تتوالى المجازر بحق أبناء الشعب السورى بشكل يومى وسط اتهامات متبادلة بين المعارضة السورية وقوات النظام السورى التابعة لحكومة دمشق، وسط صمت دولى وعربى عن الأوضاع الجارية فى الدولة السورية التى تذبح يوميا على أيدى جماعات وميليشيات ترفع رايات طائفية بهدف تقسيم البلاد ومحاولات فرض أجندات إقليمية فى سوريا.
وفى تصعيد خطير لما يجرى فى سوريا قتل ما يقرب من 100 سورى غالبيتهم من الأطفال وأصيب نحو 350 آخرين فى مجزرة استخدم بها أسلحة كيماوية فى بلدة خان شيخون بمدينة إدلب السورى، فى ظل اتهامات من المجتمع الدولى والمعارضة السورية للجيش السورى بارتكاب تلك المجازر عبر البراميل المتفجيرة التى يلقيها الطيران السورى فى المدن السورية.
وقالت قناة العربية ان طائرات تتبع الجيش السورى نفذت المجزرة التى أودت بحياة عدد كبير من الأطفال، مؤكدة ان مروحيات النظام السورى ألقت براميل متفجرة تحوى غاز السارين على بلدة خان شيخون بإدلب، نجم عنها حدوث حالات اختناق فى صفوف مدنيين بينهم نساء وأطفال.
واتهم الائتلاف السورى القوات النظامية التابعة لحكومة دمشق باستخدام صواريخ محملة بغازات كيميائية سامة تتشابه أعراضها مع أعراض "غاز السارين" فى قصف المدنيين، موضحا أن الصور الأولى القادمة من هناك تتشابه من حيث الطبيعة مع الجريمة التى وقعت فى الغوطة الشرقية لدمشق صيف عام 2013.
بدوره اعتبر مصدر أمنى سورى فى تصريحات لوكالة الانباء الفرنسية أن اتهام دمشق بقصف مدينة خان شيخون فى محافظة ادلب فى شمال غرب سوريا بالغازات السامة هو "افتراء".
وقال المصدر السورى أن هذه الانباء هى "افتراء وتبرير للهزائم التى منيوا بها خصوصا فى حى جوبر (فى دمشق) وفى ريف حماة (وسط)"، معتبرا ان مقاتلى الفصائل يحاولون تحقيق نصرا اعلاميا ما لم يحققوه ميدانيا.
وتسبب قصف جوى بغازات سامة على خان شيخون بمقتل عدد كبير من المدنيين واختناق عدد كبير من الأطفال وفقا للمرصد السورى لحقوق الإنسان.
ولم يتمكن المرصد السورى من تحديد نوع الغاز المستخدم فى القصف واذا كانت الطائرات التى نفذته سورية ام روسية.
بدورها أكدت وزارة الدفاع الروسية أن طائراتها "لم تشن أى غارة فى منطقة بلدة خان شيخون".
فيما أدانت قوات سوريا الديمقراطية فى بيان صحفى، اليوم الثلاثاء، ما وصفته بـ"المجزرة المروعة" والأطراف التى قامت بها معتبرة إياها جريمة بحق الإنسانية يتوجب معاقبة مرتكبيها، مطالبة المجتمع الدولى بفتح تحقيق حول هذه المجزرة.
وأكدت قوات سوريا الديمقراطية، على ضرورة إيجاد الحل المناسب للأزمة السورية والالتزام بعدم استهداف المدنيين نتيجة الصراع الدائر على الأراضى السورية.
وأثار الهجوم بالكيماوى فى ادلب تنديدا دوليا واسعاً واعتبرت المعارضة السورية انه يضع مفاوضات السلام فى جنيف فى "مهب الريح".
بدوره دعا وزير الخارجية الفرنسى جان مارك إيرو ، إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن بعد ما يشتبه بأنه هجوم بالغاز فى محافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية.
وأضاف وزير خارجية فرنسا فى بيان "وقع هجوم كيماوى جديد وخطير هذا الصباح فى محافظة إدلب. المعلومات الأولية تشير إلى أن هناك عددا كبيرا من الضحايا بينهم أطفال. أدين هذا التصرف الشائن".
فيما اعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى فيديريكا موجيرينى اليوم الثلاثاء، أن نظام الرئيس السورى بشار الأسد يتحمل "المسئولية الرئيسية" فى الهجوم الذى يرجح أنه كيميائى وأسفر عن مقتل مدنيين فى بلدة خاضعة لسيطرة المعارضة فى سوريا.
من جانبه، اعتبر كبير المفاوضين فى وفد المعارضة السورية إلى محادثات جنيف محمد صبرا أن الجريمة تضع كل العملية السياسية فى جنيف فى مهب الريح، وتجعلنا نعيد النظر بجدوى المفاوضات التى ترعاها الأمم المتحدة بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة السوريتين واختتمت الجمعة جولتها الخامسة.
وتعرض مستشفى نقل إليه ضحايا القصف بالغازات السامة على مدينة خان شيخون فى محافظة إدلب فى شمال غرب سوريا للقصف الثلاثاء، ما ألحق به دماراً كبيراً، وفق ما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس.
وقال مراسل وكالة الأنباء الفرنسية إن قصفا استهدف قسما من المستشفى فى خان شيخون والحق اضراراً كبيرة، كما شاهد افراداً من الطاقم الطبى وهم يتمكنون من الفرار.