"سأخبر الرسول بما حدث، سأخبره أننى أحبه وأننى يتيم كما كان، سأحدثه بأن الناس لم يكفلوننى كما أمر، وأننى أبكى كثيرا لأنى وحيد فى هذه الدنيا منذ أن عرفت الأشياء".. بهذه الكلمات بدأ الطفل عمرو الحسينى حديثه مبررا هذه الشكوى بأن الناس يعايرونه باليتم وكأنه جريمة يستحق عليها العقاب.
عندما بدأ زملاؤه بمناداته بـ"عمرو اليتيم"، ظل عشرة أيام لا يذهب للمدرسة، وعندما فهم معنى كلمة "يتيم" أصبح يشعر بالفخر فيقول:" جيت الدار هنا وأنا عندى 6 شهور، ماما إللى فى الدار قالت لى إن اليتيم مش حاجة وحشة أبدا، وإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتيما، لما صحابى قعدوا يتريقوا عليا ويقولولى أنى يتيم، كنت بقعد أعيط قبل ما أعرف معنى يتيم أيه، وفهمت أن ممكن يكون ليا أم بتسرق أو مسجونة أو حتى مش كويسة، فربنا أراد أنى أبقى يتيم علشان ده أحسن ليا".
وعن القصة التى أثرت فى عمرو يقول: "كنت قاعد فى الفصل لقيت واحد من زملائى قعد يشخبط على "تى شيرت" بتاعى بالقلم، ويقولى أنت يتيم وعايش فى دار، قولتله ماله اليتيم ما الرسول كان يتيم، قالى أنا عايش فى بيت زى القصر وبشرب أحسن شرب وبيجيلى موبيلات كتير ولبسى أحسن لبس، قولتله أنا عايش فى الدار ومبسوط وبأكل كل يوم خميس كنتاكى وراضى والحمد لله، فقالى مامتى أشرف من أمك، فقولتله أنت شوفت أمى أنا مشوفتهاش وعيطت بس مدمعتش قصاد حد".
كغيره من الأطفال يعشق عمرو كرة القدم، لكنه امتاز عنهم بموهبته فيها وأصبح عضوًا أساسيا فى دورى المدارس، بالإضافة إلى أنه يتدرب مع الفئات الأكبر منه نظرا لموهبته الكبيرة، وعن ذلك يقول: "نفسى أروح النادى الأهلى وأعمل الاختبارات بس الناس بتقولى الأهلى فى ناس كتير فمتروحش بس أنا نفسى أروح التدريب وأتصور مع حسام غالى وأحمد حجازى وعبد الله السعيد، وألعب معاهم ولو دقيقة واحدة بس".