تسيطر زيارة بابا الفاتيكان، فرنسيس، إلى مصر، على الصحف الإيطالية،حيث تعكس أهمية مصر بالنسبة للعالم، وقبل يومين من تلك الزيارة، أجمعت الصحف الإيطالية، على إن الزيارة تأتى فى الوقت المناسب لإثبات أن الإرهاب ليس له علاقة بالدين الإسلامى، والحوار بين الأديان هو الحل الأمثل لمواجهة التطرف.
وقال ريكادرو كريستيانو، المحلل السياسى الإيطالى، إن زيارة بابا الفاتيكان فرنسيس، إلى القاهرة ضرورية لكسر حلقة الكراهية والخوف، لافتًا إلى إن تلك الكراهية هى السبب فى القضاء على حقوق الإنسان فى العالم.
وأكد ريكاردو، فى تقرير نشرته صحيفة "فوماتشو"، على إن زيارة فرانسيس إلى لمصر تمثل تحديا للإرهاب، والكلمة التى وجهها البابا إلى الشعب المصرى تشير إلى أهمية هذا الشعب والبلد بالنسبة للعالم، فمصر لها أهمية خاصة.
وأوضح المحلل السياسى الإيطالى، إن مصر يتم التعامل معها كـ"أمة" أو مجتمع فليس هناك مسلم ومسيحى، ولا يتم التعامل مع الأشخاص على أساس إيمان أو عرق، فالفرد سواء مسلم أو مسيحى جزء من هذا المجتمع، والمسلمون أول من يقوم بمساندة المسيحيين فى وقت الصعاب كما حدث فى التفجيرات الأخيرة ضد كنيستى طنطا والإسكندرية بأحد الشعانين.
ويرى ريكاردو، إن زيارة بابا الفاتيكان وحمله لرسالة السلام، من الممكن أن تكون ضمان أفضل للشباب المصريين.
وأجرت إذاعة الفاتيكان، حوارا مع جرس بولس جرس بشاى، راعى كنيسة العذراء سيدة السلام بشرم الشيخ، أكد خلاله إنه على المستوى السياسى ستمثل زيارة بابا الفاتيكان لمصر، ولقائه المرتقب مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، دفعة جيدة ضد الإرهاب والعنف، أما على المستوى الدينى ولقاءه مع فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، فهذا اللقاء سيكون قوى للغاية، إذ أنها رسالة قوية للعالم بأن الأديان ليست فى صراع كما يقول البعض.
وأضاف جرس، لإذاعة الفاتيكان قبل يومين من الزيارة: "فى الواقع نحن نتحدث عن خطة للحوار والسلام فى العالم كله، والكنيسة الكاثوليكية فى مصر تمر بلحظة حساسة جدا، وستكون هذه الزيارة دفعة كبيرة لها، تحركها نحو أفق الحوار بين الأديان.
فى السياق ذاته هاجم الطبيب المصرى البروفيسور، منير فرج، عضو فى الأكاديمية البابوية "من أجل الحياة"،فى لقاء أجرتها معه صحيفة "لاستامبا" الإيطالية جماعة الإخوان، وقال حول زيارة بابا الفاتيكان إن "زيارة بابا الفاتيكان البابا فرانسيس لمصر ستفتح قلوبنا وعيوننا على السلام"، مؤكداً إن مصر الدولة العربية الوحيدة التى تحارب الإرهاب وتساعد القوى الغربية فى مكافحته".
وردا على سؤال حول أسباب تزايد الهجمات الإرهابية فى مصر فى الآونة الأخيرة، قال فرج إن "الإسلام السياسى ممثلاً فى جماعة الإخوان، هو السبب فى ذلك أو بالأحرى الجماعات المتطرفة التى تحمل أفكارا راديكالية مثل الإخوان والسلفيين، فهى تقوم بالتلاعب فى تفكير وسلوك بعض الشباب والقيام بعملية غسيل للمخ بشكل منظم للغاية، وذلك لقيامهم بهذه الأفعال اللاإنسانية، ولهذا فإن جميع المسيحيين فى مصر، قاموا بالتصويت ودعم الحكومة الجديدة ورفض الإخوان".
وحول زيارة البابا إلى القاهرة ، قال : "هذه الزيارة سيكون لها معنى كبير للغاية فى مصر فى هذا التوقيت بشكل خاص، فمصر الدولة الوحيدة التى تحارب فى أكثر من جبهة الإرهاب بجدية وفعالية، ومعنى زيارة البابا هو الدعم الكامل لمصر من القوى الغربية ".
وأكد فرج، إن "زيارة بابا الفاتيكان لمصر ستكون فرصة كبيرة لأولئك الشباب الذين يرغبون فى التغيير، ودعمهم لعدم الإستسلام للابتزاز من جانب المتطرفين" ، وأوضح فرج إنه سيكون موجود فى الأيام القادمة فى بلجيكا للمشاركة فى مؤتمر حول "الإرهاب والإسلام السياسى"، مشيرًا إلى إن أهم الأمور الذى سيتم مناقشاتها فى هذا المؤتمر، هو الحوار فى المجالات العلمية والمهنية، وفى الأمور الصحية، والعمل الاجتماعى، مؤكدا إن المؤتمر سيعقد فى الفترة من 27 إلى 29 أبريل فى بروكسل، برعاية الحركة الكاثوليكية الموجودة فى بلجيكا، وهولندا، التى تضم وزراء ودبلوماسيين سابقيين ورجال أعمال وسياسيين من معسكرات مختلفة.
وأكد فرج، إن الهدف الأول من المؤتمرهو تثقيف وتوعية حول بعض الموضوعات، أهمها "تحليل الإسلام"، ومصادر الإرهاب، وتطور جماعة الإخوان الإرهابية، والإسلام السياسى، والعلاقة بين المسيحيين والمسلمين فى الشرق الأوسط ومصر بشكل خاص، والجماعات التكفيرية، والتجارب الإيجابية التى تعطى الأمل، ثم "الحوار" من وجهة نظر المفكرين المعتدلين المسلمين والأكاديميين والفلاسفة، ومشغلى المبادرات المختلفة ".
وفى السياق نفسه ، فقالت صحيفة ثيتانوفيت الإيطالية، إن "مصر تلعب دورا رئيسيا فى خريطة العالم، سواء الجيوسياسى والدينى، وبعد ثورة يناير وسنوات من حكم عبد الفتاح السيسى، تصبح مصر لديها بصمة غنية وعميقة، مؤكدة إن "مصر من أكبر الدول الإسلامية فى العالم، ولها مكانة كبيرة فى الدول العربية، واجتماع البابا فرانسيس مع شيخ الأزهر فى حد ذاته رسالة جيدة للحوار بين الأديان ، فالأزهر والفاتيكان لهما دور قوى فى مواجهة التطرف والعنف باسم الدين.
ووصفت الصحيفة الزيارة بـ"التاريخية"، خاصة فى ظل المؤتمر الدولى للسلام، من قبل جامعة الأزهر، حيث سيكون هناك العديد من الوفود من مختلف دول منطقة الشرق الأوسط وغيرها من الخارج، فوجود بابا الفاتيكان بجانب الإمام الطيب سيكون علامة ملموسة على الحوار بين المسيحيين والمسلمين.
ويصل البابا فرنسيس بابا الفاتيكان مصر للمرة الأولى، الجمعة، فى زيارة تبدأ باستقبال رسمى فى مطار القاهرة، يعقبه لقاء مع الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قصر الرئاسة، يليه لقاء فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وسيتوجه بعد ذلك إلى المؤتمر العالمى للسلام، لإلقاء كلمته وللاستماع إلى كلمة الشيخ الطيب قبل أن يلتقى بقداسة البابا تواضروس بابا الإسكندرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة