خبيران: قرار الولايات المتحدة تسليح أكراد سوريا سيشعل المنطقة

الأربعاء، 10 مايو 2017 11:05 م
خبيران: قرار الولايات المتحدة تسليح أكراد سوريا سيشعل المنطقة دونالد ترامب وسوريا
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أثارت موافقة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على تسليح قوات كردية تقاتل تنظيم "داعش" فى سوريا، ردود فعل فى دول المنطقة والدول المعنية بالصراع، وعلى رأس تلك الدول سوريا والعراق وتركيا .

وأوردت وكالة أنباء سبوتنيك الروسية أن "البنتاجون" قال إن تحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، الذى تقوده "وحدات حماية الشعب" الكردية، "سيزود بأسلحة ومعدات للمساعدة فى طرد تنظيم "داعش" من معقله فى الرقة"..موضحا "ندرك تماما المخاوف الأمنية لتركيا شريكتنا فى التحالف…نود طمأنة شعب وحكومة تركيا بأن الولايات المتحدة ملتزمة بمنع أى أخطار أمنية إضافية وبحماية شريكتنا فى حلف شمال الأطلسي".
ويعد تزويد قوات كردية بالسلاح قضية شائكة للإدارة الأمريكية، إذ أن هذا الأمر من المؤكد سيثير غضب تركيا، التى تعتبر "وحدات حماية الشعب" الكردية جماعة إرهابية .. ويحصل تحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، الذى يضم قوات كردية وعربية، على دعم فعلى من القوات الأمريكية بالإضافة إلى غطاء جوى من جانب التحالف الدولى الذى تقوده الولايات المتحدة.

ونقلت سبوتنيك عن العميد محمد عيسى، الخبير العسكرى والاستراتيجى السورى قوله إن "الولايات المتحدة الأمريكية باتت مكشوفة فى سوريا، فهى تحاول إقامة كيان مواز للدولة السورية أو مكافأة لها، بحيث يقدم له امتيازات توازى الامتيازات الروسية فى قاعدة حميميم السورية، وبشكل آخر إقامة منشأة عسكرية "مطار أو قاعدة"، فى جنوب الرقة وبالتحديد فى منطقة حقول الطبقة، التى تتركز فيها الاكتشافات النفطية.
وتابع عيسى، فى تصريح لـ"سبوتنيك" بخلاف المطامع الاقتصادية، هم يريدون وصل الرقة بالمناطق الكردية بالعراق والأردن، ليستطيع خط الأنابيب القطرى السعودى المرور عبر مربع الحدود العراقية الأردنية السورية السعودية، وهو ما حاولت أمريكا فعله منذ سنوات، بإيجاد خط بديل عن الساحل السوري.

 

وأضاف عيسى، أن الولايات المتحدة قد تعقد صفقات مع تركيا، بحيث تحصل الأخيرة على محافظة إدلب السورية، مقابل غض الطرف عن المخطط الأمريكي، وهنا يبدأ الابتزاز التركي، وأمريكا تعلم أن تركيا ليست بصدد الحرب مع الأكراد على الإطلاق، ولا يضرهم وجود دواة كردية، على العكس من ذلك تماماً، المخطط يقول، لتقم دولة كردية، شرق الفرات السورى موصولة مع منطقة شمال العراق، وبالتالى تحل المسألة الكردية، بتهجير الأكراد من تركيا إلى تلك المنطقة.

وأشار عيسى إلى أن الأتراك يحاولون ابتزاز الأمريكان، وواشنطن مستعدة لهذا الدور التركي، وأن تتغاضى أنقرة عن موضوع إقامة الدولة الكردية، وإعطاء الأتراك مناطق واسعة من سوريا تشمل منطقة إدلب ومناطق واسعة من شمال حلب.
ولفت عيسى، إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلى افجدور ليبرمان قال "إنه على تل أبيب أن تلعب بذكاء فى المسألة السورية، بحيث تبقى يدها فى الملف السورى وفى كل تفاصيله، وفى نفس الوقت نبقى بعيدين إعلامياً عن هذه الأمور، حيث تطمح إسرائيل فى إقامة منطقة عازلة بين سوريا والعراق ويمكن ترسيمها إلى الأردن، وهذا الكيان الجديد سيفصل سوريا والعراق وبالتالى فصل إيران عن البر الشامي، وإقامة منطقة عازلة فى مناطق السويداء ودرعا والقنيطرة وتصبح سوريا الدولة غير مجاورة لإسرائيل أصلا، وهنا تنتهى مسألة الجولان والمسألة الفلسطينية من وجهه نظرهم.
وأكد عيسى صعوبة تحقيق "المخطط الأمريكي"، فهو "يتبدل كل فترة فى ضوء المعطيات الميدانية على الأرض وأعتقد أن تقدم الجيش السورى خلال الأيام القادمة سيفشل كل تلك المخططات بمساعدة الحلفاء الروس والإيرانيين".

وعلى جانب آخر قال ماجد عزام، المحلل السياسى التركي، أن الأيام القادمة ستحدد شكل العلاقة المستقبلية بين واشنطن وأنقرة، بعد لقاء رترامب ونظيره التركى رجب طيب أردوغان، وسيكون موضوع تزويد المسلحين فى الرقة السورية بالسلاح الأمريكى على رأس قائمة الحوار.
وتابع عزام، فى تصريح لـ"سبوتنيك"، أن السيناتور الأمريكى جون ماكين، الخبير فى شؤون المنطقة قال لرئيس الأركان الأمريكى "أنتم لم تقدروا حقيقة الموقف التركي، وتركيا سترفض هذا القرار، وعلى واشنطن أن تختار، واختيارها سيكون له عواقب وخيمة على العلاقات مع تركيا"، وهذا الأمر لن يكون جزءا من التسوية، بل ستزداد التنظيمات المتطرفة بعد صب الزيت على النار.

وأضاف عزام، "علينا أن ننتظر لقاء "ترامب- أردوغان"، قبل إطلاق أحكام، فربما يكون ترامب رفع السقف للحصول على تنازلات ما أو تسوية مع أردوغان، وقد جرى أمس اتصال بين وزير الدفاع الأمريكى ونظيره التركي، أكد خلاله أن واشنطن مُصرة على التنسيق مع تركيا فى معركة "الرقة"" .

وعن السيناريوهات المحتملة، قال عزام : تركيا مازالت تقول حتى قبل اللقاء "على واشنطن أن تختار بين دولة راسخة، عضو فى الناتو يتعدى تعدادها الـ80 مليون نسمة وبين تنظيم لا يتعدى تعداده 10 آلاف نسمة" وسيحدد الاختيار الأمريكى إيجابية أو سلبية الوضع فى المنطقة، والأمر المهم الآخر هو ما جاء على لسان جون ماكين فى الكونجرس الأمريكى "من الناحية العسكرية ربما يكون التحالف مع التنظيم فى الرقة أفضل، أما من الناحية السياسية فإن التحالف مع تركيا بالتأكيد سيكون أجدى بخصوص الوضع فى الرقة وسوريا والمنطقة على العموم".

وأكد عزام، أن اللقاء القادم بين قادة البلدين سيكون حاسما فى هذا الملف، وأعرب عن أمله فى أن تذهب الأمور فى الاتجاه الإيجابي.

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة