استضاف "ملتقى الكتاب" ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائى للطفل، أربعة تجارب إبداعية متخصصة بأدب الطفل، فى ندوة حملت تساؤل: "من أين تأتى أفكار الكتابة" قدم فيها المشاركون شهادات من تجاربهم فى القصة والقصيدة، متوقفين عند محطات ولحظات فارقة فى علاقتهم مع الكتابة.
وجمعت الندوة التى أدارتها الكاتبة العمانية، الدكتورة فاطمة الواتى كل من سامان شامسى، وجاش نايار، وناندى ناير، وسناء شيبانى، حيث كشف كل منهم أثر الواقع، والماضى، والمشاهد العابرة، فى تقديم أفكار للكتابة، تتجاوز صورتها الظاهرة، لتصل إلى أفكار عميقة وإنسانية كبيرة.
واستهلت الندوة الكاتبة سامان شامسى بسرد حكاية واحدة من القصص التى كتبتها مؤخراً، لتبين آلية اختيارها لأفكار نصوصها، حيث قالت: كنت فى إحدى الأيام أعبر جسراً فى العاصمة البريطانية لندن، فشاهدت بطة تسبح فى الماء وحيدة، وتعبر من أسفل الجسر، تاركة، خلفها حلقات تماوج الماء، فأثارنى المشهد للحد الذى وقفت على الطرف الأخر من الجسر حتى أتابع رحلتها، فقررت حينها كتابة قصة حول تلك البطة، إذ بنيت حكاية تخيلية للأطفال، أنسج فيها حواراً بين طفل وبطة، تروى فيه لماذا هى وحيدة، ولماذا اختارت أن تظل كذلك؟.
وعرض الشاعر جاش نايار تجربة فريدة فى كتابة القصيدة، أوضح فيها، أن القصيدة فى الكثير من الأحيان لا يجب أن تكون مفهومة المعنى، وتحمل أفكاراً كبيرة، لكن أحياناً من الجميل أن تكون مكتوبة بمفردات ذات إيقاع موسيقى جميل، يثير الدهشة، والفرح فى نفس القارئ، مؤكداً أنه يطبق هذا فى نصوصه الشعرية، بالاستعانة بأحد المواقع الإلكترونية التى تقدم مرادفات الكلمة الصوتية.
وقرأ نايار عدداً من قصائده، توقف فى كل واحدة منها، عند تجربته فى الحصول على فكرتها، فألقى قصيدة تروى حكاية من طفولته، يقول فيها: "إنه فى إحدى الأيام كان طفلاً يلهوا على الشاطئ، وحين قرر العودة إلى والدته، احتضن ساق سيدة كان يعتقد أنها ساق أمه، وراح يصرخ ماما، ماما، وحينها، نظرت إليه السيدة، وقالت يبدو أنك، أخطأت يا عزيزي، وراحت تضحك، وراح والديه يضحكان، ومنذ حينها قرر أنه لن يحتضن أحداً أبدا.
ولخصت القاصة ناندينى ناير تجربتها فى استلهام الأفكار، بالقول: أجد نفسى فى الكثير من الأحيان أعود بالزمن إلى الوراء، واستعيد حكايات مرت على فى طفولتى لكتابة قصصى، الأمر الذى يجعل بعض النصوص أشبه بتحويل مشاهد من سيرتى، إضافة إلى أننى أجد التاريخ مادة غنية بالأحداث والمواقف، والعبر التى يمكن أن تكون قصصاً إبداعية، بقوالب جديدة ومغايرة.
وانطلقت القاصة سناء شيبانى من تجربتها الشخصية فى عيشها تفاصيل الحرب الأهلية اللبنانية، معتبرة أن الواقع والتجربة هى المساحة الأكثر خصوبة للعثور على أفكار نادرة، وجديدة، وعميقة، مشيرة إلى أنها تعيش تفاصيل يومها بحالة من التأمل فى كل ما يمر عليها، إضافة إلى أنها ترتبط بعلاقة مع الحيوانات، وتتواصل معها، وتفهم تعابيرها، لتضيف إلى منافذ أفكارها بعداً جديداً، قائماً على تعميم الإنساني، ونقل التجربة بفرح وحب، بدلاً من العنف والقتل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة