احتفظت مدينة الإسكندرية بأبرز معالمها المتمثل في الترام، الذى ينتظر عملية تطويره، بقرض تصل قيمته 350 مليون يورو، حيث يعتبر الترام أحد أبرز تراثها التاريخي، الذي يمنح لزائريها وسكانها بعضا من زمنها الجميل، الذى ما أن تخطو قدماك فى محطته الرئيسية، حتى تجد نفسك تستعيد ذكريات ماضى المدينة، وزمنها الجميل، تظل الإسكندرية بعد تطوير محطة الترام، إلا أنها مازالت محافظة على تراثها التاريخى ليظل "الترام الأزرق"وجهة كل مصطاف وسائح وسكندرى.
ساحة كبيرة تلمع أرضيتها، ونموذج مصغر من ترام الإسكندرية، وكاب سائق الترام القديم، وصفارة الكمسرى، أبرز ما تستمتع برؤيته، بينما تقف منتظرا الترام التى تقلك من محطة الرمل وحتى منطقة فيكتوريا، شرق الإسكندرية، ولا تدفع أكثر من نصف جنيه، لتستمتع وأنت جالس بجوار نافذتك بشوارع الإسكندرية القديمة والجديدة، كما ستتابع من خلال محادثات كبار السن عن حواديت إسكندرية والترام، والشعراء.
ومع ازدحام كورنيش الإسكندرية، وطريقى أبو قير وبورسعيد، لم يجد المواطنون منفذاً لهم غير استقلال الترام، الذى يقطع شرق المدينة وغربها قرابة الساعة، لتأتي مبادرة التطوير الخاصة به بقرض قيمته 350 مليون يورو، حتى يصبح من أهم وسائل النقل الجماعى.
ومن جانبه قال اللواء خالد عليوة، رئيس هيئة النقل العام بالإسكندرية، إن المشكلات المرورية بالمحافظة، أصبحت أزمة كبيرة بسبب كثرة عدد السيارات بالشكل الذى لا تتحمله سعة الطرق، وبالتالى أصبح الحل فى تطوير وتدعيم أنظمة النقل الجماعى، وتم العمل فى تطوير محطة ترام الإسكندرية، التى تمثل أيضا تاريخ للمحافظة، وليست مجرد وسيلة نقل.
وأكد عليوة، وجود دراسة بدأت منذ عام 2012، لإعداد المخطط الاستراتيجى للنقل الحضرى بالإسكندرية، بما يتواكب مع دراسات التخطيط الاستراتيجى للتنمية العمرانية، وبالتعاون مع وزارة التعاون الدولى.
وتم تخصيص منحة لعمل هذه الدراسة بمناقصة عالمية على مستوى المكاتب والشركات الاستشارية، وصدر تقريرها النهائى فى مارس 2016 بتكلفة نصف مليون يورو، لإنشاء 7 كبارى علوية بالمحافظة، فى مناطق القائد إبراهيم، وحتى كوبرى الجامعة، وسبورتنج، وسيدة جابر، وشارع سوريا، والمتحف الروماني،وجناجليس، لتخفيض الزحام المرورى بالشوارع بالإضافة إلى الإشارات الإلكترونية التى سيتم الاستعانة بها فى كل المدينة، وكذلك تجديد البنية التحتية.
وأكد عليوة، أن أهم ما جاء بالدراسة، هو تطوير وتجديد ودعم الترام بوحدات وعربات جديدة، تسهل على المواطن، وتقلل من زمن الرحلة من 90 دقيقة إلى 30 دقيقة فقط.
وتقدر القيمة التقديرية لمشروع تطوير الترام بأكملة، إلى 350 مليون يورو، تكلف الهيئة القومية لمترو الأنفاق بالإشراف عليها، لخبرتها فى ذلك، ثم ستطرح مناقصات للشركات التى ستنفذ المشروع.
وقال عليوة إن المبلغ ليس كبير، مشيرا إلى أن أخر بحث من أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، أثبت أن إجمالى الخسائر المالية المباشرة وغير المباشرة نتيجة إهمال دور النقل فى مصر وعدم دعمها وصل إلى 428 مليار جنيه.
وأكد عليوة وجود مناقصة، لتصنيع 45 ترام جديد، بالإضافة إلى تحسين الأسطول القديم، ليخدم من الشرق فيكتوريا حتى أدنى الغرب بالمكس، وكذلك 5 مشروعات جديدة مطروحة للاستثمار.
وشدد عليوة على أن تطوير ترام الإسكندرية، الذي يسع يوميا 600 ألف راكب على مدار اليوم لن يؤثر على أثريته وتاريخه، حتى المحلات والأكشاك الموجودة به، وتم تطويرها على نفس المستوى، بالإضافة لإنشاء معرض يحكى تاريخ ترام الاسكندرية.
ترام الاسكندرية
معرض الترام فى محطة الرمل
نموذج لمعرض الترام
جزء من المعرض
جانب آخر من المعرض يوضح الترام
جانب من المعرض
جانب آخر من المعرض