فى مؤشر على مساعى ساكن البيت الأبيض الجديد دونالد ترامب ليس فقط لتغيير سياسات سلفه باراك أوباما، بل لقطع أذرعه فى قصره الرئاسى، فقام بإبعاد كل من تثار حول ولائهم شكوك، حيث أصدرت إدارته فى بداية إبريل الجارى، قراراً بنقل الأمريكية ذات الأصول الإيرانية سحر نوروز زادة من وظيفتها كعضو فى مكتب السياسات الخارجية للبيت الأبيض إلى مكتب الشئون الإيرانية، بسبب ما أشيع عن موالتها المطلقة لأوباما وسياساته، ويشير هذا الإقصاء أيضا إلى سياسة المواجهة التى انتهجها ترامب حيال دور إيران، وهو ما يختلف عن سياسات سلفه فى التقرب ومغازلة هذا البلد.
سحر-نوروز-زاده بجانب أوباما
وكشفت تقارير اعلامية أمريكية أن قرار نقل نوروز زادة جاء على خليفة شكوك حول ولاءها كموظفة أمريكية ذات أصول إيرانية تعمل بالقرب من لرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فضلا عن أنها من الشخصيات المقربة من أوباما وهو ما دفعه إلى إقالتها من البيت الأبيض، حيث شكك موقع بريت بارت فى الدور الحقيقى الذى تؤديه الموظفة.
وأشارت تقارير اعلامية إلى أن أوباما استخدم الموظفة المذكورة لمغازلة طهران فى الأشهر الأخيرة من حكمه لاسيما بعد توقيع الاتفاق النووى، حيث لعبت دور فى وضع السياسات الأمريكية - الإيرانية بالبيت الأبيض، وتم تعينها فى سبتمبر 2016 كمتحدثة للخارجية الأمريكية باللغة الفارسية، وينظر إليها بأنها أعضاء اللوبى الإيرانى "المجلس القومى للإيرانيين فى أميركا" (ناياك) أى (National Iranian American Council (NIAC فى الولايات المتحدة.
وتم الإعلان عن نقل الموظفة من عملها بعد قرابة 8 أشهر من انضمامها إلى فريق التخطيط فى الخارجية الأمريكية، ووصفها قرار النقل بأنها "موظفة ذات سمعة متميزة فى عملها، وتتوقع لها الخارجية الأمريكية الاستمرار فى أداء عملها الهادف إلى تعزيز الأمن القومى للولايات المتحدة".
وانضمت سحر نوروز زادة إلى الحكومة الاتحادية الأمريكية عام 2005 خلال إدارة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، لكن ذاع صيتها إبان عهد، وشغلت منصب مديرة قسم إيران بالخارجية الأمريكية، وبعد أن استحدثت الخارجية الأمريكية منصب المتحدث باللغة الفارسية فى أبريل 2011، وعينت الدبلوماسى آلن أير، خلفته نورز زادة فى هذا المنصب من أجل مخاطبة إيران مباشرة عبر وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية ومواقع الخارجية الأميركية الناطقة بالفارسية.
نوروز زادة تعرف جون كيرى بالثقافة الفارسية
وعملت الموظفة ذات الأصول الإيرانية، أيضا كمديرة لشؤون إيران فى مجلس الأمن القومى الأمريكى، كما أنها لعبت نوروز زادة دورا كبيرا فى صياغة شكل الاتفاق النووى، الذى تم توقيعه إبان فترة حكم الرئيس السابق باراك أوباما، حيث كانت تعمل كأحد أعضاء مكتب الرئيس الأميركى حول المفاوضات النووية ما بين إيران ومجموعة الدول 5+1 بالتزامن مع حضورها فى مجلس الأمن القومى فى البيت الأبيض.
فى مقابلة سابقة قالت نوروز زادة التى تتحدث اللغات الفارسية والعربية والإسبانية والدارية، إضافة إلى الإنجليزية، أن الولايات المتحدة مستعدة لفتح قنوات جديدة مع إيران، وقالت إنها المسئولة عن شؤون إيران فى فريق وزير الخارجية الأمريكى السابق جون كيرى، ووظيفتها هى تقديم التحليلات اللازمة لوضع سياسات واستراتيجيات طويلة الأمد، وأن أقدم المقترحات حول إيران إلى وزير الخارجية.
نوروز زادة الامريكية
وكانت سحر نوروز زادة هى أول امرأة أمريكية من أصول إيرانية شغلت منصب إدارة قسم إيران فى مجلس الأمن القومى فى البيت الأبيض الذى هو من أهم الفرق والمجموعات الاستشارية للرئيس الأمريكى لاتخاذ قرارات حول الأمور الأمنية والعسكرية والدبلوماسية، وتم تكريمها من قبل عدة جهات حكومية فى الولايات المتحدة، وتسلمت جوائز من إدارة المعلومات القومية والشرطة الفيدرالية ومركز مكافحة إنتاج وتوسيع أسلحة الدمار الشامل ووزارتى الدفاع والخارجية، كما حصلت على الميدالية العالمية لمكافحة الإرهاب من وزير الدفاع الأمريكى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة