين فى المسابقة سواء فى السفر للخارج لتمثيل مصر إقليمياً وعالمياً أو فى تقديم بعثات لهم، مؤكداً أن الفترة القادمة ستشهد دعماً احتضان للمبتكرين والمبدعين للمساهمة فى تحقيق التنمية.
وأعلن القائمون على المسابقة، الفرق الفائزة فى المسابقة وهم (5) فرق، فاز بالمركز الأول فريق The Revivals والذى سوف يسافر إلى لبنان لاستكمال باقى مراحل المسابقة، والثانى فريق Chat Bot، والثالث فريق Three Geeks، والرابع Bifold، والخامس Brain Freez.
وأشار الدكتور ماجد نجم فى كلمته إلى أن النهائيات المحلية هذا العام يتم عقدها لأول مرة بجامعة حكومية مصرية، وأن 20% من الحاصلين على جوائز هذه المسابقة من أبناء جامعة حلوان.
وعلى هامش الاجتماع قدم الدكتور هانى حسنى المشرف على المجمع الطبى بجامعة حلوان عرضاً تفصيليا عن المجمع الطبى ويضم 3 مستشفيات هى (المستشفى التعليمى بسعة 450 سريرًا، والمستشفى الاقتصادى بسعة 200 سريراً، ومستشفى الطلبة بسعة 100 سريراً) بإجمالى 750 سرير على مساحة 110 آلاف متر، وتبلغ التكلفة المبدئية للمجمع الطبى حوالى مليار و270 مليون جنيه.
وأوضح أنه من المتوقع أن يخدم أهالى منطقة حلوان، والمناطق المجاورة مثل المعصرة، وعزبة الوالدة، وأن المجمع الطبى يشمل 14 غرفة عمليات، و50 سرير رعايات مركزية، وحضانات، ووحدات غسيل كلوى حديثة، وأقسام الآشعة التشخيصية من جهاز رنين مغناطيسى، وآشعة مقطعية، وموجات صوتية، ووحدة السعة التداخلية، وأورام، ومعامل، واستقبال، وطوارئ، وإفاقة، وعيادات تصل إلى 30 عيادة تخصصية.
وأكد الوزير، ضرورة أن يكون بالمجمع الطبى جانباً بحثياً على غرار مستشفى 57357، وضرورة اختيار العناصر الإدارية بكفاءة.
وعلى هامش زيارته لجامعة حلوان افتتح خالد عبد الغفار كلية الطب جامعة حلوان، ووضع حجر الأساس للمجمع الطبى، وخلال جولته بكلية الطب تفقد معامل المحاكاة، والمهارات، والكيمياء الحيوية، وكذلك المشرحة، والمكتبة، ومدرجات الكلية.
وأشاد الوزير بالكلية والمجمع الطبى ومستوى الأداء التعليمى والتقدم التكنولوجى باعتباره صرحاً طبياً يضاف للمنظومة المستشفيات الجامعية خاصة أن الطلاب يدرسون على أحدث الوسائل التكنولوجية، وأن عدد أعضاء هيئة التدريس ملائم لأعداد الطلاب بالكلية مما يساهم فى إعداد كوادر طبية متميزة، كما دار حوار ودى بين الوزير والطلاب، والتقط معهم بعض الصور التذكارية.
ورافق الوزير خلال الجولة د. ماجد نجم القائم بعمل رئيس الجامعة، ود. ممدوح مهدى عميد كلية الطب، ولفيف من السادة الوزراء السابقين ورؤساء الجامعة السابقين وعمداء الكليات ورئيسى جامعتى الزقازيق والمنوفية.