الرقص حياة، أول عبادة عرفتها البشرية، وأولى لغات الإنسان، بها عبّر البدائيين عن مشاعرهم وبطريقها تقرب المؤمنين الأوائل إلى الإله.
الرقص أحد أعظم الفنون وأمتعها على الإطلاق، والتى يحتفى به العالم سنويا فى 29 أبريل باليوم العالمى للرقص منذ 1982، تناولته العديد من الدراسات والكتب وتحدث عن المؤرخين للحضارات، حتى أن الكاتب مهدى موسوى وصفه بأنه "طريقة الفرح بالحياة وسر السعادة والأمل فى النفوس". ومن الكتب التى تحدثت عن الرقص حضاريا وثقافيا:
"قصة الحضارة"
كتاب الفيلسوف والمؤرخ الأمريكى ويل ديورانت والذى يتكون من أحد عشر جزءا، ويتناول جميع الحضارات البشرية منذ بدايتها وحتى القرن التاسع عشر.
فى الكتاب أكد "ديورانت" أن الموسيقى والرقص ظهرا عند الإنسان البدائى فى بدء الحضارات قبل النحت والعمارة، حين حاول تطوير أصوات الحيوانات، وبعد ذلك ظهر فن المسرح والأوبرا.
وأشار الكتاب إلى أن الحضارة الفرعونية ارتبطت بالرقص الديني كوسيلة تقرب من الآلهة، وسعيا لإرضائها طبقا لتعاليم "آنى" فى حرق البخور والغناء والرقص، حيث استخدم المصريون القدماء الرقص فى موسم الحصاد.
كتاب "الرقص لغة الجسد"
للكاتبة إكرام الأشقر، عن دار الفرات للنشر والتوزيع عام 2003، وتتناول المؤلفة فيه طبيعة الرقص الاحتفالى والطقسى، حيث يعبر عن مضامين اجتماعية وثقافية وحضارية، واقتصادية وسياسية ودينية أيضا.
ووفقا لما أكدته المؤلفة، فإن الرقص أول لغة تحدث بها الإنسان، عن طريق أعضائه وجسده قبل أن ينطق، وتصفه بأنه "لغة اللا تكلف، الحرية الكبيرة، والشمولية البشرية" إضافة لكونه لغة عالمية كالموسيقى تماما، ومن اللغات المعترف بها عالميا.
كتاب "الرقص مع الحياة"
للكاتب العراقى مهدى الموسوى صادر عن دار مدارك للنشر عام 2013، ويبحث مهدى الموسوى فى كتابه عن الأسرار الخفية للسعادة، وعن البهجة التى تدوم، وليس مجرد اللحظات العابرة.
ويصف لنا كتابه هذا بقوله: "هذا كتاب التعاطف مع الإنسان عندما يرجع من رحلات صيد فاشلة، ومواساة المهزومين في معركة الحياة للتخفيف من خيبات أملهم إذا ما تبخرت أحلامهم مع الناس والحياة، ليس تقديساً للحزن، بل الرقص فرحاً بالحياة رغم الخروج وتناسب الحروب الضارية التى يقودها الإنسان ضد نفسه يومياً وبلا رحمة، ومحفز له رغم ذلك، للاحتفال بالحياة".
وانطلاقاً من هذا الفهم، يقرأ لنا مهدى الموسوى الحياة فى كتابه بطريقة أخرى أكثر حيوية بغية اكتشاف بعض خفايا السعادة وكواليسها، والتعرَف على المهارات التى تؤدى بنا إلى زيادة ساعات البهجة، وتمديد لحظات السرور مما يبدد اليأس ويزرع الأمل فى النفوس والقلوب.