تسود الشارع الفلسطينى فى قطاع غزة حالة من اللغط بين أبناء الفصائل، عقب إعلان أجهزة الأمن التابعة لحماس، اعتقال قاتل القيادى فى الحركة مازن فقهاء الذى اغتيل فى مارس الماضى، بحسب ما أعلنه رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية.
صدمة كبيرة فى قطاع غزة عقب كشف عدد من وسائل الإعلام الفلسطينية ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعى، وما أعلنته عائلة مازن فقهاء، بأن قاتل نجلهم قيادى سابق كتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى لحركة حماس، وينحدر من مخيم النصيرات فى وسط غزة.
وحسب ما نشرته مصادر إعلامية فلسطينية حول هوية قاتل مازن فقهاء، فالقتل يدعى "أشرف أبو ليلة" من مخيم النصيرات الواقع وسط غزة، وكان قيادى لحماس وتم تجميده فى وقت سابق، ويمتلك مكتب سيارات، وشقيقه يدعى "أيمن" من قيادات كتائب عز الدين القسام، وبعض من أسرته يعملون فى دوائر حماس الحكومية بغزة.
ومازن فقهاء هو أسير فلسطينى محرر أطلق سراحه من ضمن صفقة تبادل الأسرى عام 2011، وعائلته تقطن شمال الضفة الغربية، غير أن سلطات الاحتلال الإسرائيلى قامت بإبعاده إلى قطاع غزة هو وعدد آخر من المحررين.
قضية تصفية قادة كتائب عز الدين القسام، بدأت تكشف الصراع الخفى داخل الفصيل المسلح صاحب اليد الطولى فى قطاع غزة، فعمليات التصفيات الجسدية - المعلن عنها فقط – تكشف وجود صراع داخلى بين قادة القسام، وتعيد قضية مازن فقهاء للذهن قضية تصفية القيادى فى حركة حماس ومتحدثها السابق أيمن طه.
وكشف مصدر فلسطينى حجم الصراعات الداخلية الكبيرة داخل كتائب القسام منذ عام 2011 وتطورت إلى عمليات خفية لإقصاء قيادات بارزة سواء بالوشاية لدى قادة الكتائب أو تطور الأمر لتصفية جسدية، مؤكدا ان قضية أيمن طه القيادى البارز فى حماس تسلمته كتائب القسام التى تولت تتبع تحركاته ورغبة عدد من القادة فى التخلص منه فى تلك المرحلة فقد كان طه مسئول عن نقل الأموال التى يتضمن جزء منها لكتائب عز الدين القسام فى وقت رفضت فيه الكتائب دور أيمن طه واتهمته بالتخابر لصالح دول عربية.
وبحسب مصدر فلسطينى، فقد اغتالت حركة حماس القيادى البارز أيمن طه لاتهامه بالتخابر مع دول عربية، ونقل معلومات سرية للغاية عن الحركة تكشف تدخلها فى الشئون الداخلية لدول عربية، ووجهت تهم الفساد المالى والأخلاقى إلى القيادى البارز بالحركة كى تشوه سمعته بقطاع غزة.
حركة حماس اغتالت القيادى السابق بها برصاصات فى الرأس والصدر، وهى الطريق التى تتبعها الألوية العسكرية فى الحركة فى إعدام من توجه إليهم تهم الخيانة والتخابر مع دول أجنبية وهى نفس الطريقة التى تم تصفية مازن فقهاء بها.
حركة حماس التى كشفت الدور الذى لعبه أيمن طه فى نقل معلومات خطيرة عن الحركة اقتادته إلى مكان سرى للتحقيق معه، واختفى ما يقرب من عشرة أشهر، ولا أحد يعلم عنه شيئا، ولم يسمح لأى شخص من أفراد عائلته بزيارته أو الاطمئنان عليه داخل محبسه، وتتعرض خلال فترة احتجازه لعملية ضرب وتعذيب، ما أدى إلى حدوث إصابات وكدمات متعددة، حيث سعى المحققون إلى الحصول على اعترافات منه بشأن القضايا السابقة، إضافة إلى محاولة توجيه اتهام له بالتخابر مع دول أخرى.
طريقة تصفية مازن فقهاء واغتيال أيمن طه تكشف وجود صراع خفى داخل كتائب عز الدين القسام، واختراق أمنى إسرائيلى للذراع العسكرى المسلح لحركة حماس عبر زرع عملاء يعملون داخل القسام لصالح الموساد، وتورط قيادى سابق فى حماس وشقيق قيادى فى كتائب عز الدين القسام فى تصفية مازن فقهاء يكشف الصراعات الداخلية بين قادة الكتائب وقيادات بارزة تم تحريرها فى صفقة تبادل جلعاد شاليط عام 2011.
ويعتبر مازن فقهاء، من ضمن الأشخاص الذين تضعهم إسرائيل على قائمة التصفية التي أعدّها الجيش الإسرائيلي لعدد من محرري صفقة شاليط، نظرا لدوره في الإشراف على إدارة العمل العسكري لحماس في الضفة الغربية، وتجنيد العشرات من الخلايا الميدانية هناك، بحسب تقارير إسرائيلية نشرت عام 2013، لكن عملية تصفية مازن فقهاء على يد قيادى سابق بحماس وشقيق لأحد قادة القسام يثير علامات الاستفهام حول طبيعة ما يجرى داخل الكتائب من حرب على القيادة والسلطة وبسط النفوذ والتخلص من قيادات الصف القديم.
وبالعودة لقضية أيمن طه، فقد أعلنت حركة حماس فى بيان لها أن المتحدث السابق باسم الحركة أيمن طه معتقل، يخضع للتحقيق لضلوعه فى قضايا فساد مالى وأخلاقى يتمثل فى التربح من خلال إقامة مشاريع استثمارية، متخفيا خلف ستار الحركة ومستغلا منصبه كمتحدث رسمى للحركة.
يذكر أن أيمن طه كان يعد أحد الكوادر البارزة فى حركة حماس، وقياديًا فاعلًا فيها، وأحد مقاتليها، وكان والده محمد طه، مسئولًا محليًا فى الحركة ومديرًا فى الجامعة الإسلامية فى قطاع غزة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة