يتزامن اليوم 12 مايو مع رحيل عملاقين فى مجالين مختلفين الأول هو المطرب الكبير صانع ثورة الموسيقى العربية عبده الحامولى والثانى هو شاعر يحتل مكانة رفيعة بين الشعراء وكتاب الدراما ويذكره الناس من خلال الحلقات الشهيرة التى اعتادت الإذاعة المصرية تقديمها منذ ما يزيد على ربع قرن، بصوت زوزو نبيل المميز، وهى حلقات ألف ليلة وليلة، فضلا عن قصائده الصوفية التى شدت بها أم كلثوم فى الفيلم الشهير "رابعة العدوية" إنه الشاعر والكاتب طاهر أبو فاشا.
المطرب عبده الحامولى مطرب مصرى ومجدد فى الموسيقى العربية، وأبرز اسم فى عالم الطرب فى القرن التاسع عشر وامتد أثره إلى القرن العشرين وهو من مواليد 1262 هـ 1836 وتوفى فى 12 مايو 1901 وارتبط اسمه بالمطربة ألمظ التى تزوجها وقدما ثنائيًا ناجحًا ذاع صيته.
المطرب المجدد صانع ثورة الموسيقى عبده الحامولى
وهو لمن لا يعرفه جيدا قد ولد فى قرية الحامول التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، وذاع صيته فانتقل للقاهرة، حيث التقى مصادفة "شاكر أفندى الحلبى" أحد حفظة الأدوار والموشحات، فتلقى على يديه أصول الغناء، وحقق شهرة واسعة فى عالم الغناء، وكون تختًا موسيقيًا خاصًا به، وتولى محمد عثمان والشيخ محمد عبد الرحيم المسلوب مهمة تلحين أغانيه، عندما سمعه الخديوى إسماعيل أعجب به وألحقه بحاشيته، واصطحبه إلى الأستانة، وبذلك تهيأت له فرصة الاستماع إلى الموسيقى التركية، واستطاع أن يقدم ألحانًا تجمع بين المزاج المصرى والمزاج التركى وتحمل الطابع الشرقى، وفي عام 1901 وقبل وفاته بأسابيع، سجّل بعض أعماله على أسطوانات شمعية، إلّا أنّ رداءتها لم تسمح بانتشار واسع لها، وقد بقى عدد من هذه التسجيلات حتى اليوم.
عادل مأمون الذي جسد شخصية عبده الحامولي
وعن أهم ما قام به من ثورة وتجديد فى عالم الموسيقى والطرب والغناء سنجده استخدم مقامات لم تكن موجودة فى مصر كالحجاز كار والنهاوند والكرد والعجم وعرف عنه رقيه فى اختيار الكلمة، ويكفى أنه بعكس مطربى زمانه تعاون مع كبار رجال الدولة الذين يكتبون الشعر أمثال محمود سامى البارودى، وإسماعيل صبرى باشا، والشيخ عبد الرحمن قراعة مفتى مصر فى ذاك الوقت، وعائشة التيمورية، كما طلب من بعض الشعراء والمثقفين ترجمة مجموعة من الأغانى التركية إلى اللغة العربية، وهو من أوائل من لحن القصيدة التقليدية مثل "أراك عصى الدمع" لأبى فراس الحمدانى.
عبده الحامولي جدد في الموسيقي
ورغم أن تراثه الغنائى ينتمى إلى القرن التاسع عشر إلا أن تأثيره كان قويا على كل مطربى العقدين الأولين فى القرن العشرين أمثال صالح عبد الحى ويوسف المنيلاوى وعبد الحى حلمى وسلامة حجازى، اشترك بالغناء فى فرقة أبو خليل القبانى المسرحية، وتزوج من المطربة سكينة الشهيرة "بألمظ" وقصة حبهما قدمها التليفزيون عبر مسلسل ''بوابة الحلوانى'' وجسد شخصيتهما على الحجار وشيرين وجدى، كما ظهرت فى فيلم حمل اسميهما ''ألمظ وعبده الحامولى''، بطولة وردة الجزائرية وعادل مأمون.
من أشهر أعماله: "الله يصون دولة حسنك، كأدنى الهوى، متع حياتك بالأحباب، أنت فريد فى الحسن، كنت فين والحب فين".
صورة مرسومة لعبده الحامولى
أما الراحل المبدع الآخر الذى تحل اليوم ذكراه هو الشاعر طاهر أبو فاشا الذى رحل عن عالمنا فى 12 مايو 1989، وهو شاعر وزجال مصرى بدأ تعليمه بمدرسة الحزاوى الابتدائية ثم بمعهد دمياط الدينى ثم التحق بمعهد الزقازيق الدينى، حيث حصل على شهادة الثانوية ثم التحق بكلية دار العلوم بالقاهرة، بعد التحاقه بكلية دار العلوم (التى تخرج فيها سنة 1939) وجد طريقه إلى العديد من النوادي والمجالس الأدبية، ومنها ندوة القاياتى التى كانت تضم جمهرة كبيرة من أعيان الأدباء من أمثال حافظ إبراهيم وعبد العزيز البشرى وكامل كيلانى وزكى مبارك.
الشاعر طاهر أبو فاشا
بعد تخرجه فى دار العلوم التحق بالعمل مدرسًا بمدرسة فؤاد الأول بسوهاج فى صعيد مصر، ونقل منها إلى الواحات الخارجة، وظل يتنقل بين المحافظات حتى عمل سكرتيراً برلمانياً فى وزارة الأوقاف، وعمل رئيسًا لقسم التأليف والنشر بإدارة الشئون العامة للقوات المسلحة.
طاهر ابو فاشا
كتب أبو فاشا للإذاعة الكثير من الأعمال، أشهرها «ألف ليلة وليلة» التى ألف منها 800 حلقة، على امتداد 26 سنة، وله مجموعة من الصور الغنائية، منها «ملاح النيل»، و«أصل الحكاية»، و«الشيخ مجاهد»، كما أعد سلسلة «أعياد الحصاد»، وهى سلسلة درامية غنائية تمثيلية، وكتب عملا دراميا غنائيا ضخما بعنوان «سميراميس» كان مقررًا أن تمثله أم كلثوم، لكنه توقف لأسباب مختلف عليها، كما قدم للإذاعة مسلسل «ألف يوم» فى 600 حلقة، وقدم مجموعة كبيرة من الأغانى منها «نشيد الجيش»، و«نشيد الطيران»، وغنتهما أم كلثوم.
صورة تجمع عملاقة الشاعر طاهر ابوفاشا وفاروق شوشة وسيد مكاوى
كتب «أبوفاشا» نحو 200 عمل للإذاعة والتليفزيون، أشهرها «ألف ليلة»، و«فوازير رمضان» التليفزيونية، كما كتب الأوبريت الإذاعى «رابعة العدوية»، الذى غنته أم كثوم قبل ظهور الفيلم، ولـ«أبو فاشا» كتب أدبية وتاريخية وسياسية، منها «هز القحوف فى شرح قصيدة أبى شادوف»، و«الذين أدركتهم حرفة الأدب»، و«العشق الإلهى»، و«وراء تمثال الحرية»، و«تحقيق مقامات بيرم التونسى».
زوزو نبيل جسدت بصوتها ما كتبه طاهر أبو فاشا فى الإذاعة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة