تصاعدت أزمة تصريحات الشيخ سالم عبد الجليل، وكيل الأوقاف الأسبق، حول تصريحاته بتكفير المسحيين، وأعلن وزير الأوقاف منع سالم عبد الجليل من الخطابة المنبر حتى يبدى اعتذارا واضحا وتصحيحا لما قال، فى الوقت الذى أعلنت فيه قناة المحور تنهى تعاقده مع الإبقاء على برنامج "المسلمون يتساءلون".
كان الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس تحرير "اليوم السابع"، قد استنكر التوقيت الزمنى لتصريحات عبدالجليل، وكيل الأوقاف الأسبق، التى صرح فيها أن المسيحيين ديانتهم فاسدة ومن يقول غير ذلك يضحك عليهم، قائلا:" مناقشة هذه التصريحات على الفضائيات مصيبة سودة.. ولا أتحدث هنا فى الاعتقاد".
وأضاف الكاتب الصحفى، خلال تقديمه برنامج "آخر النهار"، المذاع عبر فضائية النهار "One"، أن هذا الاختلاف لا يجب أن يكون حواراً فى الميدان العام خاصة فى ظل مجتمع يعانى الإرهاب والجهل والتخلف والفقر، وأناس يعتقدون أن التقرب إلى الله يكمن فى تفجير الكنائس، وشدد على ضرورة احترام القانون والدستور، مشيراً إلى أن قضايا الاعتقاد مكانها المساجد والبيوت، ولا يجب مناقشتها على الرأى العام، مضيفاً :"حرام ما نفعله بالبلد.. نحاول دفعها للأمام وآخرون يسحبونها للوراء ويؤسفنى أن يصدر هذا من شيوخ بالأزهر.. الاعتقاد خليه فى قلبك والجامع وحيز الصلاة وطريقة تقربك إلى الله..ومثل هذه التصريحات تقود البلد للانهيار خاصة أنها تصدر من شيخ معمم..نزيف مستمر فى الوعى والفكر، والكرة الآن فى ملعب الدولة".
وتابع :"لقد صرت أكفر بكل حديث عن خطاب دينى جديد لأن ما نراه ممن نظن أنهم قادرين على إصدار خطاب دينى جديد، باطل".
وتمسك الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف السابق بتصريحاته السابقة، التى وصف فيها المسيحيين بالكفار، وقال إن العقيدة المسيحية عقيدة فاسدة وأن المسيحيين كفرة ومصيرهم جهنم، مؤكدا أن هذا تفسيره لآية، وأضاف: " لن أعتذر.. هذا اعتقادى أقاتل عنه ما حييت".
وأضاف عبد الجليل، فى مداخلة هاتفية مع الكاتب الصحفى خالد صلاح رئيس مجلس إدارة وتحرير اليوم السابع، ببرنامجه آخر النهار، عبر فضائية النهار One، أن القرآن قال "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة"، ولذلك هم كفار، لكن أخوتنا فى الوطن، والله هو من سيحاسب العباد، ونحن أيضا بالنسبة لهم كذلك، وأردف وكيل وزارة الأوقاف السابق، أنه لم يختر توقيت هذه التصريحات، ولكنها كانت فى سياق تفسيره للآية.
فى المقابل، طالب محمد أبو حامد، عضو مجلس النواب، بمحاكمة وكيل وزارة الأوقاف الأسبق، بتهمة ازدراء الأديان، مشيرًا إلى أنه تقدم ببيان عاجل لوزير الأوقاف، بصفته المسئول عن المساجد فى مصر.
وقال أبو حامد"، فى مداخلة هاتفية مع الكاتب الصحفى، خالد صلاح، ببرنامج "آخر النهار"، إن المجتمع يستند للدستور والمواطنة وحرية الاعتقاد ولا يحق لأحد محاكمة معتقدات الآخرين، مضيفاً أن عبد الجليل خالف الدستور.
فيما رد سالم عبد الجليل، موضحًا أنه قال ذلك خلال شرحه لآية قرآنية فى سورة آل عمران توضح أن غير المسلمين ليسوا مؤمنين، لكن التعامل معهم يكون بناء على الإنسانية والأخوة بالحب والمعروف، مضيفاً :"أنا موافق على المحاكمة لأنى أثق من تصريحاتى، وكونها ليست ازدراءً، لأننى لم أشتمهم أو أستحل دمهم، وقلت النصارى والمسيحيون كفرة، والمسلمون بالنسبة لهم كفرة، لكن المخالفة فى العقيدة لا تبيح الدم والعرض، وكل إنسان له الحرية فى اعتناق الدين الذى يريده".
وتابع :"أعتذر عن كلامى إذا فهم خطأ أو أغضب أحدًا منى، لكننى مؤمن بما أقول، ولا أمانع من الذهاب لمكتب النائب العام والمحاكمة.. لكن لا أعتذر عن قولى بأن غير المسلمين ليسوا مؤمنين، وهذه العقيدة أومن بها، ومستعد أن أدفع روحى ثمناً لهذا الاعتقاد، لكننى أرفض إباحة الدم والعرض".
واستنكر الشيخ صبري عبادة، مستشار وزارة الأوقاف، التوقيت الزمنى لتصريحات سالم عبدالجليل، التى صرح فيها أن المسيحيين ديانتهم فاسدة ومن يقول غير ذلك يضحك عليهم، مضيفاً :"أترفع أن يقول عبد الجليل هذا وما حدث سقطة لسان".
وقال "عبادة" فى مداخلة هاتفية مع الكاتب الصحفى، خالد صلاح، إن الأمر يتطلب دبلوماسية وحسن التعامل مع الآخرين، وكلاً من المسيحى والمسلم يعلم أنه يخالف الآخر فى العقيدة.
وأوضح أن هناك وقت وزمن معين قيلت فيه هذه الآيات، وكلا من المسيحى والمسلم يعلم أن ديانته مخالفه للآخر، لكن هناك قاسم مشترك بين المسلم والمسيحى واليهودى والبوذى والملحد أيضاَ.
بدوره، قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن سالم عبد الجليل ليس له علاقة بالأوقاف لا من قريب أو بعيد فهو مستقيل، لافتاً إلى أنه لن يسمح له بصعود المنبر حتى يبدى اعتذارا واضحا وتصحيحا لما قال.
وأضاف وزير الأوقاف، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "كل يوم"، على فضائية "ON E"، مع الإعلامى عمرو أديب، أنها قناعات سالم عبد الجليل بعيداً عن الأوقاف والمساجد والمنابر، لافتاً إلى أن من يثير فتنة وبلبلة لن يسمح له بصعود المنبر ويجب على الفضائيات ألا تستضيفه أو تسمح له بمداخلة.
وأشار إلى أنه ليس من الحكمة تناول عقائد الآخرين أياً كانت، والعاقل يعمل على ما يجمع ولا يفرق، موضحاً أن ما يفترض الحديث فيه هى المشتركات الإنسانية بين الأديان.وذكر أن هناك علم "فقه الأولويات"، و"فقه الموازنات"، و"فقه المقاصد"، مطالباً البرلمان المصرى بسرعة إخراج قانون الفتوى.
من جانبها، أصدرت قناة المحور بيانا صحفيا جاء فيه: "تتقدم شبكة قنوات المحور الفضائية بخالص اعتذارها عما جاء على لسان أحد مقدمى برامجها الدينية من تراشق مع عقيدة الأخوة المسيحين، فيما تراه إدارة المحور غير مُعبر عن رسالتها بأى حال من الأحوال، وهى التى تتبنى منذ انطلاقها عام 2002 من الرأى والرأى الآخر دون مساس أو تجريح".
وأضاف البيان:"وبناء عليه فقد قررت إدارة قناة المحور، برئاسة الدكتور حسن راتب، إنهاء التعاقد مع الشيخ سالم عبد الجليل من تاريخه، مع الحفاظ على برنامج (المسلمون يتساءلون) احتراما للمشاهدين، وباعتباره من أقدم برامج القناة وعلامة مضيئة على درب الإسلام السمح ورسالته المتوازنة الحاضنة لجميع الرسالات السماوية".