"الإخوان" وموقفها من مذابح الأرمن
حلت الذكرى الـ 102، لمذابح الأرمن، خلال الساعات الماضية، وسط اعترافات العالم وانتقاد لتلك الممارسات التى ارتكبتها تركيا ضد الشعب الأرمينى، ولكن على الجانب الآخر، نجد جماعة الإخوان التى تزعم اهتمامها بحقوق الإنسان، وتطالب منظمات عالمية بالتدخل لإنقاذها، ولكنها لا تعترف بمذابح تركيا ضد الأرمن، أملا فى مزيد من التقرب تجاه السلطة التركية.
فى بيانات سابقة، أعلنت جماعة الإخوان رفضها الاعتراف بمذابح الأرمن، لكنه فى الوقت الذى يشجب فيه العالم هذه المذابح فى ذكراها، ما زالت تتبارى الجماعة فى نفاق السلطة التركية، وأردوغان عبر برقيات تهنئة ودعوات بالتوفيق له، بعد تمرير استفتاء التعديلات الدستورية الذى عقد الأسبوع الماضى، وكذلك نشر المركز الإعلامى للإخوان فى لندن، التابع للتنظيم الدولى، برقية تهنئة أرسلها إبراهيم منير أمين التنظيم الدولى للإخوان لرجب طيب أردوغان، داعيا له بالتوفيق.
وفى هذا السياق، يقول أرمن مظلوميان، رئيس الهيئة الوطنية للأرمن بالقاهرة، إن جماعة الإخوان لم تعترف بهذه المذابح، وما زالت تحاول التقرب من تركيا لمصالحها السياسية، واعتبارات دينية تعتبرها الجماعة أنها تخدمها وتخدم مصالحها، مضيفا لـ"اليوم السابع" أن هناك عددا من دول العالم اعترفت بمذابح الأرمن، بل إن هناك جمعيات تركية اعترفت بهذه المذابح، ونحن نريد من أردوغان أن يعوض الشعب الأرمينى، وكذلك يعيد حقوقه.
وأوضح رئيس الهيئة الوطنية للأرمن بالقاهرة، أن البعض يعترف بمذابح أرمينيا لمصالح سياسية واقتصادية أو مواءمات، ونحن نريد تعاطفا إنسانيا، ولا نقبل اجتزاء هذه المذابح، متابعا: جماعة الإخوان قد لا تكون اعترفت بمذابح الأرمن لأننا أقباط، وهم لديهم موقف من هذا.
من جانبه، علق الدكتور جمال المنشاوى، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، بأنه لا يمكن للإخوان أن تعترف بمذابح الأرمن والمتهم بها الأتراك وهم من يحتضنهم الآن.
وأضاف الباحث فى شئون الحركات الإسلامية: "لا يستطيع الإخوان الاعتراف بالمذبحة وإلا فقدوا سندهم ومن يأويهم وأدخلوا أنفسهم فى متاهة يرون أنفسهم بعيدين عنها وفى رأيهم لن تفيدهم فى شىء بل تسبب لهم الضرر، وتفقدهم حليفا أساسيا لهم، خاصة أن أوروبا تضغط أيضا فى هذا الجانب، وهو اعتراف تركيا بهذه المذابح، فلو فعل الإخوان ذلك لاكتسبوا عداء تركيا وهو ما يتجنبونه فى هذه المرحلة على الأقل.
وفى السياق ذاته قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن سبب عدم اعتراف الإخوان بمذابح الأرمن متعلق بتركيا، والجماعة لديها مصالح قوية مع تركيا فى هذه الفترة.
وأضاف الباحث الإسلامى: الأمر لا يقتصر فقط على الأرمن فالإخوان لا تريد الاعتراف بما ارتكبته السلطة العثمانية من اضطهاد للعرب والمصريين على وجه الخصوص والتسبب فى إعاقة نهضتهم بل يسعون لإعادتها وبعثها من جديد لأنها تخدم وصول الجماعة للسلطة كإمارة تابعة لها مبايعة للخليفة الجديد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة