قال المرجع الشيعى اللبنانى، السيد على الأمين، عضو مجلس حكماء المسلمين، إن العيش بسلام بين الأمم والشعوب هو ما يجب السعى لتحقيقه، فى ظل تعاظم الأخطار التى تهدد الإنسان على الأرض، بسبب الحروب وثقافة التطرّف والإرهاب التى تزرع الكراهية والبغضاء بين الشعوب، وهذا ما يهدد السلام العالمى والمجتمع البشرى بأفدح الأخطار، وهنا تبرز أهميّة دور المصلحين والمفكرين ورجال الدين، وفى طليعتهم القيادات الدينية المؤتمنة على رسالات السماء، التى تشترك جميعها فى الدعوة للإصلاح وإرساء قواعد السلام بين الأمم والشعوب، وقد وردت الدعوة إلى السلام فى الإنجيل بقوله: "طوبى لصانعى السلام لأنهم أبناء الله يدعون"، وفى القرآن: "يا أيها الذين آمنوا ادخلوا فى السلم كافّة".
وأضاف "الأمين"، خلال الجلسة الثانية من الحوار بين مجلس حكماء المسلمين، ومجلس الكنائس العالمى، فى إطار الجولة الخامسة من الحوار بين حكماء الشرق والغرب، اليوم الأربعاء، فى مقر مشيخة الأزهر الشريف، أن الرسالات السماوية شجعت على الإصلاح بين الناس، واعتبرت الانتهاء من العداوات والنزاعات نعمة من نعم الله التى يجب التمسك بها والمحافظة عليها، كما جاء فى قول الله تعالى: "واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا".
وتابع المرجع الشيعى اللبنانى وعضو مجلس حكماء المسلمين فى كلمته، قائلا: "المسؤولية الكبرى عن نشر هذه التعاليم بين الناس وتجسيدها، تقع بالدرجة الأولى على القيادات الدينية، لأنها هى المؤتمنة عليها، فالعلماء هم ورثة الأنبياء، وهم مدعوون قبل غيرهم للاستجابة للنداء الإلهى: "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون"، وكلما تجسّدت الدعوة إلى الخير فى أعمالهم ولقاءاتهم، انتشرت تلك التعاليم بين الناس، وهذا ما يؤدى لانتشار ثقافة التسامح والسلام فى المجتمعات وبين الشعوب، وهو ما يضعف خطاب الكراهية وممارسة العنف والتطرّف من خلال نهيهم عن المنكر وأمرهم بالمعروف، وإن كانت هذه المسؤولية عامة تقع على عاتق الجميع من الحكام والعلماء والأفراد، عملاً بما ورد فى السنّة النبويّة الشريفة: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيّته".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة