وسط أجواء من التوتر تسود دوائر سياسية وإعلامية داخل الولايات المتحدة بعد إقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية جيمس كومى ، وتلميح العديد من الصحف الى اقدام الرئيس دونالد ترامب على هذه الخطوة لفتح الطريق أمام المزيد من التقارب مع روسيا، وعرقلة التحقيقات التى كان يجريها كومى بشأن اتصالات فريق ترامب الانتخابى مع مسئولين روس، كشفت مجلة تايم الأمريكية عن لقاء سرى جمع نائب الرئيس مايك بنى ومسئول رفيع المستوى فى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية.
وقالت المجلة الأمريكية إن بنس التقى صباح الخميس رئيس قسم العلاقات الخارجية بالكنيسة الأرثوذوكسية الروسية، متروبوليتان هيلاريون، حليف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، لبحث العديد من الملفات فى مقدمتها سبل دعم التعاون بين واشنطن وموسكو فى مجال الحرب على الإرهاب.
وكشفت المجلة فى تقريرها أن رجل الدين الروسى رفيع المستوى حث الولايات المتحدة على التعاون مع روسيا لمكافحة الإرهاب فى الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس قسم العلاقات الخارجية بالكنيسة الأرثوذوكسية الروسية، متروبوليتان هيلاريون، تحدث مع بينس خلف الكواليس على هاش قمة فرانكلين جراهام فى واشنطن عن العنف الدينى ضد المسيحيين.
وقال هيلاريون فى مقابلة مع مجلة "تايم" فى فندق ترامب الدولى فى العاصمة الأمريكية، على مسافة قريبة من البيت الأبيض، إن وحده التحالف الدولى الموحد المعادى للإرهاب هو الذى يستطيع محاربة الإرهاب ويفوز. وأضاف أنه ينبغى على واشنطن وموسكو ان تنحيا الخلافات السياسية جانبا".
وأكد متحدث باسم البيت الأبيض اجتماع بينس مع رجل الدين الروسى وقال إن تصريحاته عكس آراء الرئيس ترامب أيضا. وقال هيلاريون بعد لقائه ببنس إنه يشعر بإيجابية شديدة إزاء مستقبل العلاقة بين الولايات المتحدة روسيا.
وقالت تايم إن البيت الأبيض كان قد اتهم الحكومة الروسية بالتستر على دور النظام الروسى فى هجوى خان شيخون الكيماوى، وقامت الولايات المتحدة بوجيه ضربة عسكرية فى سوريا أدانها بوتين.
اللقاء الذى كشفت تفاصيله مجلة تايم، جاء بعد يوم من مباحثات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ووزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف والتى أثارت ردود فعل غاضبة بعد سماح مسئولو البيت الابيض بدخول صحفيين ومراسلين روس لتغطية المباحثات ومنع مراسلين صحف أمريكية، وهو الأمر شكل - بحسب تقرير سابق لصحيفة اندبندنت - تهديدا أمنيا.
وتسود أوساط الحزبين الجمهورى والديمقراطي على حد سواء حالة من الغضب بعد قرار ترامب بإقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية جيمس كومى وعرقلة التحقيقات التى كان يجريها فى القضية المعروفة إعلاميا ب"الاتصالات الروسية" والتى يتهم فيها فريق ترامب الانتخابى بعقد لقاءات مع مسئولين روس خلال الانتخابات الأخيرة يعتقد أن لها دور فى استهداف حملة المرشحة الخاسرة هيلارى كلينتون واختراقها إلكترونيا.
وفى افتتاحيتها أمس، دعت نيويورك تايمز المدعى العام الأمريكى إلى التحقق مع الرئيس بسبب قرار إقالة كومى، وقالت صراحة إن العملية الانتخابية التى اتت بالرئيس ترامب إلى البيت الأبيض أصبحت محاطة بالكثير من الشكوك.