"الجورة".. إحدى اكبر قرى مركز الشيخ زويد بشمال سيناء، حضرت المقارنة بين يومياتها أثناء فترة الإحتلال الإسرائيلى لسيناء وحاضرها اليوم والدولة تخوض حربها ضد الإرهاب، فالقرية الشهيرة بمأذنة مسجدها العالية وميدانها الواسع وكلاهما يحمل اسم "الشيخ خلف"، سجل ابنائها إبان فترة الاحتلال تمسكهم بأرضهم،ورفضهم كل عروض وإغراء عصابات الصهاينة بيعها لهم والتوقيع على صكوك ورقية بالبيع، وعاد التاريخ ليكتب المشهد بشكل مختلف إذا يخوض الابناء معركة صمود نادرة من نوعها وهم يتمسكون بأرضهم ويرفضون تركها للإرهاب والخراب.
مسجد القرية ومقر ديوانها
الصمود
الصمود هو الكلمة الدارجة على لسان من يتمسكون بأرضهم فى الحاضر، وكلما وهنت عزيمة أحدهم ذكرهم اخر بما كان عليه ابائهم وأجدادهم عندما واجهوا خطر الموت وإغراء النفوس بالمال والقرى البديلة ، وهم كانوا يسكنون العشش البسيطة .. بهذه الكلمات يصف صبر الأهالى الشيخ عرفات خضر سالمان ،وهو أحد ابرز رموز قرية الجورة، ويلتف حوله الأهالى فى مجلس عامر يجاوره مسجد تتقدمه مأذنة عاليه.
اهالى يتناولون طعامهم
الشيخ عرفات، يتذكر الماضى عندما كان طالبا فى المراحل الإعدادية والثانوية، وشهد صمود ابائه عن قرب، كيف واجه الأهالى وهم بسطاء المحتل برفض بيع الأرض والصمود، وتزعم هذا الصمود "الشيخ خلف الخلفات" صاحب الدور الوطنى البارز، الذى كان كل ما يشغله فى الفترة التى أعقبت احتلال سيناء هو عدم التفريط فى اراضى قرية الجورة للمحتل ، وحاول الصهاينة استمالة الأهالى وتصدى لهم الشيخ خلف ، وحاولت القيادة العسكرية الإسرائيلية التدخل وفرض الأمر بالقوة بالعمل على تهجير الأهالى تحت قوة السلاح .
اطفال القرية
وواجه الأهالى الأمر بالثبات فى المكان، وهو ما استدعى قيام قوة اسرائيلية بالقبض على الشيخ خلف واحتجازه رهن التحقيق لمدة 3 أشهر متواصلة، وبعد خروجه من غرف التحقيق لم يخضع لهم وكانت مقولته الشهيرة التى يرددها للأهالى " هذه الأرض أرضكم أرض الآباء والأجداد وقد عدنا إليها بقوة السلاح فلا تفريط فيها ".
وتصدى الأهالى لأساليب الضغط التى يمارسها عليهم الاحتلال باستبدال العشش التى يسكنوها ببيوت من الحجر، وفى 2 سبتمبر 1973 عقدت القيادات الإسرائيلية اجتماعا مع قيادات المنطقة القبلية وأخبرتهم بسرعة إخلاء منطقة الجورة وما حولها إلى ما بعد قرية الخروبة غربًا إلى العوجة حفير جنوبًا وإلى الحدود الدولية شرقا وإلى أبوطويلة شمالا وتلك المساحة التى تقدر بحوالى 1450 كم مربعا وهو ما زاد الأهالى اصرارا على التمسك بأرضهم ما ادى لقيام القوات الإسرائيلية بمعاودة القبض على الشيخ خلف باعتباره رمز المكان واحتجازة لمدة 6 شهور انتهت بمرورأحداث انتصارات اكتوبر وماتلاها من اتفاقيات حتى تحررت سيناء.
لقطة قديمة لجيل ابناء القرية فى الماضى
وأضاف انه عند تحرير سيناء كانت الجورة اول قرية شرق العريش يرفع عليها العلم المصرى، وكان الشيخ خلف مرافقا لوفد مصر الرسمى فى رفع العلم فى سماء مدينة رفح بعد جلاء اخرى جندى اسرائيلى.
ابناء القرية فى الحاضر
واقع الأمس يتكرر
واشار الشيخ عرفات خضر أن واقع الأمس يتكرر اليوم بشكل مختلف حيث يصمدون فى ظل ظروف ليست بالسهلة، فالطرق مغلقه منذ قرابة نصف عام ويتنقلون على عربات الكارو لإحضار متطلبات معيشتهم، واستطاعوا بجهود ذاتية أن يبقوا على مدارسهم مفتوحة ويعوضون غياب المعلمين بدروس يلقيها المعلمين من بينهم، والتعاون بين بعضهم والاعتماد على حفر ابار مياه للشرب منها، معربا عن امله أن يلتفت الجميع لحالهم ويعمل على سرعة تلبية متطلباتهم وان تعود قريبا مناطقهم كما كانت.
عاصمة الجنوب
وقال إن قرية الجورة عقب تحرير سيناء يطلق عليها عاصمة الجنوب فهى اكبر قرى جنوب الشيخ زويد، وبها تتوفر فروع ومكاتب كافة المصالح الحكومية والمدارس بمختلف مراحلها والمعاهد الأزهرية، ولدى سكانها حرص على التعليم وتخرج من ابناء القرية مئات الشباب حملة الشهادات العليا والمتوسطة وكثير من بينهم عاطلين لإنعدام فرص العمل.
الشيخ عرفات خضر
الشيخ خلف الخلفات
جانب من مساكن القرية
طلبة المدارس
جانب من القرية
اهالى ينقلون حاجياتهم على عربات كارو
مزارع القرية
يوميات الحياة
جيل ابائهم الذين صمدوا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة