تظل الحضارة المصرية القديمة جاذبة لكل المجتمعات ليس للزيارة فحسب بل للدارسين والباحثين، واستطاعت الآثار المصرية أن تستقطب العديد من الجنسيات المختلفة لدراستها وكشف الخبايا التى تظهر على مدار السنوات، وهذا ما حدث مع الدكتور ساكوزى يوشيمورا، مدير البعثة اليابانية بمشروع مركب خوفو، أول من أدرج تعليم الآثار فى الجامعات اليابانية. عاش فى مصر ما يقرب من 51 عاما، قضى خلالها حياته وسط المواقع الأثرية بحثنا عن ما هو جديد، وقد أجرى "اليوم السابع" هذا الحوار معه، عقب افتتاح أكبر معمل للترميم المؤقت لمشروع مركب خوفو الثانية.
فى بداية حواره سرد الدكتور ساكوزى يوشيمورا مدير البعثة اليابانية بمشروع مركب خوفو، تاريخه مع المركب وقال إن: "القصة ترجع لعام 1987 عندما قررنا إسقاط كاميرا تحت الأرض حتى تستكشف بالمسح الإلكترومجنتك، مكان وجود المركب، وبالفعل التقطت الكاميرا صور تؤكد أنه يوجد مركب فى هذا المكان واستغرقت تلك العملية 5 سنوات، والموضوع كان صعبا للغاية مع وجود عضويات دقيقة وكان من الصعب فتح ثقب لإسقاط الكاميرا، وبعدها بعثنا عن التمويل المناسب لإخراج تلك المركب من تحت الأرض، وكان المر فى غاية الصعوبة، لأن فى تلك الفترة كانت هناك أزمة اقتصادية فى العالم، وعملية البحث عن التمويل استغرقت 10 سنوات، وكان ذلك فى 2007، وبدأنا العمل فى 2011 بعد عمل التجهيزات اللازمة لبدء العمل، ومن 2011 وحتى 2016 استخرجنا ربع مركب خوفو الثانية، وسنحتاج إلى سنتين إضافيتين لمعالجة القطع الخشبية التى تم استخراجها وهى معالجة أولية بمعمل الترميم المؤقت وثم معالجة أخرى ونهائية بالمتحف المصرى الكبير، مشيرا إلى أن عملية إعادة تركيب المركب مرة أخرى يحتاج إلى 5 سنوات".
ولفت مدير البعثة اليابانية بمشروع مركب خوفو إلى أن ثورة 11 يناير 2011 كان لها أثر سيئ وسلبى للغاية على مشروع مركب خوفو الثانية، حيث تم تعطيل المشروع لمدة 3 سنوات.
وأكد الدكتور ساكوزى يوشيمورا مدير البعثة اليابانية بمشروع مركب خوفو، أن رفع باقى أخشاب مركب خوفو الثانية وتجميعها من جديدة سيستغرق حوالى 3 سنوات، وبالطبع سيكون هناك تمويل مقدم من الجانب اليابانى، على مدار تلك السنوات، لإتمام عمليات النقل والتجميع، ولا يمكن حساب للتكلفة لحين الانتهاء منها، وذلك يرجع لحالة القطع الخشبية ومدى احتياجه لعمليات ترميم أدق، ولازال المشروع مستمر.
الدكتور ساكوزى يوشيمورا والمترجم طارق سرحان مع أحمد منصور محرر اليوم السابع
وحول معمل الترميم الذى تم افتتاحه أمس بمنطقة آثار الهرم، قال إنه تم افتتاحه من أجل القطع الخشبية الطويلة، والتى تم استخراجها من الطبقة التاسعة لمركب حوفو، عمرها 4500 وحتى يتم معالجتها يجب تصميم معمل ترميم لهذه الأطوال، حيث كان يوجد معمل آخر ولكن يرمم به الأخشاب ذات الـ 7 أمتار فقط، ولهذا تم افتتاح أكبر معمل لترميم الأخشاب داخل موقع أثرى، حتى يتم إجراء الترميم المبدئى لتقويته.
وأكد مدير البعثة اليابانية بمشروع مركب خوفو أن المعمل المؤقت لترميم مشروع مركب خوفو الثانية، هو الأكبر على مستوى مصر، حيث يحتوى على تجهيزات حديثة للغاية لا توجد بأى معمل فى مصر داخل موقع أثرى.
وأشار الدكتور ساكوزى يوشيمورا إلى أن مصر تحتل الصدارة فى الإعلام اليابانى بصفة دائمة، ومصر أمان، كما دعا كل العالم لزيارة مصر قائلا: "من فضلكم زوروا مصر، ودائما أقول لليابانيين (متمتش قبل ما تزور الأهرامات، وبعد ما تزور الهرم موت)، وذلك لأهمية مصر عند اليابانيين، وبحب مصر جدا، فأنا عايش فى مصر منذ عام 1966، أى ما يقرب من الـ 51 عاما.
مدير عام الترميم عيسى زيدان ومدير البعثة اليابانية بمركب خوفو مع أحمد منصور محرر اليوم السابع
وعن مشروع المتحف المصرى الكبير، قال الدكتور ساكوزى يوشيمورا، إن المتحف الكبير سيكون أكبر متحف فى العالم ولهذا أدعو اليابانيين وجميع المجتمعات العربية والأجنبية أن يأتون لزيارته بعد افتتاحه، مؤكدا أنه بين البعثة اليابانية الجانب المصرى تعاون كبير، لإتمام المشروع كما ينبغى.
وحول سبب اختياره لدراسة الآثار المصرية، قال الدكتور ساكوزى يوشيمورا إننى اخترت أن أدرس الآثار المصرية لحبى الشديد فى مصر، فأنا أول من أدخل دراسة الآثار المصرية فى المناهج التعليمية فى اليابان، بصفتى أستاذا جامعيا، وأول من جذب السياحة اليابانية لمصر، فمصر بلد عظيمة وتستحق الدراسة، وكل عمل تقوم به البعثة اليابانية يوثق فى أبحاث وكتب يتم تدريسها لطلاب الجامعة فى اليابان.
الدكتور ساكوزى يوشيمورا مع أحمد منصور محرر اليوم السابع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة