تعد منطقة حلايب وشلاتين، من المناطق المصرية التى مازالت تحتفظ بعاداتها وتقاليدها وتراثها، وخاصة فى الموروثات التى فرضتها الطبيعة عليهم، نظرا للبادية وحرفة الرعى.
من ضمن الموروثات التى مازال يحتضنها أهالى البادية وخاصة الأودية الجبلية الوعرة فى مثلث حلايب وشلاتين الحرف اليدوية التى تصنع من جلد وصوف الإبل والأغنام، وكذلك السعف .
نتج عن تلك الحرف أدوات أساسية لأبناء المنطقة وخاصة قاطنى الأودية الجبلية الوعرة من بينها الكهل والهمل والحثال، أدوات أصبحت أساسية لأهالى المنطقة ومع تطور الحياة صنعت المحفظة والشنطة والمفروشات من الصوف .
من جانبة قال أدم سعد الله، من أهالى الشلاتين ورئيس مجلس إدارة جمعية محميات البحر الأحمر للمحافظة على التراث، إن ظروف الطبيعة بالمنطقة أفرزت الحرف اليدوية المختلفة من الجلود والصوف والسعف فى حلايب وشلاتين .
وأضاف سعد الله لـ"اليوم السابع" أن لم تكن هناك حرفة لأهالى حلايب وشلاتين سوى الرعى والتنقل بإبلهم وأغنامهم من مكان لآخر بحثا عن العشب، فكان من الضرورى أن يحمل معه مأكله ومشربة من هنا بدأت الحرف اليدوية باستخدام جلد الماشية بعد ذبحها بعمل قربة الماء بعد تعرض الجلد للشمس ممزوحا للملح وغسيلة جيدا لعزل الروائح الكريهة منه .
وأضاف رئيس مجلس إدارة جمعية محميات البحر الأحمر للمحافظة على التراث بالشلاتين أن كذلك بدأت صناعة الشنط الصغيرة من الجلود ومزج جوانبها بالجلود أيضا ليحمل بها مأكله ومشربه خلال الرعى فى الصحراء .
وتابع: إن من بين الأدوات الأساسية التى يستخدمها أبناء حلايب وشلاتين فى منازلهم وفى رعيهم ما يسمى بـ"الكهل" هو وعاء يصنع من سعف الدوم إلا أنه بغرز صغيرة وضيقة بمجرد صناعته يدويا يتم تشريبة باللبن وتركه لفترة حتى يتشعب اللبن بين فتحات الغرز ويغلقها تماما وبعد ذلك يستخدم فى حلب الماشية وحفظ اللبن .
وكذلك من بين الأدوات التى يصنعها أهالى المنطقة يدويا ما يسمى بـ"الحثال" وهى لجام الإبل ويصنع من صوف الأغنام هو عبارة عن حبل طويل من صوف الإبل يتم من خلاله ربطة برأس الجمل والتحكم فيه خلال السير بالإبل ويمكن ربطه به فى مكان ما .
واكد أدم سعد الله فى حديثة لـ"اليوم السابع"، أن يتم إنتاج حبال الآبار التى من خلالها يربط بالدلو ويرمى فى البئر ويستخرج المياه، وكذلك تطور الحال إلى أن صنعت الحقائب والمحافظ والأسوار وغيرها .
وأوضح سعد الله أن ضمت ايضا الحرف اليدوية فى الشلاتين ما يسمى بالهمل وهو المفروشات ذات ألوان الصوف المختلفة ويتم صناعتها من صوف الأغنام .
وأشار سعد الله إلى أنه حتى الآن تقتصر تلك المشغولات والحرف اليدوية على السيدات فى البادية، وبدورها تقوم جمعية محميات البحر الأحمر للمحافظة على التراث بالشلاتين بمساعدتهم فى تسويق تلك المشغولات، حيث بدأت المرأة فى المثلث فى تصميم مشغولات وحرف يدوية تباع للحضر بشكل كبير مثل الأساور والحافظات والحقائب الصغيرة وكذلك المشغولات الجلدية التى تستخدمها السيدات كزينة لهم .
سيدة تعمل فى الحرف اليدوية بالشلاتين
سيدة تبدأ فى عمل الهمل بالشلاتين
مشغولات الحرف اليدوية
حقائب مصنوعة من الحرف اليدوية بالشلاتين
قربة الماء فى الشلاتين المصنوعة من الجلد