هل أصبحت قلوبنا متحجرة أم تجرّدنا من المشاعر فلم تعد الأحداث تهزّنا؟
أانعدمت صفة المروءة لدينا فبخلنا بأقل شعور أو تعبير ولو بنفاق؟
أيعود سبب تحجّر مشاعرنا لسلبيتنا أم لاعتيادنا رؤية مشاهد القتل وسفك الدماء فغدا الأحمر القانى لوناً طبيعياً فى حياتنا؟
هل تلاشت مشاعر المحبة والألفة بيننا ليحل مكانها الكره والبغض؟ أم هو القلق والتوجّس من مجهول يطاردنا نخشى أن ينزع منا راحتنا وسلامتنا؟
واقعنا العربى مرير ... مشاهد إراقة الدماء غدتْ لا تؤرّقنا ولا تقلق مضاجعنا حتى أنها لا تزورنا على هيئة كوابيس تنغّص منامنا.
أصبح فقد الأحبة والخلاّن لا يشغلنا، ما دمت حياً فليمت الجميع... وما دمت طليقاً فليُسجن الآخرون..وما دمت أتنفّس فلا يعنينى غرق الجميع.
إنها الأنانية التى جلبت علينا الوبال وبسببها عمت الفوضى وانتشر الدمار ... يُقتل المرء ويُضرب ويُهان ويُهجّر بلا جرم اقترفه أو ذنب جناه ... ترمّل النساء ويُيتّم الأطفال وتُفجع الأمهات ويُهان الشيوخ وتُهدر كرامة الرجال دون حسيب أو رقيب.
بنو جلدتنا فى جحيم وغيرهم من الأمم فى نعيم ... بنو جلدتنا فى ذل وانكسار واحتقار وهوان والآخرون فى عز وعلو وسرور ... فكيف تبدّل حالنا من العلو إلى الحضيض؟
للأسف ... أنه الواقع المذرى الذى لا يمكن أن نتجاهله، فنحن فى حقيقة الأمر غرقى فى مستنقع وحلٍ لا نعرف كيف الخروج منه بعقلانية، ونرى اليابسة قريبة ولكن يحول بيننا الوحل أن نضع أقدامنا على تلك الأرض الصلبة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة