واصل مجلس العموم البريطانى، تعاونه المباشر مع جماعة الإخوان فى لندن، حيث أقدمت لجنة الشئون الخارجية بمجلس العموم البريطانى على استضافة عدد من فروع الجماعة فى الدول العربية وبعض قيادات مكتب التنظيم بلندن، فى الوقت الذى تواجه فيه الجماعة انتقادات واسعة بعد العمليات الإرهابية التى طالبت بريطانيا خلال الفترة الماضية كان على رأسها حادث محيط مجلس العموم البريطانى.
وفقا لمصادر مقربة من الجماعة، فإن جلسة الاستماع هدفها إعداد لجنة العلاقات الخارجية بالعموم البريطانى تقرير اخر حول التحقيقات التى أجرتها الحكومة البريطانية فى عهد ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا السابق، حول نشاط الإخوان فى لندن، خلال نشاط الإخوان، حيث طلب إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولى للجماعة، من أعضاء لجنة الشئون الخارجية بالعموم البريطانى، الاستماع لفروع أخرى للتنظيم، للتعرف على نشاطه من بينها إخوان الإمارات وكذلك الأردن، المقيمين فى بريطانيا.
المصادر أكدت، أن الإخوان تجهز تقرير جديد، أعدته مكتب الجماعة فى لندن، حول تاريخ علاقة التنظيم بحكومات بريطانيا المتعاقبة، وبعض أنشطة التنظيم فى دول أوروبا، وبعض التقارير الصحفية التى نشرتها صحف أجنبية عن الإخوان، لضمان تجميل الإخوان فى التقرير الثانى الذى ستعده لجنة العلاقات الخارجية حول نشاط الإخوان.
وفى هذا السياق أيضا قال أحمد عطا، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، أن مكتب كريكلوود بلندن أعد ملف كامل للعرض على مجلس العموم البريطانى، حيث تضمن هذا الملف أربعة محاور رئيسية متعلقة تاريخ التنظيم الدولى وعلاقته بالحكومات المتعاقبة منذ تأسيس مكتب كريكلوود عام ١٩٦٤، والخدمات التى قدمها مكتب كريكلوود للحكومات البريطانية خلال هذه السنوات حتى الآن، وقد جاء أبرزها فى هذا المحور الدور الخفى الذى لعبه إخوان العراق بالتنسيق مع ابراهيم منير أمين عام التنظيم الدولى فى أوروبا فى نقل معلومات عن صدام حسين للمخابرات البريطانية أثناء حكومة تونى بلير وهى أعلى فترات التعاون بين الحكومات البريطانية ومكتب كريكلوود.
وأضاف لـ"اليوم السابع" أن المحور الثانى يتعلق بفترة المعزول محمد مرسى وتزيف الحقائق بأنهم أشاروا بأنهم أكثر الفترات التى دافعت عن الأقليات فى تاريخ مصر، بل إنهم أشاروا بأنهم أعدوا مشروع لاسترداد ممتلكات اليهود فى مصر، المحور الثالث، ما حدث فى ميدانى رابعة والنهضة، المحور الرابع ما بعد ثورة ٦/٣٠ للتيار الإسلامى فى مصر وعلى رأسهم جماعة الإخوان الإرهابية.
وتابع: أشرف على هذا الملف القيادى عزام سلطان التميمى وهو احد قيادات التنظيم الدولى ويتولى ملف الاتحاد الأوروبى، بالتنسيق مع أمين عام التنظيم الدولى إبراهيم منبر، فى نفس السياق يحاول التنظيم الدولى نفى التهم المختلفة التى لحقت بالتنظيم وأهمها دعم مكتب كريكلوود لعناصر تكفيرية مسلحة فى أوروبا.
فيما أدان عبد الرحيم على عضو مجلس النواب، تدخل مجلس العموم البريطانى فى شئون دول المنطقة عبر دعمه لجماعة الإخوان الإرهابية، على خلفية جلسة استماع المجلس مع عدد من كوادر الجماعة فى الإمارات والخليج، معتبراً ذلك بالفرصة لقلب الحقائق ونشر الأكاذيب.
وتساءل: لماذا لا يستدعى أعضاء مجلس العموم البريطانى بدلا من إخوان مصر والإمارات مجموعات من شعب ليبيا وسوريا والعراق لسؤاله حول الجرائم ضد الانسانية التى ارتكبتها الحكومة البريطانية ضد تلك الشعوب وهى جرائم ترقى لجرائم الإبادة البشرية؟". واتهم عضو مجلس النواب جهات بعينها وأشخاصا بالتعامل مع الإخوان والجماعات الإرهابية لتمرير مشروعاتها فى المنطقة العربية وكذا أوروبا.
من جانبه قال طارق أبو السعد، القيادى السابق بالإخوان، إن بريطانيا لن تسمح بسقوط الإخوان نهائيا، فمازال لهم دور فى المنطقة ترغب بريطانيا أن يلعبوه، واستقدام القادة الإخوان الخليجيين لترسيم شكل الدور الذى ستلعبه الجماعة فى المرحلة القادمة وطرق الدعم التى يجب أن يحصلوا عليها.
وأضاف أن ملامح هذا الدور هو انحسار الاسم نوعا ما، وإيجاد شكل إخوانى جديد بعيدا عن الصورة التقليدية النمطية للرجل السلفى الإخوانى، فالإخوان من حيث الشكل والتكوين كما أسسهم حسن البنا لديهم سبعة مسارات فهم سياسيون وسلفيون وصوفيون وتنويريون وثوريون ومثقفون ورجال الاعمال اصحاب عمل خير، وكل هذه المسارات يمكن أن تظهر وتختفى حسب الدور المطلوب للإخوان أن يقوموا به.