تلقى روسيا بظلالها على الانتخابات الرئاسية فى جميع دول العالم، حيث يتهم قادة الدول والسياسيين روسيا بالتلاعب فى نتائج الانتخابات، مما سبب هوس كبير لأوروبا وأمريكا أن الدب الروسى له تأثير كبير فى اختيارات الرؤساء الجدد فى البلدان الأخرى.
ويوضح الخبير الروسى أنطون شيخووتسوف أن القوميين المتطرفين الأوروبيين مثل الجبهة الوطنية فى فرنسا يتبعون الكرملين، مشيرا إلى أنه فى عام 1980 سعى الفرنسيون لتأسيس امبراطورية جديد وهى امبراطورية اليورو والاتحاد السوفيتى، وهى نوع من الفاشية الشيوعية والتعاون الكامل مع الاتحاد السوفيتى.
وأشار الخبير إلى أن نظام بوتين، يستخدم الحلفاء اليمينيين المتطرفين لإضعاف الاتحاد الأوروبى وتقويض السلم الاجتماعى فى مجتمعات البلدان الأوروبية، حيث أن بوتين يدرك جيدا أن الحركات القومية تشكل تهديدا للوحدة الاجتماعية والسياسية للدول، ومن الممكن أن تقوم روسيا بتوفير الدعم المالى للقوميين المتطرفين.
وأضاف الخبير أنه منذ عام 2013 زارت مارين لوبان، موسكو مرارا وتكرارا وحصلت الجبهة الوطنية على قرض عدة ملايين يورو من البنك التشيكى الروسى الذى كان يملكه رجل أعمال مقرب من الكرملين، موضحا أن مارين لوبان تعلن أنها ستكون قادرة على جعل فرنسا تعيش مستقلة، ولكن سياستها الخارجية تشير إلى أنها لا تتردد فى الاعتماد على روسيا.
وأكد أنطون شيخووتسوف أن لوبان دعمت التدخل الروسى فى أوكرانيا، وبشار الأسد، موضح أن السلطات الروسية سعت دائما للحفاظ على العلاقات الجيدة مع الرئيس المنتخب (سواء فرانسوا هولاند أو نيكولا ساركوزي)، إلا أنه بعد أن انتقد الرئيس هولاند بوتين لمساعدة الأسد فى يونيو 2012، قرر الكرملين الاعتماد على لهجة صارمة مع فرنسا وتطوير العلاقات مع الجبهة الوطنية لتقويض السلامة العامة فى البلاد.
وفى عام 2016، أصبحت مارين لوبان الخيار الاحتياطى للكرملين، وهذا هو السبب فى فشل الجبهة الوطنية للحصول على قرض جديد من روسيا، حيث أعلن البنك التشيكى الروسى عن إفلاسه فى عام 2016، وأصبحت روسيا تلعب بورقة فرانسوا فيون المعروف بموقفه التصالحى واتجاه سياسته الداخلية والخارجية نحو روسيا.
ولكن بعد أن بدأ فيون خسارة شعبيته بسبب فضيحة زوجته، وتوجه الكرملين نحو لوبان والتى يعتبرها بوتين المفضلة.
وبعد التدخل الواضح من موسكو فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، أصبح المجتمع الأوروبى فى حالة تأهب للكرملين الذى يحاول التأثير على العملية الانتخابية فى الدول الغربية، وفرنسا - ليست استثناء من هذه القاعدة.
وكان قد انضم 11 مرشحا إلى سباق الرئاسة الفرنسية، الذى دخل حملاته المرحلة النهائية قبيل فتح باب الاقتراع فى الـ 23 من أبريل الحالى.
وهناك 3 مرشحين متقدمين، وبما أنه من غير المرجح أن يحظى أى منهم بأغلبية فى جولة التصويت الأولى، فمن المتوقع أن تجرى جولة ثانية يشارك فيها مرشحان فقط فى السابع من مايو.
وللمرة الأولى منذ 15 عاما، تحظى الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة بأمل واقعى للفوز بالرئاسة تحت زعامة مارين لوبان. ولكن المرشح الوسطى ايمانويل ماكرون ينافس لو بان فى استطلاعات الرأى بعد أن تكفلت تحقيقات فى استخدام الأموال العامة بتقويض آمال مرشح يمين الوسط فرنسوا فيون.
ولأول مرة فى تاريخ فرنسا المعاصر، امتنع الرئيس الحالى - الاشتراكى فرنسوا هولاند - عن الترشح لفترة رئاسية ثانية نظرا لضعف التأييد الذى يحظى به فى استطلاعات الآراء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة