(اقفلوا الأزهر، الأزهر كده دوره انتهى للأبد، الأزهر وراء انتشار الفكر التكفيرى والإرهابى)، كان هذا جزء بسيط من الهجوم الإعلامى على الأزهر، الذى شهدته بعض المنابر الإعلامية، عقب حادث تفجير الكنائس المصرية الذى أدمى قلوبنا جميعاً، والأزهر الشريف منه برىء، من خلال بعض الإعلاميين الذين لا يكادون يعرفون أحكام الصلاة، ولا أحكام الوضوء، ولو أجبرت الظروف أحدهم على الصلاة، فأكاد أجزم أنك ستراه يضع يده اليسرى فوق اليمنى أثناء الصلاة.
والحديث عن الأزهر الشريف الذى يحتل مكانة جليلة فى قلب العالم الإسلامى، وله قدسيته وخصوصيته فى قلوب المسلمين، يلزمنى أن أكتب هذا المقال، بل هذه المرافعة، وأنا واقف على قدمى إجلالا واحتراما لهذا الصرح الإسلامى العظيم، الذى يحاول هؤلاء الإعلاميون أن ينالوا منه لعدم درايتهم بمكانته الرفيعة فى العالم الإسلامى .
تتفاوت المؤسسات التعليمية للإسلام شرفاً ومكانة ومجداً وتاريخاً، ويأتى الأزهر الشريف فى المكانة الأعلى لتعليم الدين الإسلامى الوسطى الحنيف، فالأزهر الشريف أصبح منارة للإسلام، بعد أن جابت بعثاته مشارق الأرض ومغاربها، تعلم وتدرس وتغرس قيم وسماحة وتعاليم هذا الدين الإسلامى الحنيف، والعالم أجمع يشهد بذلك، فالأزهر الشريف محفوظ ومصون من النفاق والتدليس، فلن يجد المنافق مكاناً فيه، والأفاق محرم عليه أن يدخل نقابه أو يلج أبوابه، والأزهر ليس فى حاجة للدفاع عنه، بل يشهد الله أننى الذى شرفت بشرف الدفاع عنه، وفى النهاية أود أن أقول لمن جهلوا مكانة الأزهر وخاضوا فى الحديث عنه، توبوا إلى الله واستسمحوا جدران الأزهر وأحجاره حجراً حجراً أن يسامحكم، وتذكروا قول الحق سبحانه(وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) صدق الله العظيم .
