ربما لم يلمع اسم فى مجال الإنتاج السينمائى، طوال السنوات الأخيرة مثل المنتج أحمد السبكى، فالرجل أحب الصناعة وأخلص لها، ومنحها وقته وعقله وأعصابه وأمواله، حتى صار علامة أصيلة فى سوق السينما بمصر.. بل فارس الإنتاج السينمائى.. أفلامه تصنّف باسمه وليس بأسماء نجومها.. أعماله تحقق أعلى الإيرادات مهما طالتها ألسنة وأسهم النقاد.
أحمد السبكى
سجل أحمد السبكى يحوى الكثير من الحكايات من أحمد زكى لـ"محمد رمضان"، ومن نادية الجندى حتى إيمى سمير غانم.. وكما له تجارب تجارية مثل "عبده موتة" و"قلب الأسد"، له أيضا تجارب محترمة منها فيلم "الماء والخضرة والوجه الحسن" بطولة ليلى علوى، منة شلبى، إخراج يسرى نصر الله، الذى عُرض بمهرجان "لوكارنو السينمائى" فى دورته الماضية، و"الليلة الكبيرة" إخراج سامح عبد العزيز، وعُرض بمهرجان القاهرة السينمائى" و"ساعة ونص" إخراج وائل إحسان.. "اليوم السابع" ذهبت لمحاورة المنتج الكبير عن أفلامه وحكاياته، وإلى نص الحوار..
السبكى والعباس السكرى
متى بدأت الإنتاج السينمائى؟.. وكم عدد الأفلام التى أنتجها السبكى؟
الرحلة بدأت من عام 1990، واستمرت إلى الآن، يحق لى أن آخذ نفسًا عميقًا وأقول: «بقالى 27 سنة سينما»، وفى تلك السنوات أنتجت ما يقرب من 80 فيلما، وهذا إنجاز كبير يتمنى أى منتج تحقيقه.. السبكية يحبون المهنة والصنعة، ولعلك ترى عقب انتهاء تصوير فيلم أبدأ فى تصوير آخر وأحيانا فيلمين فى وقت واحد، ومهنة السينما ورثتها لأولادى كريم وخالد ومحمد، وهم «حابينها جدا لأنهم توارثوها من خلالى»، وأعلنها بكل صراحة: «أنا مليش شغلانة غير السينما».
بعد 27 سنة سينما.. كيف ترى نفسك؟
«ولا حاجة».. والإنتاج بالنسبة لنا حاجة سهلة مش صعبة الحمد لله، وقطعت فى الصناعة شوطا كبيرا، منذ شبابى و«أنا مبعملش حاجة غيرها».
السبكى
هل يكسب أحمد السبكى من صناعة السينما؟
«على حسب، مش فى كل الأحوال»، فبعض الأفلام أنتجتها وخسرت فيها مثل «حملة فريزر» تكلفته الإنتاجية كانت ضخمة ولم يحقق الفيلم أرباحا كبيرة، وأيضا فيلم «30 يوم فى العز»، وهناك أفلام نجحت منها مثلا فيلم «عشان خارجين» كسب، لكن فى النهاية «كله بيشيل بعضه».
السبكي
أنت محظوظ؟
نعم، محظوظ فى السينما وهو توفيق من عند ربنا، يعنى الدنيا حلوة عشان ربنا بيبارك، وعمرى ما حسبتها دايما ماشى بالبركة، ولا أتذكر أنى عملت ميزانية لأى فيلم.
هل يُغضبك النقد؟
«اللى يقول يقول، واللى يسمع ويدى ودانه للناس مش هيشتغل»، وكل أفلامى حلوة، وأقل فيلم عندى أحلى من أكبر فيلم، العمل اللى فيه رقص ناس بتحبه، واللى فيه دراما له جمهور، والأكشن له الزبون بتاعه، كل شىء له مذاق.
المنتج احمد السبكى
من الذين أوفوا لأحمد السبكى؟
محمد سعد، وإيمى سمير غانم، وحسن الرداد.
محمد سعد
يجاملك النجوم فى أجورهم؟
«عادى ممكن يحصل»، وبكل صراحة أنا معرفش قيمة الأجر الذى يتقاضونه مع الآخرين، حتى يتبين لى إذا كان هناك نوع من المجاملة أم لا.
من هو نجم الشباك فى الوقت الحالى؟
الفيلم الحلو هو نجم الشباك.
أحمد حلمى
بالنسبة للأشخاص؟
أحمد حلمى نجم الشباك بلا جدال، ومحدش يقدر يقول غير كده، ويليه أحمد السقا ومحمد رمضان، لكن من وجهة نظرى الفيلم الحلو هو نجم الشباك.
من هى نجمة الشباك؟
ياسمين عبدالعزيز نجمة الشباك بلا منافس، ومنى زكى بعيدة عنها.
ياسمين عبد العزيز
ونيللى كريم؟
ممثلة قوية بس مش نجمة شباك، هى ناجحة فى الدراما ولها اسم كبير لكن فى السينما لسه.
نيللى كريم
ماذا تقول عن محمد رمضان؟
محمد رمضان فى تزايد، لكن عندما قدم الكوميدى حجمه قل، «لأن الناس مش عايزاه فى كده، هو ممثل كويس قوى، لكن الناس حباه فى الأكشن وليس فى الكوميدى».
ومحمد إمام وحسن الرداد؟
محمد عادل إمام ممثل كويس وله مستقبل، والرداد عمل حاجات حلوة واللى جاى أحلى، وإيمى سمير غانم نجمة مصر الأولى هى وشقيقتها دنيا.
حسن الرداد
ما هو أخطر شىء على النجم؟
«أخطر حاجة على النجم الفيلم الوحش، ولو معملش اللى الجمهور حبه فيه مش هيكون نجم شباك، وأنا مع تكرار الأدوار طالما الناس بتحبها».
احمد السقا
لماذا لم تتعاون مع السقا وكريم عبد العزيز وأحمد حلمى؟
مسألة نصيب، والسقا اشتغل مع أخويا محمد، وكريم عندما بدأ كان مع وائل عبدالله واستمر، وحلمى بدأ مع وليد صبرى وأكمل معه، لكن عندما جاء ورق مناسب للسقا مع شقيقى محمد السبكى وافق على العمل معه فى فيلمه «هروب اضطرارى».
كيف ترى المنافسة بينك وبين شقيقك محمد؟
المنافسة بينى وبين محمد عادية، كله بيصب فى قالب واحد، والعيد الصغير نازلة فيه أفلام كويسة، واللى هياكل الفيلم الحلو.
من هى أفضل راقصة من وجهة نظرك؟
كلهن شبه بعض، صافيناز زى غيرها، وبنستعين بالراقصة عشان الدعاية، لكنها ليست أساسية فى الفيلم، وأفلام العيد تحتاج لوجود هذه النوعية.
صافيناز
هل تفرض وجهة نظرك على المخرج؟
أحيانا بتدخل لما فى حاجة تستدعى بقولها، بحكم إنى عارف الجمهور عايز إيه.
بم تقاس نجومية الفنان؟
بشباك التذاكر طبعا، الصناعة نفسها قائمة على الشباك.
بحكم عملك مع نور الشريف وأحمد زكى هل كانا نجمَىْ شباك؟
طبعا لهما أفلام «كسرت الدنيا»، مثلا «كابوريا» لأحمد زكى «كسر الدنيا»، وأيضا «الرجل الثالث» أحمد زكى نجم شباك، ونور الشريف عمل أفلام كثيرة احتلت صدارة الشباك.
فكرت فى التعاون سينمائيا مع الزعيم عادل إمام؟
أى بنى آدم فى الدنيا يتمنى يشتغل مع عادل إمام، وكان هناك مشروع بيننا لم يكتمل، والزعيم «ميتكررش أبدا» وللعلم عادل إمام مابيوقعش ولو عاش ألف سنة هيبقى النجم الأول، ودى حاجة من عند ربنا.
الزعيم عادل امام
كيف ترى وجود فيلمين يشارك بهما محمد رمضان فى موسم واحد؟
«غلط طبعا» ده تأثيره سلبى على محمد رمضان أن يكون له فيلمان، لأن الزبون بتاعه هيتقسم على اتنين، شوية للفيلم ده وشوية للتانى، ومحدش يقولى ده نوعية وده نوعية، مفيش الكلام ده، كده بتشتت الزبون، وده يضر بمحمد رمضان.
صف لنا المشهد السينمائى الحالى؟
الصناعة فى خطر شديد بسبب «القنوات الشمال» التى دأبت على سرقة الفيلم من السينمات وعرضه على شاشتها، إضافة إلى بعض «المرتزقة» الذين دخلوا السوق السينمائى فى الخفاء لإنتاج بعض الأفلام وبيعها للقنوات المشفرة، هؤلاء «مالهمش فى المهنة، وبوظوا سوق السينما فى مصر، واللى ملوش فيها بقى يدخل يشتغل ويعمل أى حاجة كده وبس، لعرضها على القنوات دى، ولما نيجى ننزل الفيلم فى السينمات وبعدها نعرضه للبيع محدش بيرضى يشتريه ومبيجبش قرش».
وما الأضرار الناتجة عن ذلك؟
«الناس اللى بتعمل أفلام كبيرة بطلت تشتغل وكله راح للدراما، والقنوات مش بيشتروا الفيلم لأنه مضروب على أكثر من قناة من القنوات الشمال، والحكومة مش بتعمل معاهم حاجة، ولا حتى غرفة صناعة السينما ولا أى حد عارف يعمل معاهم حاجة، عكس المسلسل يتباع حصرى لقناة واحدة، أو لعدد من القنوات.
المنتج احمد السبكي
وأين الحل؟
يجب إغلاق القنوات الشمال لصالح الصناعة، «عشان يبقى فى منفذ للبيع فى القنوات للأفلام السينمائية أسوة بالدراما، وطول ما القنوات دى موجودة الصناعة فى خطر وممكن الحكومة تصل للقنوات عن طريق المعلن ومباحث المصنفات تجيبه، بس للأسف معرفش ليه مبيتحركوش».
وكيف ترى مبادرات رجال الأعمال مثل خلف الحبتور لصناعة السينما؟
أهلا وسهلا به، وتكاتف رجال الأعمال جيد جدا، وفرحان إنه تسبب فى عودة خالد يوسف كمخرج على الأقل السينما تستفيد منه، لأنه مخرج كويس.
المنتج السينمائى احمد السبكى
لماذا لا توجد عدالة فى التوزيع السينمائى؟
أولا وأخيرًا «الفيلم الحلو بيفرض نفسه»، لكن فى بعض شركات الإنتاج تلجأ لشراء تذاكر سينما، لكى تصنع لنفسها وجودا من العدم، و«تعمل لنفسها برستيج»، لكن «اللى بينتج من عرقه ودمه زى حالاتى صعب إنه يشترى»، وأيضا المنتجين اللى قلبها على الصناعة هؤلاء «بيشتغلوا بضمير وعمرهم ما يشتروا تذاكر من الشباك».
التوزيع الخارجى مفيد للمنتج؟
بعتمد اعتماد كامل على إيراد التوزيع داخل مصر، وليس الخارجى، الإيراد جوه البلد هو اللى بيصنع النجم، والحمد لله كنت وش الخير على نجوم كتير.
المنتج
مع الأفلام الترفيهية أم التى تحمل حسا سياسيا؟
ضد أفلام السياسة بتاتا، ومع الأفلام «اللى متشغلش بال المشاهد» الناس مش ناقصة.
هل فكرت فى إنتاج فيلم عن حياة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك؟
«صراحة أنا بحب حسنى مبارك، وبحترم أولاده علاء وجمال مؤدبين ومحترمين و10 على 10، وعندما ألتقى بهما فى المناسبات أرى تقديرهما لى، لكن لم يخطر فى بالى إنتاج فيلم عن حياة مبارك، لأنى مليش فى السياسة أبدا».
كيف ترى الواقع السياسى الآن؟
الدنيا احلوّت بقدوم الرئيس السيسى.