نجح الفرنسيون فى تحويل ساحة متحف اللوفر اللأشهر بالعالم إلى ميدان تحرير، واحتشدوا فيه بكافة فئاتهم ليلة تنصيب الرئيس ماكرون، رافعين شعار "فرنسا تنتظر.. لكنها واثقة"، حيث دعت حملته الانتخابية جموع أنصاره ومؤيديه للاحتشاد بساحة متحف اللوفر للاحتفال بالنتيجة التى بدت من الساعات الأولى للتصويت إنها لصالحه، بعدما كان ميدان الباستيل الذى يضم السجن الشهير هو مقر الاحتفال لكنهم آثروا اللوفر فى الساعات الأخيرة.
فى ليلة التنصيب، وفى الثامنة تمامًا كان موعد إعلان النتيجة، إلا أن الشرطة الفرنسية لم تمهل زوار المتحف الأشهر فى العالم لاستكمال جولاتهم حتى السادسة، وقررت إغلاق المتحف فى الخامسة قبل ساعة من موعد إغلاقه الرسمي، وأخرجت السياح وفرضت سياجًا أمنيًا حول المنطقة، تحوطه عشرات من سيارات الشرطة والإسعاف.
من الخامسة مساء وحتى السابعة، بدأت الشرطة ومتطوعو الحملة الرئاسية فى تهيئة الأجواء للمحتفلين، حيث نصب فى ساحة المتحف وأمام هرمه الشهير ما يقرب من سبعة منصات يقف الرئيس وزوجته على أحدها بينما تخصص واحدة منهم لوسائل الإعلام، وثانية للفرقة الموسيقية والفنية، وتحمل باقى المنصات السماعات العملاقة وشاشات العرض التى تنقل الحدث للمحتفلين.
اللوفر
فى السابعة والنصف، عاد المتحف ليفتح أبوابه، لكنه اكتفى بباب وحيد أحكمت الشرطة سيطرتها الأمنية عليه، حتى إنها أغلقت كافة أبواب مترو الأنفاق المؤدية لبوابات المتحف الأخرى، وبمجرد الإعلان عن فتح الأبواب تحولت الشوارع المحيطة بالمتحف لساحات للجري، حيث جرى آلاف الفرنسيين ليستمعوا إلى نتائج الانتخابات فى ساحة المتحف.
الشرطة والمتطوعون ينظمون دخول المحتفلين، يستوقفك شرطى ثم آخر، ليفتش الحقائب، وعليك أيضًا أن تفتح أزرار الجاكيت حتى تتأكد الشرطة إنك لا تحمل حزامًا ناسفًا، وعبر سبعة حواجز أمنية تتمكن من الدخول إلى ساحة المتحف، بعد أن تسلم أى سوائل للشرطة وكذلك الآلات الحادة، وفى طريقك تحصل على علم فرنسا المجانى لترفعه مع المحتفلين، وتلاحظ أن المتحف قد استعد بدورات مياه متنقلة فى كل ناحية لتساعد المحتفلين على اكمال ليلتهم حتى الصباح.
الليل يخيم على الاحتفالات
قبل الثامنة، تعرض الشاشات تحليلات إخبارية للتلفزيون الفرنسي حول الانتخابات، وفى السابعة وخمسة وخمسين دقيقة، يبدأ العد التنازلي لإعلان النتائج ثم تظهر صورة ماكرون الرئيس الجديد، ويهتف الفرنسيون ويقفزون فرحًا، بعدها بدقيقة تظهر نسب الفوز، ماكرون يسحق منافسته لوبين بـ65% مقابل 35% ويصبح أصغر رئيس فى تاريخ فرنسا حيث يبلغ عمره 39 عاما.
ترتفع الأعلام الفرنسية، ويهتف الجميع "ماكرون بريزيدون"، أي ماكرون الرئيس أما العرب والأفارقة من المهاجرين فتلك فرحة مضاعفة، يرقصون ويبكون فرحًا على استعادة فرنسا التى كادت أن تضيع وفقا لما يقوله أحدهم لقناة أجنبية تسجل معه من ساحة المتحف.
المتحف يتحول لساحة رقص، وتشعل أحد المنصات الأجواء بالأغانى التى تغمر الجميع بالفرح، بعدها يلقى الرئيس الجديد خطابه المسجل، ويقطعه المحتفلون ببهتاف يحمل شعار حملته.
من أغنية إلى أخرى، ترتفع الأعلام ويرقص الفرنسيون، حتى يرفع أحد المهاجرين علم الجزائر صاحبة النصيب الأكبر من المهاجرين فى فرنسا هؤلاء الذين خشوا مصيرهم إذا ما فازت ماري لوبين مرشحة اليمين المتطرف التي هددت بطردتهم، مع ارتفاع علم الجزائر، تقرر المنصة تشغيل أغنية سيدى عبد القادر للمطرب الجزائرى الشاب خالد، فتمتزج العربية المكسرة بالفرنسية ويعم الفرح على الجميع.
ساعة وتعلن المنصة عن قرب وصول الرئيس المنتخب، وتظهر سيارات الشرطة تفسح الطريق لماكرون وموكبه الذى يأتى إلى اللوفر من أحد شوارع باريس تحوطه الموتوسيكلات والسيارات ويلوح له المارة على الجانبين، إلا أن يدخل اللوفر، ويصعد على المنصة وترتفع الأعلام مرة أخرى على صوت السلام الوطنى الفرنسى.
الرئيس الجديد يظهر
الرئيس الجديد يشكر أنصاره، ويؤكد أنهم انتصروا لوحدة فرنسا ورفضوا العنصرية، وأنه يعرف تماما ما سيفعله وكذلك بريجيت زوجته، فتمسك بيده وتقبلها، وترفعها إلى أعلى، يقول عربى فى الحشد "مثل والدته"، بينما يهتف الفرنسيون "قبلها.. قبلها".
ينتهي الرئيس الجديد من كلمته، ويخرج خلفه الآلاف من اللوفر، فيجدون باعة البيرة والشمبانيا والمأكولات قد اصطفوا طوال الطريق من المتحف إلى محطات المترو المحيطة، تحتفل فرنسا فى الشوارع وترقص حتى الصباح ابتهاجًا بالديمقراطية وبرئيسها الجديد الذي دخل قصر الإليزيه دون حزب ودون تكتلات سياسية كبيرة حاملًا على عنقه طموحات ملايين الفرنسيين الذين وثقوا به ومنحوه أصواتهم.
الرئيس وزوجته
الرئيس لأنصاره: شكرا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة