أعلن الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) الجمعة تسجيله خسائر قياسية فى العام 2016 بلغت 369 مليون دولار، لاسيما فى ظل فضائح الفساد التى عصفت به، وأنه اضطر لاستخدام مئات ملايين الدولارات من احتياطه لتغطية العجز.
وفى التقرير المالى السنوى الصادر اليوم، كشفت أعلى هيئة كروية عالمية أن الخسائر تعود إلى اعتماده معايير جديدة فى مجال المحاسبة المالية، وكلفة الدعاوى والتحقيقات فى فضائح الفساد التى شهدتها الهيئة فى ختام عهد الرئيس السابق السويسرى جوزيف بلاتر.
وحذر الفيفا من تراجع احتياطه المالى وتوقعه خسائر أكبر فى 2017 قد تبلغ 489 مليونا، قبل أن تعيد كأس العالم 2018 المقررة فى روسيا، الزخم لماليته بفضل العائدات الهائلة التى توفرها.
وأشار التقرير إلى أن خسائر الفيفا بين العامين 2015 و2017 ستصل إلى 910 ملايين دولار، على رغم أنه أعاد تقييم العجز المالى لعام 2015 من 122 مليون دولار إلى 52 مليونا فقط.
الا أن العائدات فى 2016 بلغت 502 ملايين دولار، مقابل 544 مليونا فى 2015. وأشار الفيفا إلى أن احتياطه المالى تراجع من 1,4 مليار دولار فى 2015 إلى 1,04 مليارا فى 2016، ويمكن أن ينخفض إلى 605 ملايين دولار فقط فى نهاية 2017.
ويراهن الاتحاد على تحقيق أرباح بقيمة 1,1 مليار دولار فى 2018 بفضل عائدات كأس العالم فى روسيا، ما سيتيح له انهاء دورته المالية الممتدة أربع سنوات (2014-2018) بفائض 100 مليون دولار.
وجاء فى التقرير المالى "فى 2016، واجه الفيفا ايضا سلسلة مصاريف غير متوقعة، منها التكاليف القضائية المرتبطة بالتحقيقات الجارية من السلطات السويسرية والأميركية"، اضافة إلى "تكاليف تنظيم الكونغرس الانتخابى الاستثنائى فى فبراير 2016" الذى شهد انتخاب السويسرى جانى انفانتينو خلفا لبلاتر.
نقطة تحول
وهزت الاتحاد بدءا من نهاية العام 2015، سلسلة من فضائح الفساد التى لا تزال تبعاتها المالية والقضائية متواصلة.
ففى مايو 2015، داهمت الشرطة السويسرية فندقا كان يقيم فيه عدد من مسؤولى الاتحاد المشاركين فى اجتماع له، وتم توقيف عدد منهم. ومنذ ذلك الحين، أوقف مسؤولون كبار فى الاتحاد يتقدمهم بلاتر ونائبيه والأمين العام جيروم فالك والمسئول المالى ماركوس كاتنر، عن مزاولة النشاطات الرياضية أو أقصوا من مهامهم.
وقال الفيفا فى يونيو 2016 أن بلاتر وفالك وكانتر تقاسموا 80 مليون دولار بهدف "الثراء الشخصى” عبر عقود وتعويضات على مدة خمسة أعوام، لاسيما من خلال الزيادات السنوية والمكافآت.
واستقال بلاتر من منصبه فى يونيو 2015، وانتخب انفانتينو بدلا منه مطلع 2016.
وقال انفانتينو أن عام 2016 "كان نقطة تحول مع اتخاذ الخطوات الأولى والحيوية لإعادة الثقة إلى المنظمة"، مشيرا إلى أن ذلك يشمل "طريقة مسئولة وشفافة فى إدارة العائدات والمصاريف".
وأشار الفيفا فى تقريره الجمعة إلى أن من أسباب الخسائر القياسية نظم المحاسبة الجديدة التى يعتمدها. فعلى سبيل المثال، كان الاتحاد فى السابق يدرج العائدات المالية للعقود منذ تاريخ توقيعها، بينما بات الأمر حاليا يرتبط بإتمام العقود، كما هو الحال مثلا مع كأس العالم.
إلا أن خبراء المحاسبة يقولون أن هذا التغيير ساهم فقط فى 35 مليون دولار من خسائر 2016.
وأورد الفيفا أن كلفة الانفاق على الفضائح بلغت 50 مليونا.
وأضاف أن الاستثمارات التى كبدت خسائر هى "متحف الفيفا" وفندق آسكوت، حيث مقر الاتحاد فى مدينة زيوريخ السويسرية.
وبلغت الخسائر من المتحف الذى عده بلاتر أحد أهم مشاريعه، 50 مليون دولار. وأنفق الاتحاد 138 مليون دولار على المتحف المؤلف من ثلاث طبقات، إلا أنه لم يستقطب منذ افتتاحه العام الماضى، سوى 11 ألف زائر كمعدل شهرى، وهو نصف العدد المتوقع.
وعلى رغم إلغاء 36 وظيفة فى المتحف، يؤكد الفيفا عدم نيته إغلاقه.
كما تكبد الاتحاد خسائر بملايين الدولارات من استحواذه على فندق "آسكوت" قرب المتحف فى زيوريخ، والذى كان يؤمل منه توفير كلفة استئجار الغرف الفندقية على كاهل الاتحاد.
وتوقع الفيفا أن تبلغ عائداته 5,65 مليار دولار خلال الدورة المالية 2014-2018 التى تنتهى مع كأس العالم، مشيرا إلى أنه وقع عقودا تؤمن ما نسبته 76 بالمئة من هذه العائدات.
وتشكل كأس العالم إحدى أبرز مصادر الدخل للفيفا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة