من المتوقع اليوم أن يسعى نحو 10 ملايين شخص إلى قرية قرية صغيرة فى البرتغال للاحتفال بالذكرى المائة لظهور القديسة فاطيما لثلاثة من الأطفال وتخبرهم برسائل مهمة عن مستقبل العالم، واليوم سيترأس بابا الفاتيكان نفسه "فرانسيس الثانى" القداس، بينما الجميع لا يزال يسأل: من هى "فاطيما" هل هى قديسة مسيحية أم أميرة مسلمة أحبت الجميع؟!
تمثال سانت فاطيما
تقول الحكايات إنه فى سنة 1492 بعدما سقطت مدينة غرناطة بعد عدة معارك شنها الجيش المسيحى ضد المسلمين فى الأندلس، كان من ضمن السبايا أميرة مسلمة أندلسية من أميرات القصر تدعى "فاطمة"، هذه المرأة كانت من نصيب حاكم مدينة "أوريم"، الذى أجبر الأميرة الأندلسية على اعتناق المسيحية وتعميدها حسب المذهب الكاثوليكى، قبل أن يتزوجها الحاكم وأطلق عليها اسما مسيحيا "أوريانا"، ويعنى المشرقة باللغة القشتالية.
أصبحت محبوبة بين كل طبقات المجتمع، لدرجة أن سمى الناس القصر الذى كانت تعيش فيه والمنطقة المجاورة باسمها "قصر وساحة فاطمة"، ومع مرور الوقت أصبحت هناك قرية صغيرة قرب "أوريم" تدعى "فاطمة"، على بعد 123 كيلومترا من شمال لشبونة.
ولم يكن أحد يعرف هذه القرية الصغيرة، التى كانت تتكون من 25 بيتا فقط، إلا أنها الآن أصبحت من القرى المشهورة بسبب الأميرة فاطمة، التى عاشت فيها بقية عمرها حتى توفيت فى ظروف غامضة، ولا أحد يعرف مكان دفنها حتى اليوم.
وتواصل الحكاية أنه فى يوم 13 يوليو عام 1917، قبل انتهاء الحرب العالمية الأولى، يحيث خرج ثلاثة صغار من رعاة الأغنام لهذه القرية، وهم لوسيا وابن عمها فرنسسكو وأخته خاسينتا، فبعد أن أنهوا صلواتهم وتسبيحهم، صعدوا تلة لإحضار بعض الأحجار الصغيرة للعب بها، فظهر لهم ضوء قوى فى السماء، اعتقدوا أنه برق، وأن الجو سيصبح سيئا، ما يستدعى جمع الغنم والعودة إلى القرية سريعا، وعند نزولهم ظهر لهم الضوء مرة أخرى، فشاهدوا امرأة يحيط بها نور ساطع قوى، وفى يدها مسبحة بيضاء.
الأطفال الثلاثة الذين رأوا المعجزة
وقالت لهم إنها السيدة العذراء المسبحة ويجب عليكم دعوة الناس للصلاة والتقرب من الرب أكثر، بعد أن ابتعدوا عنه وانشغلوا بماديات الدنيا، وأنها ستعاود التجلى مرة أخرى فى اليوم الـ13 من كل شهر.
وفى تجليها السادس فى شهر أكتوبر، حضره أكثر من 70 ألف شخص من الطائفة الكاثوليكية من مختلف القرى والمدن المحيطة، وحثتهم على الصلاة وطاعة الرب، وأخبرتهم بوصايا للتقرب إلى الله، فوصفت لهم الملكوت وكيفية خلاص النفوس من الجحيم والوصول إلى السلام.
ومما يجب ذكره، بأنه لا يوجد أحد مدفون داخل الكنيسة، وتم نقل رفات الأخوين فرانسيسكو وخاسينتا بعد 30 عاما من وفاتهما فى مكان مجاور للكنيسة، ولم يتم نقل رفات ابنة عمهما لوسيا حتى الآن، رغم مضى سنوات على وفاتها.
فى زيارة سانت فاطيما
ويأتى المسيحيون الكاثوليك من مختلف البلدان للتبرك وطلب المراد من كنيسة القديسة فاطيما، وذلك زحفا على الركب، وقيل الكثير عن استجابة الله لدعاء المرضى وأصحاب الضيقات عند الدعاء فى المكان، الذى تجلت فيه للرعاة الأطفال الثلاثة، وحتى أن البابا جون بول الثانى، حضر بنفسه لهذه الكنيسة بعد سلامته من الموت فى حادث الاعتداء عليه عام 1981.