قد يأتى تصوير أحداث التاريخ وبطولاته الكبرى من خلال كتب تعليمية مبسطة، وعبر موسوعات تخصصية تقرأ حقبة زمنية ومكانية بعينها، كما يمكن أن يأتى من خلال تصويرها فى الكتابات الأدبية، فأيهما أنسب لطفل اليوم كى يلتحم بتاريخه، هل الكتابة العلمية الميسرة، أم إبداعات الأدب التاريخى المبسط؟.
بهذه التساؤلات، بدأت الكاتبة الدكتورة العمانية وفاء الشامسى، جلستها الحوارية "تواريخ تروى" التى جاءت ضمن فعاليات النسخة التاسعة لمهرجان الشارقة القرائى للطفل، وأدارها الصحفى محمد أبو عرب.
وأوضحت الشامسى، فى استعراضها لمحاور نقاشها، أنه أجرت مؤخراً استطلاعا ميدانيا لقياس اتجاهات الرأى فى محافظتها بعمان، حول الطرق التى يحب الأطفال من خلالها التعرف على الأحداث التاريخية، وأكدت أن نتائج الاستطلاع بينت أن 95% من الأطفال يفضلون معرفة التاريخ من خلال قراءة القصص التاريخية، التى تصاغ فى قالب أدبى شيق وجميل مدعم بصور جاذبة.
وقالت الشامسى، تعتبر القصة السردية التاريخية من أهم الوسائل التعليمية التى يميل إليها الطفل أثناء بحثه عن الحقائق التاريخية، إلى جانب كونها تساهم بشكل كبير فى بناء شخصية الطفل، وتعزز القيم الايجابية فيه، حيث أنها تجعل منه قادراً على المقارنة ما بين شخصيته وشخصيات القصة، ليأخذ الجوانب الإيجابية ويترك كل ما هو سلبي.
وحول كيفية تقديم التاريخ للطفل، إذا ما حمل فى طياته مشاهد عنف، أوضحت الشامسى أنه علينا ألا نكذب على الطفل، وأن ننقل له الأحداث التاريخية كما هى، بدون أى رتوش أو تجميل، وذلك لضمان عدم تعرضه إلى صدمات نفسية، عند اكتشافه للحقائق مستقبلاً.
وتابعت الشامسى أنه فيما يخص كيفية سرد الأحداث التى تحتوى على أعمال عنف، ينبغى تحديد الفئة العمرية التى تخاطبها القصة، ومن ثم اختيار مفردات تناسب هذه الفئة، وعلى الكاتب ألا يكتفى بالسرد فقط، فينبغى عليه تقديم حجج منطقية للأسباب التى دفعت للدخول إلى ميادين العنف، بعدها يتوجب على الكاتب أن يتجه للتعاون مع رسام مناسب ليكمل الكلمات بالصور والرسومات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة