"قُللنا فخارها قناوى بتقول حكاوى وغناوى" هكذا ذُكر الفخار القناوى فى الأغانى التراثية التى حكت عن عدد من مدن الصعيد وما تشتهر به، وعلى رأسها مدينة قنا عاصمة الفخار التى تصدر المصنوعات الفخارية إلى عدد من دول العالم، وتعتبر مدينة قنا من أول المدن التى عرفت الفخار فى العالم، إذ يعود معرفة الفخار بها إلى التاريخ الفرعونى، خاصة أنها من المدن المطلة على النيل ما أثراها بطين بنى اللون لا يوجد مثله إلا فى أماكن قليلة، وعرفه المصرى القديم وقام بتشكيله وتسخينه حتى قدم منه قطع الأثاث التى عرفت فى البداية فى المراسم الجنائزية والأعياد والاحتفالات بالمعابد.
وحول سر شهرة قنا بالصناعات الفخارية تداولت الكثير من الروايات، لعل أبرزها أن رجل مرضت زوجته مرض خطير منعها من الإنجاب فخافت المرأة أن يهجرها زوجها ويتزوج من امرأة آخرى حتى ينجب، وكان الرجل متيمًا بزوجته فما كان منه إلا أن قام "بإخصاء" نفسه، وتمر الأيام وتشفى الزوجة وتطلب من زوجها الإنجاب فحزن الرجل حزنًا شديدًا، وقام بزيارة أحد المشايخ وحكى له ما به، فقام الشيخ بصناعة عضو ذكرى من الطين الذى يُصنع منه القلل، وقيل أن الشيخ مسح عليه وعادت للرجل ذكورته، ومن بعدها تم تداول صناعات المجسمات والقلل من الطين.