تستضيف العاصمة البحرينية "المنامة" حالياً، اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، والتى شهدت واقعة مثيرة للجدل، بعدم التجديد لرئيس غرفة التحقيق فى اللجنة المستقلة السويسرى كورنل بوربيلى ورئيس الغرفة القضائية الألمانى هانس يواكيم ايكرت، واستبدالهما، رافعا ذلك إلى الجمعية العمومية التى تعقد الخميس اجتماعها فى العاصمة البحرينية، وهو الثنائى الذى لعب دوراً كبيراً فى إدانة السويسرى جوزيف بلاتر الرئيس السابق لـ"فيفا"، وهو القرار الذى قد يؤثر بالسلب على جهود الاتحاد الدولى فى القضاء على الفساد.
وشهد الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، على مدار السنوات الماضية العديد من الفضائح فى ظل اتهامات الفساد التى تعرض لها الرئيس السابق للاتحاد الدولى السويسرى جوزيف بلاتر والعديد من مسئولي المنظمة الكروية على مدار السنوات السابقة، وهو ما سنستعرضه سوياً خلال السطور القادمة.
مايكل جارسيا
فى ديسمبر 2014، قدم مايكل جارسيا، رئيس غرفة التحقيقات داخل لجنة الاخلاقيات التابعة للإتحاد الدولى إستقالته من منصبه، على خلفية رفض الاستئناف الذي تقدم به بشأن طريقة التعامل مع ملف التحقيق الذى أجراه فى تهم الفساد الموجهة إلى ملفي مونديالي روسيا وقطر.
مايكل جارسيا
مايكل جارسيا أمضى 18 شهراً فى التحقيق بشأن وجود صفقات مشبوهة فى منح روسيا وقطر شرف تنظيم بطولتى كأس العالم 2018 و2022، قبل أن يستقبل من منصبه، بعدما أعلنت لجنة الأستئناف التابعة للفيفا أن الطلب الذى تقدم به جارسيا "غير صالح".
جواو هافيلانج
الرئيس الاسبق للاتحاد الدولى، والذى توفى يوم 16 أغسطس 2016 عن عمر يناهز 100 عام، بمدينة "ريودى جانيرو" البرازيلية.
جواو هافيلانج
تولى منصب الرئيس السابق لـ "فيفا"، وتخلى عن هذا المنصب فى أبريل 2013، على خلفية فضية الفساد التي تفجرت عقب اتهامه بتلقي مبالغ مالية على سبيل الرشوة، دفعتها شركة (ISL)، التي كانت تسوق حقوق بث مباريات كأس العالم في عقد التسعينيات من القرن الماضي.
جوزيف بلاتر
أكثر رؤساء الاتحاد الدولى لكرة القدم فساداً، لم يستطع البقاء فى منصبه فى الولاية الخامسة على التوالى سوى أيام معدودة، بعدما فشل فى مواجهة فضائح الفساد التى تفجرت داخل جدران الفيفا.
بلاتر
وكانت الشرطة السويسرية ألقت القبض على سبعة أشخاص بناء على طلب القضاء الاميركي، واتهام آخرين بسبب ضلوعهم في الحصول على مبالغ مالية على سبيل الرشوة تصل الى نحو 150 مليون دولار فى يونيو 2015.
فضيحة تشيلي
ارتكب الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" فضيحة أخلاقية بحق الشعب التشيلى الذى كان يعاني من التعذيب والقتل والاعتقال بعد الانقلاب العسكرى الذى شهدته تشيلى فى عام 1973.
كان من المفترض أن يستضيف ملعب "سانتياجو الوطني" بالعاصمة التشيلية، مباراة تشيلى والاتحاد السوفيتى فى التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم 1974، وقبل استضافة الملعب لتلك المباراة المرتقبة بأسابيع قليلة، تحول هذا الملعب إلى مقر لإحتجاز ما يقارب 7 آلاف معتقل سياسي، ناهيك عن عمليات التعذيب والقتل.
فضيحة تشيلى
رفض الاتحاد السوفيتى خوض المباراة على هذا الملعب الذى بات ملطخاً بدماء الشعب التشيلى الذى عارض أغلبه الانقلاب العسكرى الذى شهدته البلاد فى تلك الفترة، إلا أن الاتحاد الدولى لكرة القدم، في موقف متواطئ مع الحكومة التشيلية على لعب المباراة دون تغيير الملعب، نافياً أن يكون قد تحول إلى مركز لاعتقال المعارضين.
الاتحاد السوفيتى رفض خوض المباراة، وأعلن الاتحاد الدولى صعود منتخب تشيلى لبطولة كأس العالم، بإعتباره منتخب الاتحاد السوفيتي منسحباً من المباراة.
أوضاع العمال فى قطر
على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة فى فصل الصيف إلى مستويات قياسية، إلا أن الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، أصر على منح قطر شرف تنظيم بطولة كأس العالم 2022، فى الوقت الذى يعانى فيه العمال أوضاعاً صعبة.
العمال فى قطر
ولقي أكثر من عامل مصرعه خلال المشاركة فى تشييد المنشآت الرياضية والملاعب المستضيفة لمباريات مونديال 2022، بسبب العمل الشاق تحت أشعة الشمس الحارقة بجانب المعيشة فى أوضاع صعبة، فى الوقت الذى يتجاهل فيه الفيفا تقارير منظمات حقوق الانسان عن أوضاع العمال الذى يحزن بمعاملة سيئة من جانب المسئولين القطريين.
مونديال الارجنتين 1978
سيظل مونديال 1978 الذى أقيم فى الارجنتين ملطخاً بالدماء، حين حصلت على شرف تنظيم بطولة كأس العالم فى الوقت الذى كان يعانى فيه الشعب الارجنتينى تحت قيادة الحاكم خورخي فيديلا الذى قاد إنقلاباً عسكرياً على الرئيسة إيزابيل بيرون عام 1976.
العديد من وسائل الاعلام العالمية، تحدثت أن الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، منحت الارجنتين شرف تنظيم بطولة كأس العالم، فى محاولة لإخفاء معاناة الشعب الارجنتينى من عمليات التعذيب والقتل التى تعرض لها والتى وصل ضحاياها إلى 30 ألف مواطن.
فضائح التلاعب بنتائج المباريات
تجاهل الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، التحقيق فى فضائح التلاعب بنتائج مباريات كرة القدم حققت أرباحا غير مشروعة تصل إلى ثمانية ملايين يورو.
ذكرت هيئة الأذاعة البريطانية "بى بى سى" فى فبراير 2013، أن التحقيقات التى أجرتها السلطات الأمنية فى العديد من الدول الاوروبية أظهرت التلاعب في 380 مباراة في بطولات كبرى أهمها تصفيات كأس العالم وكأس أوروبا وبطولات الدوري الممتاز في عدة دول أوروبية.
فضائح التلاعب بنتائج مباريات كرة القدم
وأضافت الاذاعة البريطانية، أن التحقيقات أشارت إلى تورط 425 شخصا في 15 دولة في فضيحة الفساد هذه بينهم حكام ومسؤولون ولاعبون وعناصر إجرامية، كما اكتشف المحققون مشاركة "عناصر إجرامية" من آسيا في هذه العمليات غير المشروعة، وتبين أيضا التلاعب في نتائج 300 مباراة أخرى في افريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
استضافة بطولات كأس العالم
يتغنى الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" على مدار عصوره السابقة، أنه يسعى لتطوير كرة القدم فى مختلف المجالات بالدول المستضيفة لبطولة كأس العالم، لكن "فيفا" لا يدرك أن شعوب تلك الدول تدفع ثمن إستضافة مثل هذه المسابقات.
مظاهرات رافضة لتنظيم المونديال
فعلى سبيل المثال، أن إستضافة بطولة كأس العالم 2014 كلفت خزينة البرازيل 15 مليار دولار، مما دقع الأخيرة لفرض الضرائب على الشعب من أجل تحصل هذه التكلفة، مما أدى إلى إندلاع مظاهرات من جانب الشعب البرازيلى الذى يعاني من أوضاع اقتصادية صعبة فى ذلك الوقت.
فضيحة تذاكر مونديال 2006
البوتسواني إسماعيل باهمجي، عضو اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولى لكرة القدم السابق تقرر إيقافه، بسبب تورطه فضيحة بيع تذاكر في السوق السوداء خلال كأس العالم 2006 خلال مباراة انجلترا وترينيداد وتوباجو.
مباراة انجلترا وترينداد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة